السبت، 2 أكتوبر 2010

الحلقة الثانيــة قراءة في مصطلح الإرادة الإلهية ـ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

قراءة

في

مصطلح الإرادة

الإلهية

الشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي

محمد حسني البيومي

مركز أمة الزهراء

فلسطين

وذكر أبو العباس بن تيمية في منهاج السنة النبوية :

نفس السياق يوم الرحبة وانتخاب أمير المؤمنين علي عليه السلام : [غيري قالوا اللهم لا

قال فأنشدكم بالله أتعلمون أنه ناجاني يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك فقلتم ناجاه دوننا فقال ما أنا انتجيته بل الله انتجاه غيري قالوا اللهم نعم

قال فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحق مع علي وعلي مع الحق يزول الحق مع علي كيفما زال قالوا اللهم نعم

قال فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما استمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا على الحوض قالوا اللهم نعم

قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه من المشركين واضطجع في مضجعه غيري ] .. (29)

[و لا يختلف العلماء أن عليا رضي الله عنه لم يقاتل أحدا و الحق مع علي

كيف و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

[ اللهم أدر معه الحق كيفا دار ] (30)

وفي هذه المدلولات الصحيحة مع ما ذكر في الصحاح من أحاديث العترة والثقلين وآيات التطهير في القرآن .. لا نفهم المصطلح القرآني [ الحق ] إلا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ..وهو المقصود في قوله تعالى :

َ { و يُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ }الأنفال7

أي استمرارية ثبات الحق مع آل البيت النبوي المطهرين وأن الحق المنتظر لا يكون بحال سوى مع خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام .. ومصطلح الوعد والميعاد وعلاقته بمصطلح الظهور كلها تفيد إبراز جهة الحق مع خليفة الله المهدي سليل البيت النبوي الشريف وختم النور النبوي في آخر الزمان ..

وهو مفاد قوله تعالى :

في تثبيت مصطلح الإرادة الإلهية في سياق الآية [{ و يُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ } ..

وأما قوله تعالى في نفس الآية ..[ بكلماته ] أي أئمة آل لبيت النبوي عليهم الصلاة والسلام .. فهم ورثاء النبوة وبوابات العلم النبوي الإلهي والواصلين وخاتمهم بقية الله في الأرض وهو عليه السلام من أراده من خلال إرادته العلوية أن يكون خليفته في الأرض .. وهو الذي يجتث آثار الشجرة الملعونة من الأرض فلا يجعل لها قرار أبدا .. { وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ }الأنفال7 ..

وفي الرصد القرآني لم تتكرر هذه الآية سوى مرة توحيدية واحدة وخاصة في قول الحق تعالى { ويحق الحق } لم ترد إلا في هذه الحالة المخصوصة بدون تكرار وهذ1ا من الإعجاز القرآني والمقصود منه إثبات الحق والحقيقة في باب واحد هو باب النبوة الأوحد أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو التمثيل الحق للإرادة الإلهية وهو المجتبي و المنتجي ..يصدق القول حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عند اعتراضهم على ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام يوم غدير خم :

[3726 - حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل عن الأجلح عن الزبير عن جابر قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم الطائف فأنتجاه فقال الناس لقد طال نجواه مع ابن عمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما انتجيته ولكن الله أنتجاه

قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح

وقد رواه غير ابن فضيل أيضا عن الأجلح

ومعنى قوله ولكن الله انتجاه يقول الله أمرني أن أنتجي معه ] (31)

: وفي تحفة الأ حوذي بشرح أحاديث الترمذي جاء نفس السياق :

[بمناجاته ( فقال الناس ) أي المنافقون أو عوام الصحابة قاله القارئ ما انتجيته أي ما خصصت بالنجوى ولكن الله انتجاه أي أني بلغته عن الله ما أمرني أن أبلغه إياه على سبيل النجوى فحينئذ انتجاه الله لا انتجيته فهو نظير قوله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى قال الطيبي كان ذلك أسرارا إلهية وأمورا غيبية جعله من خرانتها انتهى ..

قال القارئ وفيه أن الظاهر أن الأمر المتناجي به من الأسرار الدنيوية المتعلقة بالأخبار الدينية من أمر الغزو ونحوه ] .. (32)

وكل هذه الأدلة إنما تفيد حالة الإرادة العلوية في إنتجاء واصطفاء النبوة والعترة النبوية المطهرة عليهم السلام .. وفي الأدلة ظهور إرادة الله في الاختصاص وهي إرادة مخصوصة تكوينية متعلقة بأحاديث الاصطفاء وهم عباد الله المخلصين ..

وهم عليهم السلام حالة الاستثناء وهو قوله تعالى :

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ }الصافات160

وقد وردت الآية في سورة الصافات بعدد [ 4 مرات ] بصيغة :

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ } الصافات : 40 ، 74 ، 128 ، 160

كما جاءت في نفس السورة بنص محدد من هذه الشريحة المخصوصة بإرادة الإنتجاء والاصطفاء في قوله تعالى :

{لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ }الصافات169 وقوله لكنا هو دليل الثقة في الاختيار الرباني وبأنهم معزوزون مقدمون على غيرهم بإرادة ربانية مخصوصة نسبهم العلى العظيم الى ذاته العلية .. منسوبون بمنسب التشريف للذات الإلهية . وهذا هو الترشيح الاصطفائي ..

{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }الانشقاق25 : التين : الآية/6

وفي الآية الكريمة : اللام هي لام الاستقبال والتأكيد المستمر " وإنما كافة ومكفوفة ويريد الله فعل مضارع وفاعل وليذهب لام التعليل ويذهب فعل مضارع منصوب .. [ إنما يريد ] تعليل لجميع ما تقدم والجار والمجرور : أي ليذهب متعلقان بيذهب

والرجس مفعول به ، وأهل البيت نصب على الاختصاص للمدح أي أخص أهل البيت " (33)

وفي الرصد القرآني جاء قوله تعالى : [ إنما يريد الله ] بعدد [ 3 مرات ] وهو عدد ثلاثي توحيدي له مغزى إعجازي ..

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } التوبة55

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا } التوبة85

{ إنما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

وهم المطهرون المخلصون ويمثلون حالة :

[ حزب الله ] كما في سورة المائدة وهو الذي لا يمثل سوى إرادته سبحانه وتعالى .. وهي في السور الآتية : التوبة/55 ، 85 والأحزاب/33

في حين ورد المصطلح في الشيطان لمرة واحدة لتحدد جهة فردية مخصوصة وهي حالة نكرة ومنبوذة حتى في المركب الشيطاني وهو قوله تعالى :

{ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }الحشر14

[ وحزب واحد وهو [ حزب الشيطان ] .. المائدة /91

وبصيغة [ الله يريد ] في القرآن بعدد [ 5 مرات ] وهي في سورة :

[ آل عمران /108 ــ النساء /27 ــ الأنفال / 67 ــ هو/24 ــ غافر / 31 ] ...

{ ...وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ }آل عمران 108

{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ... }النساء27

{ وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال67

{ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }هود34

{ .. وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ }غافر31

وفي جميعها إثبات الإرادة الإلهية في أمور العباد وفيها تأكيد العدل الإلهي والقانون العلوي من صاحب الأمر وهو الله تعالى الفعال لما يريد ... ومجموعها هو العدد [ 5] وهو عدد إعجازي فردي .. وهنا نكتشف أن آيات الإرادة هي مجموعتين فرديتين .. ومجموعها العدد [ 8 ] وهو عدد رمزي ملكوتي في القرآن وهو قوله تعالى :

{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ }الحاقة17

وأيامها إعجازية في التحدي وهو قوله تعالى :

{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }الحاقة7

.. وقد وردت كلمة " ثمانية 4 مرات " فلو قسم العدد 8 على مجموع عدد الآيات لكان الحاصل اثنين وهو عدد مكرر يعبر عن مكون الإرادة الإلهية في حقائق الخلق المزدوج وكذلك المركب القرآني ذو طبيعة ازدواجية مركبة ..[ زوجين ] و [ زوجين اثنين ] وعددها هو [ 4] يقبل القسمة على العدد [2 ] وقوله تعالى :

{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } وهو عدد يقبل القسمة على العدد [ 4 ] والعدد [ 2 ] أيضا وبهذا نكتشف قيمة إعجازية في عالم التكوين والإرادة وهي إرادة محسوبة بشكل نظامي معجز .. ووفق ثنائية قرآنية شاملة .. والمتدبر للكون والعوالم يراها قد تشكلت من عالم الأمر بحساب دقيق ومعجز لا تتسع هذه القراءة سوى للإشارة عنها والله عليم خبير ..

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10

{تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ }آل عمران108

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }القصص7

[ رادوه ] ورد لمرة واحدة .. ذلك لخصوصيته للنبي موسى وهو كليم الله تعالي وفيه الرمزية على موضوع الاصطفائي الخالص والخاص فهو عليه السلام عظيم بني إسرائيل .

وقد ورد المصطلح والجذر [ راد ] وفيه الإرادة المعجزة بعدد [27 مره ] وهو عدد رمزي وتوحيدي . وهو الذي يقبل القسمة على العدد الاعجازي [ 9] وهو العدد الذي ورد في القرآن فيه المعجزات التي فيها الرقم [9] فالعدد 27 يقسم على العدد [3] وهي الآيات التسعة.. وهي كالتالي في الآيات :

أولا ــ : وهي معجزات محتمله لخليفة الله المهدي عليه السلام :

[ موسى العربي عليهما السلام } والله أعلم نزلت على نبي الله موسى عليه السلام . وهو كما في الآية الكريمة:

. {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ }الإسراء101 وهي المعجزات الظاهرة لنبي الله موسى عليه السلام والتي جعلت سحرة فرعون يسجدون موحدين قول الحق تعالى :

{فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى }طه70

وهي المعجزات ذاتها التسعة المتكررة والله أعلم في الإعجاز القرآني لخليفة الله المهدي عليه السلام .. حيث يسجد حاخامات اليهود والنصارى ويسلمون وعددهم أكثر من عشرين ألفا .. يقهرون زمرة الأعور الدجال فيحثو إبليس الرجيم التراب على رأس صنوه الدجال اللعين .

وهذه الحقائق ستنكشف معجزاتها بمشيئة الرحمن وشيكا عند فتح القدس وحين انكشاف التوراة الحقة وتابوت السكينة وعصا موسى وبقية مما ترك آل موسى.. والتي احتوتها سورة البقرة في قوله تعالى :

{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة 248

وهي تجربة طالوت النبي عليه السلام والظاهر في وجهتنا التفسيرية أن المقصود القرآني النازل في بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم المقصود منه المدلول على عطاء الله تعالى لنبيه الأعظم في ولده خليفة الله المهدي عليه السلام مسقط شرعية الكفر العالمي والزيف الوثني الإسرائيلي ..

ومع هذا فالتابوت ومحتوياته ربما والله أعلم يشتملون على هذا العدد المنقسم على حروف الإرادة في القرآن وهي [ 27 ]

وكلها بالأدلة الحديثية معجزات خليفة الله المهدي عليه السلام شرحتها في كتابي : المهدي عليه السلام : النزول الخروج تحرير القدس .. " باب المعجزات " ..

وهي في قوله تعالى :

: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } :النمل12

والفرعون الوثني المعاصر هو دوله الماشياح الساقطة حتما في إسرائيل وأميركا الماشيحانية !!

ثانيا : معجزات خليفة الله المهدي في أهل الكهف :

وهي في قوله تعالى :

{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً } الكهف25 :

والسر الزيادة لأهل الكهف وهم أولياء الله ووزراء خليفة الله المهدي عليه السلام وفي الدر المنثور وفي تفسير قوله تعالى

: ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا ( 12

قال رحمه الله :

" وأخرج ابن مروديه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أصحاب الكهف أعوان المهدي " ذكره الألوسي رحمه الله في

: روح المعاني في تفسير الآية .. والتسعة هي ربما هي عددهم أو معجزاتهم المحتملة الظهور فهو الشهود لنبي الله عيسى الجليل وهم حواريي المهدي وعيسى عليهما الصلاة والتسليم .. القادمين .. "

و الفضل الزيادة الظاهرة " وازدادوا " حتما لخليفة الله تعالى هي معجزات نبي الله موسى العظيم عليه السلام بينات بيضاء معظمة من الله تعالى دليل المعجز في بطلان حجة الطغاة وسقوط لزيف دولة الماشياح الأعور في إسرائيل الفاسقة سفاكة دم الأنبياء عليهم السلام .. وخليفة الله تعالى اسمه المنتقم من أعداءه ..

و ربما العدد الزيادة وهو إشارة لبيان أمر مخفي ..

ثالثا : الرهط التسعة مفسدوا إسرائيل :

ــ وفي سورة النمل ما يفيد وجهتنا المأمولة بعمق المشيئة وجوهر مصطلح الإرادة

في التسعة المفسدين في الأرض وهو الظاهر في قوله تعالى :

{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ }النمل48

والتسعة رهط والله أعلم هو تسعة من ملوك إسرائيل المعاصرين على يحاكمون شنقا على بوابات القدس بعد الفتح الوشيك بمشيئة الله تعالى : فهم المفدون في الأرض والذين يصلحون ما أفسد الناس في إسرائيل هم المطهرون الفاتحون .

وتكرار المعجزة في التسع الظاهرة في قوله تعالى :

{ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ } { تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } الإسراء / 101

وفي دلائل الحديث النبوي الذين يصلحون ما أفسد الناس ويقيمون في القدس بناء لم يبن مثله هم خليفة الله المهدي وأصحابه الإلهيون ..[ فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي ] وللتوسع يراجع : [ كتاب الفتن لإبن حماد المروزي ــ صحيح الترمذي رقم / 2630 ]

الإرادة الإلهية والولاية :

وهذا المصطلح فيه الامتزاج لكلا المصطلحين .. قال تعالى :

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55

ذكر الو احدي في أسباب النزول وجمع من أهل التفسير أن هذه الآية نزلت في حق أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام . (34)

[ و أخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عباس قال : [ تصدق علي بخاتم وهو راكع فقال النبي للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع فأنزل الله فيه { إنما وليكم الله ورسوله } ] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب نحوه وأخرج ابن مروديه عن عمار نحوه أيضا وأخرج الطبراني في الأوسط بسند عنه نحوه ] (35)

وقد ذكرنا في مباحثنا أن هذه الولاية هي ولاية [ أمرية ] قد أجمع أهل التفسير من أهل البيت عليهم السلام وغيرهم . أن هذه الآية نزلت بالأمر الإلهي بالولاية وبلاغها للمسلمين وقد أنفذها رسول الله صلوات الله عليه وسلامه في غدير خم بعد حجة الوداع .وهو قوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67

قال الواحدي في أسباب النزول :

" بسنده .. عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. "

(36) وهو كما هو واضح بصريح القرآن فيها الأمر الإلهي بالولاية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومن يعرض عنها فقد أعرض عن أمر الله تعالى برفض أمر الله ورسوله .. وحكم على نفسه بالمعاداة لخط الولاية الإلهية والأمر الرباني ..

وفي الموضوع وقف أعرابي يسأل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في أمر هذه الآيات سائلا : يا محمد أهو أمر من الله أم هو من عندك تولي ابن عمك علينا !!

وفيه نزل قوله تعالى : {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }المعارج1

وقد ذكر الطبري رحمه الله :

[عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } قال : نزلت في النضر بن الحارث

حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : { إن كان هذا هو الحق من عندك } قال : قول النضر بن الحارث أو : ابن الحارث بن كلدة ] .. [ .. حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق قال : ثم ذكر غرة قريش واستفتاحهم على أنفسهم إذ قالوا :

{ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } أي : ما جاء به محمد { فأمطر علينا حجارة من السماء } كما أمطرتها على قوم لوط { أو ائتنا بعذاب أليم } أي : ببعض ما عذبت به الأمم قبلنا ] (37)

ذكر الشبلنجي في كتابه : نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم :

في تفسير قوله تعالى : {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }المعارج1

قال : [ ونقل أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله في تفسيره : " أن سفيان بن عيينة رحمه الله سئل عن قوله تعالى : {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }المعارج1 فيمن نزلت ؟ فقال للسائل : لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك . حدثني أبي جعفر بن محمد عن أبائه رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ لبد علي رضي اله عنه ـ عليه السلام ــ وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . فشاع ذلك فطار في البلاد وبلغ ذلك الحرث بن النضر بن النعمان الفهري فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة له فأناخ راحلته ونزال عنها ، وقال يا محمد أمرتنا عن الله عز وجل أن نشهد أن لا اله ألا الله و أنك محمد رسول الله فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ،ة وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترضى بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شئ منك أم من الله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : والذي لا إله إلا هوان هذا من الله عز وجل . فولى الحارث بن النعمان يريد لراحلته ، وهو يقول: " اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " فما وصل راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله ، فأنزل الله عز وجل : {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ . لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ : المعارج1 ـ2 .. (38)

[عن ابن بريدة عن أبيه قال : رأيت عمرو بن العاص واقفا يوم أحد على فرس وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فاخسف بي وبفرسي وقال قتادة في قوله :

{ وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية قال : قال ذلك سفهة هذه الأمة وجهلتها فعاد الله بعائدته ورحمته على سفهة هذه الأمة وجهلتها وقوله تعالى : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } (39)

وفي تفسير أبو السعود الدليل واضح في رفض الفهري لأمر الولاية الإلهية قال رحمه الله :

[ وهو النضر بن الحرث حيث قال إنكارا واستهزاء إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم وقيل أبو جهل حيث قال أسقط علينا كسفا من السماء وقيل هو الحرث بن النعمان الفهري وذلك انه لما بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه من كنت مولاه فعلى مولاه قال اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء فما لبث حتى رماه الله تعالى بحجر فوقع على دماغه مخرج من أسفله فهلك ] .. (39 مكرر)

وهكذا كانت الولاية العظمي هي قاعدة الأمر الإلهي ومناط التكليف والحساب وعليها يكون العلاقة بين النبي والخليفة الإلهي والذين آمنوا بالولاية كأمر الهي جعلهم القرآن بمقام العترة وهم الفائزين وفي جنان النعيم وهم بمقام أنصار الله وحواريي النبي صلى الله عليه وآله وحواريي عترته أهل بيته وذلك نظير انصياعهم للأمر الرباني بولاية الله ورسوله وعترة النبي عليهم السلام ..

قال السيوطي رحمه الله :

في تفسير قوله تعالى :

{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية (7)

[وأخرج ابن مروديه عن عائشة قالت : قلت يا رسول الله : من أكرم الخلق على الله ؟ قال : " يا عائشة أما تقرئين إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية "

وأخرج ابن مردويه عن علي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألم تسمع قول الله : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين ] (40) وجعل العلي القدير الولاية العظمى وهي قاعدة الأمر الإلهي في العلاقة مع الخلق وحركة التمايز بين النور والظلمات فجعلهم النور وأهل عداوتهم الظالمين هم الظلمات وهم رمز التبعية للطاغوت وأئمة الكفر الذين لا أيمان لهم وهم اليهود وعملائهم أعداء آل البيت وخليفة الله المهدي القادم عليهم السلام ....

وهو قوله تعالى : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أولياؤهم الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257

وفوق هذا الاستعلاء الأمري الرباني جعل العلى القدير ولايته من ولاية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعترته عليهم السلام .. وهو قوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

وفي الآية تحديد منهاج التلقي وبوابة الله والحق وهم في المصطلح القرآني كما في موضوعنا [ أولوا الأمر ] أي أصحاب الأمر الإلهي والمؤتمرين بأمر الله تعالى ورسوله ولا غرابه فهم بوابة الدين والعلم الإلهي الموحى بله على قلب الرسول الأعظم .. قال النبي صلى الله عليه وآله : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " (41) .

وفي تفسير قوله تعالى :

{ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189

قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : [ يا علي ]

[ أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ] وفي رواية :[ فمن أراد الدين فليأت الباب ] (42)

وذكر ابن المغازلي في السياق بسنده ...

عن علي عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا علي :

[ أنا مدينة العلم وأنت بابها ، كذب من زعم أنه يدخل المدينة بغير الباب ]

قال الله عزوجل :

{ وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189.. (43)

فهم أولياء الله تعالى المكنوزين وعترة النبوة وامتداد نورها وأولي الأمر

.. قال تعالى :

{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }يونس62

الإرادة الإلهية والثورة :

وبعد هذا التقديم المتواضع في أبجديات وقواعد الإرادة الإلهية في الولاية لابد من تحديد قاعدة الإرادة الإلهية في الثورة الروحية و حدود معالمها الرسالة التغييرية العالمية .. فالإرادة الإلهية هي إرادة أمة محدودة محفوظة بإرادة علوية جليلة وهم الشاهدون والشهود ..

وفي مبحثنا : مصطلح الأمة في القرآن الكريم .

[[ هو التعبير عن حقيقة وجوهر الاصطفاء الإلهي للطليعة القيادية الشاهدة على الناس .. والقرآن الكريم حين يطرح الأمة كمصطلح فإنه يطرح في سياقها وظيفة هذه الأمة كمرشدة حكيمة وطليعة راعية .. وكيف يناط بأمة للشهادة على الناس لا تكون مصطفاة مختارة من الله .. فالشاهد في الخلق سيد الخلق أجمعين .. والشهود في الأمم الأنبياء عليهم السلام . وفي الأمة المحمدية .. الشهود والقرآن يرسم الصورة جلية واضحة لمفهوم الأمة كما يرسم محدداتها ..

وهو قول الحق في علاه :

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }البقرة143 ..

وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران : 104

وهم الأمة الواحدة الموحدة .. وهي الحجة والشاهدة ..

{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92

هذا وإن خصائص هذه القيادة المخصوصة والمطهرة والمصطفاة .. هي الأمة القائدة التي يقع عليها تفجير الثورة الروحية وتدفع بالإرادة الإلهي الى عنوان حركة التغيير من خلال التطابق بين المشروع الإلهي وأدواته الروحانية [ خصائص الثورة الإلهية ومستوياتها ] وهذا لا يمكن وجوده بالمطلق إلا بوجود خليفة الله الكامل وهو المهدي عليه السلام .. وهو الذي يملك من الله تعالى خصائص هذه الثورة باعتباره هو الأمر الإلهي ... وهو صاحب الأمر المقبل والمرشح من علوية عالم الإرادة ..

وقد ورد في الحديث :

[ إن لله عبادا إذا أرادوا أراد ] أي أن إرادتهم منبثقة من إرادة الله تعالى وهم صفوته المكرمين المنتجبين الذين ربط العلي القدير أرادته وقدرته بدعواتهم وهم صفوة من المنتجبين والأبدال الذين لم يبدلوا تبديلا .. بدعواتهم يكون الغيث ويتجلى الغوث وبهم

يعرف الله تعالى فهم الروحانيون الأصلاء والعارفين الأباة الذين تجردوا من نزوات الدنيا وحملوا قلوبهم للرحمن سجدا داعين شاكرين يرفعون أكفهم لذوي الحاجات وهم المتوسمين الكرماء وصفوة المنتجبين والأنبياء في كل زمان .. ولا يخلو زمان من حجة يكونون هم غوثه وسنده ومصدقيه .. وهم وقود الثورة الروحية وحملة تجديد الدين وروحه في كل زمان ...

وفي كتابنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية :

ذكرنا دوائر و سياق هذه الثورة ..

[ إن الروح كحالة ثورية دائمة هي القادرة على تجاوز أزمات التحدي المتواصل مع العدو .. إنها معركة العقيدة في المعركة المركزية المقبلة .. وهذا لا يمكن تجاوزه إلا بعد " تحطيم جدار العدو الصهيوني وأبنيته ، ودعوته إلى الحق الإسلامي العام على المستوى الإستراتيجي وذلك من خلال استواء الحالة الربانية على معركة التحرير

الروحي والعقائدي بفلسطين المباركة .. وهذه المرحلة هي التي تنتهي بتقدم روح الله المسيح نفسه الى فلسطين والقدس راسما معالم المعركة الروحية والثورة العقائدية الفاصلة حيث ينزع بذرة الشر والفساد الشري المطلق بقتل المسخ الدجال في اللد وفلسطين ــ فمجئ السيد المسيح ونزوله ليقود جزء هام من معركة التحرير الشاملة الفاصلة هو تعزيز للسياق الروحي للثورة الإسلامية في فلسطين والتي سيقودها ــ حتما خليفة الله المهدي عليه السلام ــ وفي هذا السياق الحضاري للمشروع الثوري التغييري يجب أن يفهم مشروع الوعي والثورة المعاصر في فلسطين ]

(44) وفي عمليات التعبئة الروحية ودور الجهاد الإسلامي الروحي في الانتفاضة الأولي والمندلعة في الأرض المقدسة .. قمت وعبر تسجيل معظم بيانات الجهاد الإسلامي من إرساء معالم الحالة الروحية للثورة الإلهية .. وربط مشروع الثورة في فلسطين بمشروع الله القادم وهو مشروع خليفة الله المهدي عليه السلام وهو المفوض من الله تعالي بتحرير القدس وكل الأرض والإنسان .. (45)

.. إنه ورغم حالة التراجع العقائدي والمشروع الحسيني في فلسطين إلا أن إرادة العلي القدير المكنوزة في أرواحنا النورانية لم تتوقف لحظة واحدة عن تحقيق أصالة هذا المشروع الإلهي خارج سياقات الطائفية والحزبية والتي كانت في وجهتنا هي عمق الأزمة المعطلة للربط بين مشروع الثورة الروحية وحالة الأمر والإرادة الإلهية .. وهو مقدمات لحالة التوطئة المنهجية لعهد الظهور المقدس لخليفة الله المهدي في فلسطين والعالم .. فأضحى المشروع التغييري مجردا من روحيته وغائصا في أوحال الصراع الحزبي وسياسات الدم والتصفيات الجسدية الملعونة .. وهذا التوجه في القتل الجمعي لجماهير المسلمين هو في الوجهة القرآنية الذي دفع مشروعنا الرباني نحو التراجع على النقيض من مشروع إحياء الجمعي للأمة .. وهو قول العلي القدير :

{ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ] المائدة32 ...

وفي سياقنا المشروعي الرباني أصدرت كتابي الثورة الروحية خلال فترة المطاردة التي عاشها المؤلف طوال سنوات المطاردة فكان هذا الكتاب وكما تعريفنا على الغلاف الخارجي .. هوية نحو الإرادة الإلهية نكشف ذاتنا من قلب الروح والمصطلح .. إنها إرادة الله . ..

وقد سجل هذا التعريف الروحي لغايتنا المقبلة ... عام 1993 م

[ الثورة الروحية .. الغاية والمصطلح هي لغة الحالة الإيمانية القادمة .. وتفسير المعتقد الثوري لا يميز إلا بالروح واللغة .. الثورة الروحية هي المعادلة للثورة والغاية والإنسان ..أن تفتقد الروح .. يعني أن تفتقد صياغة المنهج ... وغياب المنهج يعني غياب الروح القادرة على صنع المعجزة .. وصنع الحالة ..هذه القراءة التي انبعثت في زمن المحنة وزمن الملاحقة .. تجئ لتعبر عن فكر الملاحقة .. وتؤكد فكر الحالة الثورية من جديد ..

بين الأصالة والتجديد لغة الثورة وديمومة المعتقد .. إن الثورة الروحية ليست ولادة حالة تنظيمية ولا فرز عن واقع حزبي معقد .. وإنما تجئ تعبيرا صادقا هذه المرة .. عن شكل الحالة الإسلامية القادمة .. إنه جنين مفرز بين جوانحها .. فالمخاض وقضية الجهاد والثورة أكبر من أن تستوعب في حزب ..أو منظمة .. لهذا كان المصطلح الجديد [ الثورة الروحية ] تعبيرا عن فكر الحالة .. وتعبيرا عن جوهر الحالة .. الثورة ..

الثورة تعني الانقلاب والروح غذاؤه .. الروح تفسير اللغز الغيبي المعقد .. أمام بساطة الروح والتجرد والإنسان .. هذه الأزمة وهذه الإجابة والحل لا يتقدم إلا من خلال الروح والوعي الإيماني المتدفق ..

وفي زمن العجلة العبرية وهرولة الأنظمة العبرية في حظيرة النازي .. يكون الرد الروحي المقابل

مرة أخرى هذا الكتاب ــ ومحاولة قراءة الروح ــ تعبيرا عن واقع الحالة الإسلامية ومحاولة نحو علوها و نهوضها ..إنها لحظة الفقراء من عمق الجوع .. وعمق الحزن ..اللهم إنها محاولة قادمة فتقبل .. ]

حقا هي محولة اكتشاف الذات بين روعة القبول بإرادة الله في كل الأشياء ..

ومن ثنايا الغوص في قلب المصطلح الروحاني والغيب .. نجد أن الغيب لا يقف بحال مع المادة في تقاطع إلا إذا كانت مفرزة من جوانحه فيكون الغني .. بما قسم فيكون الرضا بما قسم الله هو مفتاح باب الغنى ومفتاح القبول ..

[ وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ] (46)

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : كان يقال : ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا وأرض بما قسم الله لك تكن غنيا وأحسن مجاورة من جاورك من الناس تكن مسلما وصاحب الناس بالذي تحب أن يصاحبوك به تكن عدلا وإياك وكثرة الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب

الدر المنثور ج6/273 في قوله تعالى :

" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ( ..63(

.. إن سلامنا الرباني هو استعلاؤنا المقبل في أرض السلام وقولنا بالسلام هو قول العدل في دولة القسط وحكومة الخليفة ..

وغنانا الحقيقي هو في ختم الرضا الإلهي على كتابنا الصاعد بالحب الإلهي والقبول

في دولة المحبة وسلطان[ الإرادة الإلهية ]

والقبول والعدل الراسي برايات الفاتحين من آل محمد المطهرين عليهم السلام .. من مكة نحو القدس ..

وتبقى الإرادة الإلهية هي السلطان الأبدي الموعود في زمن الآخرة وخليفة الله المهدي عليه السلام هو مفتاح الرب العادل نحو الفتح المبين المقبل .. ونحو وعد الآخرة ..

وفي ختام القراءة في مصطلح الإرادة الإلهية ولدور هذا المصطلح وجوهره البنائي في الثورة المقبلة نرى انبثاق مجموعة من المصطلحات الفرعية مستخلصة من مكنون مصطلح الإرادة الإلهية ما من شأنه مشاركة المصطلح ومركبه التكويني الإلهي في حياة ثورتنا ويومياتها التعبوية و أيديولوجيتها الثورية الجامعة ومن المستدرك المقبول في هذا السياق المعرفي :

ــ أولا : مصطلحات في الإرادة :

ــ الإرادة الإلهية

ــ الإرادة التكوينية

ــ إرادة التطهير الإلهي

ـ إرادة التقديس الإلهي

ــ إرادة البيان الإلهي

ــ إرادة الهداية الإلهية

ــ إرادة العدل الإلهية

ــ إرادة العدالة الإلهية

ــ إرادة الحق الإلهي : الأنفال /7 ،8 = يونس /82 ــ يونس/70 ــ الشورى /24

ــ الإرادة الأخـروية : آل عمران145 ، 152 ،176 ــ النساء /134

ــ المائدة /141 ــ الأحزاب /29 ــ الشورى /10 ــ النجم /25 ــ

ــ إرادة الشكر الإلهي /الإسراء : 19

ــ الإرادة الإلهية الأخروية : التوبة /55 ،85

ــ إرادة التقدير الإلهي: القصص /82 ــ العنكبوت/62 ــ الروم /37 ــ سبأ/36 ،39

ــ الزمر /52 ــ الشورى /12 ــ المزمل /20 // الرعد /26 ــ الأنعام /96 ــ

ــ الإرادة الإلهية العليا : التوبة/40

ــ إرادة التقدير والعزة الإلهية : الأنعام /96 ــ يونس /65 ــ فصلت/12

ــ إرادة الحكمة الإلهية : الروم /54 ــ الأنعام //96

ــ إرادة الخلاق العليم : الجحر/86

ــ إرادة الإفساد الأرضي /83 ــ الأحزاب/57

ومن جملة مصطلحات الإرادة وأسماء الله العلية يمكن انبثاق عشرات ومئات المصطلحات تجئ ذكرها حسب المقام والقراءة والمباحث ذات القيمة ..

هذا وبالله التوفيق والسداد

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله المطهرين

وصحابته المنتجبين..

مراجع مصطلح الإرادة الإلهية :

(1) كتابنا : أهل البيت الولاية ــ التحدي ـ المواجهة .. باب : التطهير .

(2) الأ لوسي : روح المعاني ج27/112 في قوله تعالى :

" .. وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ( 78)

= الجامع الصحيح : سنن الترمذي ج5/662 رقم 3786الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيرو ت

(3) تفسير القرطبي ج9/33 في قوله تعالى :

وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ( 41)

= الشوكاني : فتح القدير ج2/723 في قوله تعالى :

" وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ( 44(

= الدر المنثور ج4/432 في قوله تعالى :

" إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير (4= تفسير الثعالبي ج2/206 قوله تعالى :" وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين (6(

[ وفي رواية صححها الحاكم على شرط الشيخين النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ]

(4) الصواعق المحرقة ج2/445 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997

(5) المصدر: تفسير ابن كثير ج4/42 في قوله تعالى : " ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور (23)

(6) منشور في موقع :أمة الزهراء : شبكة الأ بدال العالمية ..

(7) مصنف بن أبي شيبه ج7/329 الناشر : مكتبة الرشد –

الرياض الطبعة الأولى ، 1409 = مسند الإمام أحمد بن حنبل ج4/66 رقم 16674 ــ ج 5/379 رقم 23260 : الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = المعجم الكبير : الطبراني ج12/92 رقم الحديث 12571 الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل الطبعة الثانية ، 1404 – 1983 = حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج9/53 أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت

الطبعة الرابعة ، 1405

(8) منشور على موقع أمة الزهراء : شبكة الأ بدال العالمية

(9) لسان العرب ج1/103 باب " شيأ "

(10) نفس المصدر ج2/ 615

(11) تاج العروس ج1/ 150 =

(12) مختار الصحاح ج1/267 باب الراء [ رود ]

(13) نفس المصدر السابق ج1/354 باب : الشين

(14) نفس المصدر السابق ج1/1150 باب " قلهت "

(15) نفس المصدر السابق ج1/ 1997 باب " رود "

(16) نفس المصدر السابق ج1/ 1998 باب " رود "

(17) تاج العروس ج1/2366 باب هود ...

(18) القاموس المحيط ج1/1735 باب " الهاء " ..

(19) تفسير الطبري ج7/167 قوله تعالى :

[ وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ( 23)

(20) تفسير الطبري ج7/ 170 قوله تعالى :

" ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين (24)

[وأما قوله : { وشهد شاهد من أهلها } فإن أهل العلم اختلفوا في صفة الشاهد

فقال بعضهم : كان صبيا في المهد ]

(21) نفس المصدر السابق ج7/191 في قوله تعالى :

" فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ( 28)

(22) تفسير ابن كثير ج2/ 634

قوله تعالى : { وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين (56) ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون ( 57)

(23) كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية الصهيونية " تحت الطبع "

(24) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج5/152 ط دار الحديث القاهرة ط1/1414هـ 1994 م

(25) روح المعاني ج3/156 قوله تعالى :

" يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين (43

(26) الصواعق المحرقة ج2/361 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997

المعجم الأوسط : ج2/386 رقم 4880 المؤلف : أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني

الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415 لناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 = مجمع الزوائد ومنبع الفوائد المؤلف ج9/183 رقم 14767 : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي : الناشر : دار الفكر، بيروت - 1412 هـ ..

(27) تاريخ بغداد المؤلف : أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي ج14/ 320

الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = تاريخ مدينة دمشق ج 42 / 449 = فيض القدير شرح الجامع الصغير المؤلف : عبد الرءوف المناوي الناشر ج6/365 رقم الحديث 9640 : المكتبة التجارية الكبرى – مصر الطبعة الأولى ، 1356 =

(28) : المحصول في علم الأصول المؤلف : محمد بن عمر بن الحسين الرازي ج6/ 181

الناشر : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض

الطبعة الأولى ، 1400 = المستصفى في علم الأصول المؤلف : محمد بن محمد الغزالي أبو حامد ج 1/170 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1413

= المعتمد في أصول الفقه المؤلف : محمد بن علي بن الطيب البصري أبو الحسين

ج 5/55 : الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1403

(29) منهاج السنة النبوية : المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس ج5/55 الناشر : مؤسسة قرطبة : الطبعة الأولى ، 1406

(30) صيد الخاطر ج1/390 فصل : " 290 - ـ فصل : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

(31) الجامع الصحيح سنن الترمذي ج 5/639 رقم 3726 ط دار إحياء التراث العربي بيروت ..= كنز العمال للمتقي الهندي ج11/934 رقم 33049

6088 مشكاة المصابيح : ج3/329 رقم = 'ط مؤسسة الرسالة بيروت 1998

الناشر : المكتب الإسلامي بيروت ط3 / 1405 ــ 1985 = ظلال السنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم ج2/390 رقم 1321 ط المكتب الإسلامي بيروت 1413 ــ 1993

(32) تحفة الأ حوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري ج 10/ 159 : الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = الكتاب : البداية والنهاية المؤلف : إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء ج2/ 357 الناشر : مكتبة المعارف – بيروت : باب : "

في رد الشمس " = لسان العرب المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري الناشر : دار صادر – بيروت الطبعة الأولى ج15/304

(33) محيي الدرويش: إعراب القرآن الكريم ج2/ ط دار اليمامة ط3/1412 ــ 1992

(34) تفسير الطبري ج4 /628 قوله تعالى : " تفسير الآية .. = تفسير ابن كثير ج 2/79 : تفسير الآية = تفسير القرطبي ج6/207

= الواحدي : أسباب النزول ص148 ط عالم الكتب بيروت

(35) الشوكاني : فتح القدير ج2/76 تفسير الآية .. =تفسير الدر المنثور ج3/105 ، 106 برواية أخرى .. قوله تعالى :

" ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون (56)

الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993 = الأ لوسي : روح المعاني ج6/167 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت

(36) أسباب النزول وبهامشه الناسخ والمنسوخ ص 150 نفس الطبعة ..

(37) تفسير الطبري ج6/230 في قوله تعالى :

" وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (32)

(38) نور الأبصار للشبلنجي ص 128 ط /1 مكتبة الإيمان المنصورة 1420هـ /1999

(39) تفسير ابن كثيرج2/402

تفسير قوله تعالى :

" وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (32) = الشوكاني : فتح القدير ج5/407 قوله تعالى :

وجمع فأوعى ( 18)

(39 مكرر) إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم المؤلف : محمد بن محمد العمادي أبو السعود ج9/29 تفسير قوله تعالى :

" سأل سائل بعذاب واقع (1) للكافرين ليس له دافع (2) من الله ذي المعا رج (3) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (4)

الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت

(40) تفسير الدر المنثور ج8/589 تفسير الآية ...= فتح القدير للشوكاني ج5/673 في قو له تعالى :

" جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه (8)

= روح المعاني للألوسي ج30/207 الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت في قوله تعالى :

" وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير (78)

= الصواعق المحرقة لإبن حجر الهيثمي ج2/467 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الأولى ، 1997 = الكتاب : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد

المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي الناشر : دار الفكر، بيروت - 1412 هـ ج 9/178 رقم 14749 .. = الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة

المؤلف : محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر : المكتب الإسلامي - بيروت

الطبعة الثالثة ، 1407 ج1/380 = تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج12/289 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = تاريخ دمشق لإبن عساكر ج42/332 = لسان العرب لإبن منظور ج2/565 الناشر : دار صادر – بيروت الطبعة الأولى

= النهاية في غريب الحديث والأثر المؤلف : أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ج4/169 الناشر : المكتبة العلمية - بيروت ، 1399هـ - 1979م

(41) الصواعق المحرقة ج2/357 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 =

ينابيع المودة : للقندوزي الحنفي = الطبراني : ا لمعجم الكبير

الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل ج 11/65 رقم 11061

الطبعة الثانية ، 1404 – 1983 = كنز العمال ج11/889 رقم 32890 ورقم 32978 ورقم 32978، الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت 1989 م والحديث مشهور ومنشور في عشرات المصادر السنية المحمدية .

(42) ابن المغازلي الشافعي : مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ص 117 وص 116 رقم 122 وكذلك صفحة 117 رقم 123

(43) ينابيع المودة : القندوزي الحنفي ج1/71 ط الأ علمي بيروت = ابن المغازلي الشافعي : مناقب أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام ..

(44) كتابنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية ص 73 ، 74 باب " جدلية العلاقة بين العقل البشري والروح " ط 1 في غزة /1993 م

(45) كتابنا المرتقب : قراءة في بيانات الجهاد الإسلامي في الانتفاضة ..

(46) تفسير الثعالبي ج4/233 الناشر : مؤسسة الأ علمي للمطبوعات – بيروت قوله تعالى : " اقتربت الساعة وانشق القمر (1 في

تم البحث بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

___________

نشر في موقعنا : موقع الساجدون في فلسطين

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11

الحلقة الأولى : قراءة في مصطلح الإرادة الإلهية في القرآن – الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي


الحلقة الأولى : قراءة في مