الجمعة، 29 أبريل 2011

مصطلح القسط والعدل في القرآن الكريم – الشيخ محمد حسني البيومي جودة الهاشمي



قراءة في مصطلح القسط والعدل في القرآن الكريم

Posted on أغسطس 11, 2010 by alsajdoon

الشيخ والمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي جودة

الهاشمي

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11

_________________________

مصطلح القسط

: النساء : 135

_________________________

وفيه قوله تعالي في السورة :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ .. “

وفي النص القرآني نجد عدد مفرد المصطلح ( قسط ) في القرآن هو العدد ( 22) .. والعدد المفرد أصلاً مأخوذ من اسم الله تعالى ( المقسط ) وجاء في القرآن المفرد القرآني للتعبير عن الحالة : القسطاس .. مرتين في القرآن : الإسراء : 35 ، الشعراء / 182 ـ

وهى حالة خاصة بالله والرسول والمصطفين الأخيار من الأمة عليهم الصلاة السلام . “ القسطاس المستقيموهم أهل الصراط المستقيم .. وفي القرآن مخصوص بالرسول والأئمة عليهم الصلاة والتسليم وفيه قال تعالى : عن وصف القائمين بالقسط في سورة آل عمران : 18..

{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }آل عمران18

وهو الله لا الله إلا هو – والملائكة المنفذون تعاليم الله وهم من نور لا يعصون – وأولوا العلم قائما بالقسط وهم النبي وأله المطهرين أصحاب الجنةومعهم في الخيار أزواجهم ومتبعوهم في العدل الإلهي العام من الناس وهو كما في الآيات { وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } ، وقد سماهم الله تعالى بوضوح في سورة آل عمران بأنهمآيات الله ” وأن الذين يقتلونهم هم الكافرون “ فبشرهم بعذاب أليم ” وهو حكم على أهل عداوتهم , والأمر الإلهي لأنصارهم في الأرض أن يكونوامقسطين ” عادلين على خطى النبي وآله ـ العترة المصطفاة ـ عليهم الصلاة والسلام .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ }..

فهو تعالى في علاه رشحهم لمناط دور الشهادة في الأرض وفي الحالة الكلية للشهادة :

{ لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا }

وهو ما سنبينه بمشيئة الله تعالى في مصطلح ( الشهداء والشاهدون )

وفي رصدنا لمحتوى الآيات الكريمة الدالة على مصطلح ( القسط ) في القرآن وهى على مستويات :

المستوى الأول :

القســط الرباني الأنموذج :

وهو الله تعالى الحكم العدل :

1ــ وجاء على هذا السياق في سورة الإسراء : قوله تعالى بالأمر الإلهي : –

{ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }الإسراء35 ..

وفي الآية القسطاس المستقيم هو كما قلنا مركب حالة ربانية تمثل الصفوة في العدل الإلهي .

وكذلك الصفوة في الاختيار الإلهي وهم أهل الصراط المستقيم وهم كما في القرآن والحديث هم : أل البيت النبوي عليهم السلام الثقلين وقرناء القرآن . وأمير المؤمنين علي عليه السلام هو ( الصراط المستقيم ) وفي الحديث ( لعلي عليه السلام جواز على الصراط .. الحديث ) والذي لا يكون في مقام الصراط والاستقامة لا يمكنه تطبيق مفهوم القسط بين العباد وهو عند الله ( أحسن تأويلا ) أحسن التأويل في التطبيق .

2- سورة يونس / 54 .. فيه بيان عن حقيقة القسط والعدل والحكم الإلهي بالقسط يوم الميزان بالعدل وهو قوله تعالى :

{ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }يونس54 ..

3- في سورة الأنبياء /47 :

وفيها التأكيد الإلهي على حالة القسط في الحساب الأخروي وهذا لا يمثله إلا الله الواحد القهار فهو خير الحاكمين وأحسن الفاصلين :

{وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } الأنبياء47 ..

وهى تأكيد على حالة المقسطين وأكمله هو : القسط الإلهي .

1- الشعراء / 182 : وهو الأمر الإلهي للخلائق أن يقوموا بالقسط وهو قوله تعالى في علاه :

{ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } الإسراء35

القسط الاجتماعي :

1- قوله تعالى في علاه

: { ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ } الأحزاب / 5

: وفيها تأكيد وجهة القسط الاجتماعي وفيه تمام العدل الاجتماعي بين القرابة والمجتمع .

2- قوله تعالى :

{ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } الحجرات9 ..

العدل والقسط الاجتماعي بين المتخاصمين والمصلحين في المجتمعات هم الغرباء اللذين أخبر عنهم نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وأله : “ اللذين يصلحون ما أفسد الناس

عن عبد الرحمن بن سنة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ومن الغرباء قال الذين يصلحون إذا فسد الناس والذي نفسي بيده لينحازن الإيمان إلى المدينة كما يجوز السيل والذي نفسي بيده ليأرزن الإسلام إلى ما بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها ” . (1)

.. واصطلح عليهم القرآن بصفة الحالة العلية ـ المقسطين ـ لأنهم اتبعوا العدل الإلهي والقسط الإلهي سواء ( العدل والقسط ( .

7- الرحمن /9 وهو تواصل في تبيان حالة المقسطين وهم المأمورون خاصة بالقسط ..

{ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ } الرحمن9 ..

وهو الحكم بما أنزل الله تعالى بدون خسران أو نقص .

8- البقرة / 282.. وفيه القسط الاجتماعي وإقامة العدل في الأحكام الشرعية ، وفيه مثال : الدين والشهود العدل والكاتب العدل والولي العدل وهم من يتصفون بالعدالة والنزاهة والمعروفين في المجتمع بهذه الصفات. ولا تصح شهادة غير عادل

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

{ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } .. { وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58 ..

ومفاد الآية إثبات الحالة والمهمة الشفافة ..

{ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ } .

والقسط هو بمقام الإشهاد والشهادة عند الله تعالى ، لهذا سمى الله تعالى المقسطون في الآية الشاهدون وفي الآية ” الأقوم

للشهادة : أقوم للشهادة

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ} النساء /135 .. فالمقسطين هم الشاهدين والله تعالى هو الشاهد الأعظم على كل الشاهدين . ..

9 – آل عمران / 18 : وهى شهادة الله المعظمة والشهود معه ” شهد الله أنه لا الله إلا هو والملائكة وأولوا العلم ) وختم الله تعالى الآية ” لا الله إلا هو العزيز الحكيم ” وهم المقسطون الشاهدون في القرآن ، شهادة الله على عباده وفيهم تبيان قوله تعالى : { لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

: { ويوم يقوم الأشهاد }.

وهو ما سنبينه في مصطلح : الشهود والأشهاد .. بمشيئة الله تعالى .

10- آل عمران : 21 وفي الآية تحذير إلهي لقتلة ومحاربوا أهل العدل ” المقسطون ” وهم في الآية كافرون . وهو قوله تعالى : ” إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط …”

11- النساء/127:

القسط الاجتماعي ” فقيه وجوب العدل والقسط في مجال الزواج وفي يتامى النساء خاصة. ” أن تقوموا لليتامى بالقسط ” ..

12- النساء/3: وهو مشمول بالعدل والقسط في الزواج والتعددية في الزواج شريطة العدل وبدونه ينفي شرط الزواج التعددي في اعتبار المنهي عنه :

{ َفإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً }

وهو حكم شامل عام .

13- النساء : 130:

القسط الذاتي

وهذا هو التأكيد القرآني للشخصية المقسطة وتكوينها وقواعد هذا التكوين موصوفة بشرائط العدل والقسط وان يكون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ” كونوا قوامين بالقسط شهداء ” . والتزام حالة القوامين ” المقسطين ” بالشهادة هي تمام الاستعلاء في أرقى أشكال العدل وهي حالة ” المقسطين ” المؤكدة في القرآن .

14- المائدة/8 : ” القسط الذاتي ” وفيه أيضا الأمر الواضح بإرساء القسط في الحالة الإيمانية الكلية ..

15- المائدة/142 : وفيها الدعوة لحكم القسط بالمجرمين والمنافقين ” فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ” , والخطاب القرآني في الآية الكريمة موجه للقياد العليا وهو النبي صلى الله عليه وآله .. القيادة المقسطة , والأئمة عليهم السلام ــ وهم المهديون السالكون الصراط المستقيم ــ وفي الحديث :

” عن زيد بن يثيع عن على سلام الله عليه وصلواته عنه قال قيل : يا رسول الله من يؤمر بعدك قال ان تؤمروا أبا بكر رضي الله عنه تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وان تؤمروا عمر رضي الله عنه تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومه لائم وان تؤمروا عليا رضي الله عنه ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم ” . (2(

وفي رواية : ” المحجة البيضاء عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء رواه إبراهيم بن هراسة عن الثوري ” وفي رواية أخرى ” يسلك بكم الصراط المستقيم ولن تفعلوا ” .. (3)

وهو أمر بتوكيد وإثبات ضرورة القيادة العادلة في الأمة.

16- الأنعام/ 29 : وفيها تقدير القيادة الذاتية في الأمة { وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ } { اعدلوا ولو كان ذا قربى } العدل الصارم في المجتمع , وهو مدعاة لإرساء حالة القسط في الواقع المجتمعي .

17- الأعراف / 29 : الأمر الإلهي عبر النبوة المعظمة بإرساء القسط والعدل الاجتماعي بين الأمم وهذا يقتضي وجود ” الأمة المقسطة ” وهم أهل العدل والقسط في الأرض والمعدون لأن يعموا الأرض قسطا وعدلا , وهذا يلزم وجود مدرسة العدل في الأرض ذات مهمة إنسانية ربانية محددة ,

ـ أنظر بحثنا : مصطلح الأمة في القرآن الكريم ــ منشور على موقع أمة الزهراء : شبكة الأبدال العالمية ــ

{ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } الأعراف29 :

أي عند كل من أراد السجود والتعبد الخالص لله , والسجود والمسجد وحدة كلية لتمام العبودية الإلهية لله تعالى , وفي لزوم قيام العدل الإلهي والمساجد ” بيوت الله تعالىدار القضاء الإلهي بين الناس ومقام خليفة الله العادل عليه السلام. أي لزومية خط العدل .

{ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } الأعراف29 ..

بالإخلاص وتمام العبودية المجردة مع الله يكون العدل والقسط في إبداء الخشية الروحية . ولهذا لا يقوم العدل بالمسلحين ولا بالميليشيات ولكن العدل له أهله وحكامه وخاصة في القرآن وهمالمقسطون ” ولا يكون الحاكم هو الخصم وجندي من جنود الحزب والمنظمة…. أو المتواطئ مع اتجاه معين أو قبيلة ولهذا أثبت في القضاء والشريعة (حكم التمالؤ) في القسط , وهو قوله تعالى:

{ َلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } المائدة8 (4(

18- : وفيه تمام الجزاء الأرضي والأخروي للمقسطين فقد شرحناه في المصطلح { الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } وفيه قوله تعالى في الآية :

ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط ” , ” المقسطون

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

في السياق :

{وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }هود85 وهو نفسه في :الإسراء/35

19- الحديد/25:

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

:

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } الحديد25 ..

وهو تحديد سمات الأنبياء ورسالتهم العادلة بصفتهم حاملين للكتب السماوية وهي خاصة بالأنبياء أولي العزم حملةالبينات ” وهم خواص الرحمن المعصومون ” المقسطون

20- الممتحنة/ 8: وفيها تمام القسط مع الجماعات غير المحاربة وفيهم من أهل الكتاب والديانات اللذين لم يحاربوا ويعلنوا سياسة الإخراج والعداء للمسلمين

أن تبروهم وتقسطوا إليهم ” : إظلالهم بمظلة القسط .. وفي هذا جمع من الأحاديث ، لقوله صلى الله عليه واله في صنوف أهل الكتاب : ” عن عبد الله بن عمرو

: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما (5) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا من ظلم معاهدا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة

(6) وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

: ” إن الله يحب المقسطين ” .

قال الطبري رحمه الله : ” معناه أن الله يحب العادلين في حكمهم بين الناس القائمين بينهم بحكم الله الذي أنزله في كتابه وأمره أنبيائه صلوات الله عليهم . يقال : أقسط الحاكم في حكمه إذا عدل وقضى بالحق يقسط إقساطاً وأما قَََسط فمعناه الجور ، ومنه قوله تعالى في علاه ذكره

{وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً }الجن15 .. يعني بذلك الجائرين ” (7)

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

: ( أقسطوا ) يقول الله تعالى ذكره : واعدلوا أيها المؤمنون في حكمكم بينهم بأن لا تتجاوزوا في أحكامكم حكم الله وحكم رسوله ( إن الله يحب المقسطين ) يقول : ” إن الله يحب العادلين في أحكامهم القاضين بين خلقه بالقسط ” . (8(

وقال : ” إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل فيبرون من برهم ويحسنون إلى من أحسن إليهم “.

وإجمالاً حالة القسط شمولية كما قلنا في الأحكام ، ولهذا جعل الله تعالى حكمه القرآني الأعظم في المعادين للقسط ” المقسطين ” كحالة هم كافرون كما ذكرنا وهو في قوله تعالى :

{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44 ..{ الفاسقون }

{ الظالمون } .

قال ابن كثير : ( أي من جحد ما أنزل الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق ) رواه ابن جرير (9(

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .. قال : قال رسول الله صلى الله عليه وأله : { إن المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ بين أيدي الرحمن عز وجل بما أقسطوا في الدنيا } رواه النسائي عن محمد بن المثنى . (10(

وفي رواية :

{ إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا }.. (11(

{المقسطون عند الله على منابر من نور } (12(

وفي تفسير النسفي : المقسطين العادلين ، والقَسط الجور والقسط العدل والفعل منه أقسط وهمزته للسلب أي زال القَسط وهم الجور ) تفسير النسفي ج 4 / 164 .

وعن أمير المؤمنين على عليه السلام قال :

{ لو ثنيت لي الوسادة لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم ” .. يراد منه لازم المعنى إن الله يحب المقسطين أي العادلين } . (13(

وفي قوله تعالى في علاه :

{ وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا } : الجن / 15

وهم المعادون لأل النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم ، وهو قول أمير المؤمنين في الحديث :

عن علقمة عن عبد الله قال : أمر علي بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين”.. (14(

والقاسطين هم أعداء أمة العدل الإلهية في الأرض { المقسطون } .

وفي الدر المنثور عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وأله في قوله تعالى في علاه في علاه :

{ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون نزلت في علي بن أبي طالب : ” أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي ” (15)

وفي التبيان في تفسير غريب القرآن لشهاب الدين المصري ط دار الصحابة للتراث بطنطا ط1/1994

وفي لسان العرب:

قسط : من أسماء الله الحسنى المقسط هو العادل , يقال: أقسط يقسط فهو مقسط إذا عدل , وقََسط يقسط فهو قاسط إذا جار, فكان الهمزة في أقسط للسلب كما يقال : شكا إليه فأشكاه . وفي الحديث: ” إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط الميزان سمي به من القسط العدل أراد أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرفوعة إليه وأرزاقهم النازلة من عنده كما يرفع الوزان يده ويخفضها وهو تمثيل لقدرة الله وينزله , وقيل أراد بالقسط القسم من الرزق الذي هو نصيب كل مخلوق وخفضه تقليله , ورفعه تكثيره والقسط الحصة والنصيب ” . (16(

قال تعالى في علاه : {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }الإسراء35

يقال : أقوم الموازين وقال بعضهم : هو الشاهدين ويقال: قُسطاس وقِسطاس (بالكسر) والإقساط العدل , ويقال: أقسط وقسط إذا عدل وجاء في بعض الحديث : عن أنس قال : كنا في بيت رجل من الأنصار فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقف فأخذ بعضادة الباب فقال الأئمة من قريش ولهم عليكم حق ولكم مثل ذلك ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا عاهدوا وفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بطرقه وشواهده “ (17).

فقد جاء (قسط) في معنى : عدل ففي العدل لفظان : قسط وأقسط وفي الجور لغة واحدة قسط بغير الألف ومصدره القسوط وفي حديث أمير المؤمنين علي عليه السلام [ أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين, الناكثون أهل الجمل لأنهم نكثوا بيعتهم, والقاسطون أهل صفين لأنهم جاروا في الحكم وبغوا علينهم, والمارقون الخوارج لأنهم مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية" وأقسط في حكمه عدل, والقَسط الجور والقسوط الجور والعدول عن الحق. {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا}. قال القراء: الجائرون الكفار, قال: والمقسطون العادلون المسلمون.... ] (18(

والمصطلح عموما ذو علاقة كما قلنا بآل محمد عليهم السلام وبأمير المؤمنين علي عليه السلام خاصة فهم ” أولو العلم ” وهم ” الراسخون في العلم ” ولهذا ارتبط المصطلح (أولو العلم قائما بالقسط) مرتين في التاريخ في زمن أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام وفي ختم الرسالة النبوية في زمن المهدي الموعود عليه السلام. وهو القائم الموعود برسالة القسط والعدل وهذا ما سنبينه بمشيئة الله تعالى في اصطلاح ” أولوا العلم ” و ” الراسخون في العلم

مصطلح العدل في القرآن: النساء/3, 58, 129

تعريف العــدل :

وفي مختار الصحاح : ” العدل ضد الجور ، يقال عدل عليه في القضية من باب ضرب فهو عادل وبسط الوالي عدله ومعدلته بكسر الدال وفتحها وفلان من أهل المعدلة بفتح الدال أي من أهل العدل ورجل عدْل أي رضا ومقنع في الشهادة . وهو في الأصل مصدر وقوم عدل وعدول أيضاً وهو جمع عدل وقد عدل الرجل من باب ظرف .

قال الأخفش:

العدل بالكسر المثل والعدل بالفتح أصله مصدر قولك عدلت بهذا عدلاً حسناً تجعله اسما للمثل لتفرق بينه وبين عدل المتاع وقال الفراء: العدل بالفتح ما عدل الشيء من غير جنسه والعِدل بالكسر المثل .. ” . (19)

العـــدل :

التقسيط على سواء العدل هو أنك إذا أردت أن تخلق شيئاً فلابد أن تكون أجزائه مستوية بدون تفاوت ولا ينبغي أن يكون هناك تفاوت بين ركن وركن ، والعدل من حيث أن خلق الله تعالى غير متفاوت ” الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت .. الملك : 3

{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115

وكلمات ربك هي مخلوقاته وكل مخلوقات الله تعالى خلقت بكلمة كن فتكون هي كلماته . هذه الكلمات هي التي وزنت وزناً دقيقاً فأصابها الوزن من حيث الصدق والعدل ، والله تعالى خلق الفكرة والنظرية قبل أن يخلق المخلوقات فأوجد وظيفة الشمس قبل أن يخلقها ، وهو قوله تعالى :

وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلا ” أي ليس فيها تفاوت {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ }الانفطار7 .. والعدل هو عدم التفاوت من حيث خلق الله تعالى ” .. (20(

وقلنا أن العدل في التوزيع الخلقي والإرادي البشري أصله ومراده الدخول في حالة القسط وهو أن يتحول الإنسان من روح بشرية مادية إلى روح علوية سماوية ” جعلته ربانياً .. الحديثوالعدل هو الدخول في عالمية الاختصاص الإلهي وأنوار أسمائه العلية ـ العدل ــ وهو القسط في خواتيم أفعاله النورانية ، والعلاقة بين حالتي : العادلين و المقسطين .. هي تكاملية تنتهي حيث نهاية الأشياء التكوينية في سمات الصفات : حالة المقسطين .

فبعد مرحلة حالة العدل كحالة ربانية يقوم بها خليفة الله تتحول الحالة عبر الرضا الى حالة استقامة وتقوى مع الله تعالى وهي في المصطلح القرآني ” الطريقة المثلى

وهو قوله تعالى في علاه

: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً } الجن16

والغدق هو العطاء الإلهي للحالة الإسلامية .. لأن المخاطب بالجمع .. وحالة الرضا والاستقامة هي التشكيل الحق لحالة القسط ، والعدل يكون هو مدخل حالة القسط وإفرازا لها ، ويقال جماعة المقسطين توصيفا لحالة المتقين وهي أرقى أشكال الحالة الإيمانية وتتمثل في التوصيف القرآني في النبوة والعترة المطهرين ومن كان في دائرة موالاتهم .. وهو تماما كما قراءة حالة الاندماج في مصطلح القرآن : ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات “ وهي أنموذج العطاء الكلي . وهو المتجلي في قوله تعالى :

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } الأعراف : 96

والتقوى في كل الحالات باب الوصول والعرفان ...

والمقسط في الأنموذج القرآني هو : خليفة الله فهو المخول بالعدل في الأمة . وفي توصيف خليفة الله المهدي عليه السلام : ” المهدي شديد على عماله “ الحديث ..أي دقيق في قيادة حركة العدل وإثباتها كحركة إلهية في الأمة .. وهو في المصطلح القرآني ” البر

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

{ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8

{ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9

{ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }المائدة 42

{ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } المجادلة9

والقسط هو حالة العطاء العادل اللامحدود ..

ولا يكون هذا في زماننا وكما الوعي القرآني إلا بوجود خليفة الله المهدي الموعود علية السلام فهو الذي يرسى مفهوم العدل والقسط بين العباد قال الرسول صلى الله علية وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ” قال زائدة في حديثه ” لطول الله ذلك اليوم ” ثم اتفقوا ” حتى يبعث [ الله ] فيه رجلا مني ” أو ” من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ” زاد في حديث فطر ” يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ” . (21) .

وسعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا قال ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ” تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين . (22)

وهذه الحالة القائمة بالقسط لا يمكن أن تكون إلا في ظلال خليفة الله العدل .. و المطهرون هم القائمون بالقسط كما في قراءتنا للمصطلح . وبظهور إمام القسط واستواءه على الحالة الإيمانية يكون عليه السلام قد رسم في أمته بعد إرساء العدل حالة جديدة هي : ” حالة العدل الإلهي . وهذه الحالة الملتفة حول رمز الطهر المقدسخليفة الله” هي القادرة على تحويل الأمر الإلهي لحالة القسط وهذا لا يمكن تمامه في الأرض إلا بمقارعة عالمية الظلم العالمي وكسر عجلة المستكبرين .. وفي زمننا يسود الظلم والجور والإفساد العالمي .. والقوامة بالقسط هي من مستلزمات دولة العدل الإلهية القادمة ..

قال تعالى في علاه

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ } : النساء135..

وبروز مصطلح القوامة يعني القائد الإلهي :” خليفة الله العادل ” وهو في المصطلح القرآني الحديثي يوصف بالقائم ” ..

ودور القضاء اليوم تأمر بالأحكام لكن حكام الجور المعطلة هم أصلا وظيفتهم سحق الناس .. والقانون الإلهي سيبقى معطلا كما هو الحال منذ قرون حتى يظهر خليفة الله العادل ، ولهذا على جماهير الأمة أن تطبق العدل وتهيئ ذاتها لوظيفة العدل الإلهي ، وتعد ذاتها كقوة إلهية قادرة على سحق الجور كحالة وهم في المصطلح الحديثي يعرّفونبأصحاب المهدي الإلهيين ” أو ” جيش الغضب الإلهي ” أي القوة التنفيذية الموكلة شرعيا بحراسة القانون الرباني وتنفيذه ..

” .. قال بالقسط ولم يقل بالعدل لأن العدل سهل فإذا حكمت المحكمة بشيء فهذا عدل أما القسط فهو صعب التنفيذ . العدل نظرية ثابتة يتفق عليها العقل البشري ولا تحتاج إلى قوة فأي حاكم يقف وراء كرسيه فيقول : حكمت المحكمة ( العدل ) لكن المشكلة في التنفيذ ( القسط ) هذا القسط كما قلنا موجود في الكون كله من حيث قوانينه قائم على عدل والعدل ينتج قسطاً وكل المخلوقات تعرف قسطها من الشمس والماء والهواء ما عدا الإنسان يستولي على أقساط غيره والقسطاس هو الميزان الذي يزن الأقساط ” . (23).

مصطلح العدل في القرآن :

وفي الرصد القرآني لأصل المصطلح ـ عدل ـ وهي المفرد كان عددها الإجمالي بمشتقاتها ـ 24 مرة ـ . خطاب إلهي للمسلمين والأمم بالتقوى والاستغناء بالله العلي القدير قبل أن يأتي عدل لا يقبل وهو الفداء ولا تنفع الشفاعة وهو حديث .

وفي الموضوع قال الله تعالى في علاه في علاه :

:

{ وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }البقرة48 ,

وهذا تأكيد على ربط حالة القسط بآخر الزمان وظهور خليفة الله المهدي عليه السلام .. وفي آخر الزمان فقط يكون وقف قبول الأعمال .

وفي هذا يجب إدراك معاني القرآن من خلال قراءة واعية لعمق المصطلح القرآني. وعلاقاته الجدلية .. والقسط في مصطلح الكتاب والسنة مرتبط بخليفة الله .. وأما العدل فممكن أن يكون كحالة فردية أو جما عاتية.. ولكن لا يرتقي لتمامه إلا بوجود الإمام العادل عليه السلام ، وهو المستخلف على الشريعة والتعاليم الإلهية .. وهذا الإرجاء لا يفهم منه تغييب القسط بل التهيؤ لحملة وتهيئة العباد هو بمقام التوطئة للقائم المهدي بالعدل عليه السلام ..

وفي الرصد القرآني الشامل سنرى أن وجهات المصطلح تتجه نحو إرساء العدل في الإنسانية وهي على مستويات:

2- المستوى الأول:

الخطاب الإلهي بالعدل للناس :

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8

وفيها الإرساء الإلهي في الخلق وهو قوله تعالى : ” وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم “ الأنعام/1

: وفيها يحمد الرب ذاته على العدل المخلوق في العباد

{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ }الأنعام1

: وفيها شهادة الحق لأهل العدل للمكذبين بالعدل كرسالة وهو قوله تعالى :

{ َلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ }الأنعام150

: وفيها إرساء المشروع الإلهي للعدل في القدر المسجل وهو قوله تعالى :

َلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ }الأنعام150

{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115

وفيه التحذير لإلهي من عدم إيجاد حالة العدل الإلهي في العباد :

َ{ ذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } الأنعام70 ..

و في إرساء العدل وهو قوله تعالي في علاه

{ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76

.. الأمر القطعي في السمات الإلهية للعدل المطلق وهو قوله تعالى

: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } : النحل90

المستوى الثاني:

: إرساء العدل الإلهي بين الناس :

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58

وفيها تحديد الأمة المبتغاة في حالة النبوة لحمل رسالة العدل في قوله تعالى :

{ وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف159 :

وفي التفسير المهدوف في المثال والأنموذج التفسيري هو من أمة محمد صلى الله عليه وآله وقد حددهم الرسول صلى الله عليه وآله : ” كتاب الله وعترتي وإنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ” .. (24)

والدليل الثاني القاطع بلا تردد فيه قوله تعالى :

{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف181 ,

وفي تفسير الآيات نجدها خاصة واضحة المعالم في المخصوص النبوي الشريف وآل بيته عليهم أجمعين الصلوات والتسليم ..

وسورة الأعراف هي بوضوح خاصة بآل البيت عليهم السلام ففي الآية التي سبقتها : 180 والتي تلتها : 182 إثبات أن التي في وسطها تشير للنبي وآله الطاهرين عليهم الصلاة والسلام وان الذين كذبوا بآياتنا ـ بالنبي والأئمة عليهم السلام ــ هم بنو أمية والمشركينََ !! وفي الآية الكريمة يبرز قوله تعالى :

” وبه يعدلون ” والواو هي للعطف على حالة المهديون بالحق وهم العترة النبوية المطهرة و .. ” بههو للتدليل على ظهور الموعود من آل محمد المطهرين ..

عليهم السلام .. والبيان المقصود في الأمر الإلهي هو إرساء العدل الإلهي في الأرض وامتداد الرسالة في خليفة الله تعالى وهو المهدي عليه السلام وهو ختام المسك النبوي ..

وجاء في الحديث : (بنا يختم..) و ” المهدي منا يختم بنا الدين كما فتح ” .. (25(

وهو قوله تعالى:

{ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }الشورى15

3-المستوى الثالث:

العدل الاجتماعي بين الأمة :

: وفيه الحديث عن إقامة العدل كركن أساسي لإثبات حالة القسط والمقسطين , وهم تنوع حالة العدل كسمة في الأمة العادلة . ودلالتها في الآيات :

وهو قوله تعالى في علاه في علاه :

{ يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله..} النساء/135

والخطاب في المقطع الأول من الآية المراد فيه الخطاب للذين آمنوا وهم آل النبي محمد صلى الله عليه وآله بأن يكونا كما أرادهم الله مطهرين : ” مقسطين ” ، وفي المقطع الثاني من الآية هو مدلول العدل كقيمة تنفيذية بين العباد وكأساس مركزي للنهضة وحفظ التوازن المجتمعي , وهو قوله تعالي الظاهر:

{ َلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } النساء135

الدلالة للإصلاح المجتمعي بالعدل , وتحديدا في موضوع البناء والزواج وهو بيت الطهر وعش الذرية الصالحة يظهر دلالة العدل كقيمة أرساها الباري جل في علاه وهي ظاهرة في قوله تعالى:

{ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء129

والآية الثانية الدالة وهي قوله تعالى:

: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }النساء3

: وفي الوصية عند الموت أهمية لشهود العدل الذين يخافون الله في القسمة بين الأزواج واليتامى ,

وهو ظاهر في قوله تعالى في علاه :

{ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ } المائدة : 106 ..

والموضوع هو القسمة بالعدل وهو قوله تعالى :

فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى .. “ المائدة106

العدل يقتضي عدم المحاباة في المجتمعات.

: و في موضوع الأيتام تأكيد على ذات الموضوع الرباني ففيه الأمر الإلهي ظاهر أيضا في قوله تعالى في علاه

{ ... وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } الأنعام : 152

: في الزواج والطلاق لزم العدل الإلهي لإثبات حالة القسط في الأمة المقسطة العادلة

وهو قوله تعالى في علاه

: { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً }الطلاق2

والمفصل قوله تعالى في علاه :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8,

وأصل الوصية الإلهية هي العدل وفي البداية للنبوة وفي آخرها إرساء قيمة العدل بين الثقلين القرآن الكريم وآل البيت عليهم السلام : (كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لا يفترقان حتى يردا علىَّ الحوض). فمصطلح العدل هو المدخل كما قلنا لحالة القسط الإلهية في الأرض والسماء, وأن تكون مقسطا في الأرض هو أن تكون مقسطا عند الله ومعالمقسطين ” , والأمر بالقسط هو الأمر بالعدل كمدخل للحالة . ولإنجاح هذه الغايات لا بد من نشر ثقافة العدل في الأمة وتأهيل الجماهير كما قلنا لحالة ظهور خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام .. وبالتالي تجارب العدل هي مقدمات واقعية عقلانية لعصر الظهور العادل . والبيت النبوي المطهر هو عنوان العدل والقسط وخليفة الله هو قدوة الأمة في إرساء ميزان العدل الإلهي وهو الموكل به أصلا في هذا العالم .. وليس أمام الأمة إلا الطاعة للعادلين ..

قال القرطبي رحمه الله :

أقسطوا أي اعدلوا ” إن الله يحب المقسطين ” أي العادلين المحقين” . (26(

والقرآن لا يحتاج إلى مزيد من التفسير ..

وهو في قوله تعالى في علاه دائما:

{اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8

وفي تفسير أبي السعود: وفي قوله تعالى في علاه :

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10 ..

قيل أقسطوا أي واعدلوا في كل ما تأتون وما تدرون إن الله يحب المقسطين فيجازيهم أحسن الجزاء” (27) (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.. )المائدة /8أي شهداء بالعدل وقيل : دعاة لله تعالى منيبين عن دينه بالحجج الحقة ولا يجرمنكم أي لا يحملنكم شنآن قوم أي شدة بغضكم لهم على ألا تعدلوا فلا تشهدوا في حقوقهم بالعدل أو فتتعدوا عليهم بارتكاب ما لا يحمل اعدلوا أيها المؤمنون في أوليائكم وأعدائكم ” . (28(

وصلى الله على نبيك المصطفى وآل بيته الطاهرين

المراجـــــــــــــــــــــــع

(1) مسند أحمد بن حنبل 17736ج4/ 73 الناشر مؤسسة قرطبة القاهرة

(2) مسند أحمد بن حنبل ج1/108 رقم 859الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = المستدرك ج3/ 4434 رقم73 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت : الطبعة الأولى ، 1411 – 1990

(3) حلية الأولياء ج1/64 الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الرابعة ، 1405= مسند البزار ج3/32

رقم 783

(4) التمالؤ = الممالئة

(5) صحيح البخاري ج6/2533 رقم 6516 الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987

(6) سنن البيهقي ج9/205 رقم 18511 الناشر : مكتبة دار الباز – مكة المكرمة ، 1414 – 1994

(7) الطبري ج 4 / 579 ( الجن ) .

(8) تفسير الطبري ج 11 / 386 .

(9) إبن كثير ج 3 / 80 = الطبري ج 12 /62

(10) تفسير ابن كثير ج 4 / 269، 447 .

(11) القرطبي : الجامع ج 5 / 245 ، تفسير قوله تعالى : ( إن الله يحب المقسطين ) .

(12) البغوي ج 1 / 58 .

(13) روح المعاني ج 6 / 141 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت .

(14) المعجم الكبير للطبراني ج 10/91 رقم 10054لناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل الطبعة الثانية ، 1404 – 1983

(15) (الدر المنثور ج7/380 ط دار الفكر-بيروت

1993 في تفسير قوله تعالى:( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين)

(16) لسان العرب ج7/377 ط دار صادر بيروت

(17) نفس المصدر السابق = الحديث : مسند أحمد بن حنبل ج3/183 رقم 12923 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة .

(18) نفس المصدرالسابق

(19) مختار الصحاح ج 1 /467 ( باب العين ) ط مكتبة لبنان ناشرون بيروت 1415 – 1995 .

(20) المصدر : مجموعة حق ( إنترنت ) .

(21) سنن أبي داوود ج2/ 508 رقم 4282 الناشر : دار الفكر بيروت .

(22) مسند أحمد بن حنبل ج3/36 رقم 11331

الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

(23) مجموعة حق : المصدر السابق

(25) رواه الطبراني في الأوسط ج1/56 رقم 157 = السيوطي : الحاوي للفتاوى ج2/61 = ينابيع المدة ج2/6 ،133 = الصواعق المحرقة ص 237 ، 163 رواه الحاكم في المستدرك

(26) تفسير القرطبي ج16/267 (تفسير قوله تعالى: أقسطوا إن الله يحب المقسطين)

(27) تفسير أبي السعود ح8/120 ط دار إحياء التراث العربي بيروت

(28) تفسير القرطبي ج16/267 (تفسير قوله تعالى: أقسطوا إن الله يحب المقسطين)

______________________________________________


بقلمي أخوكـــم

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمـــي

**************

فلسطين المقدسة

نشرت قبيل سبع سنوات في موقع أمة الزهراء عليها السلام

وتنشر الساعة في موقع الساجدون

في فلسطين بتاريخ

1 رمضان 1431 هجرية

10 أغسطس 2010 ميلادية

**************

( موقع الساجدون في فلسطين )

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11

( موقع التصوف الاسلامي التجديدي في الأرض المقدسة )http://eltasawofeltgdedy.blogspot.com/2011/04/blog-post.html

( شبكة الأبدال العالمية )

http://alabdalalalamea.blogspot.com/2011/04/blog-post.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق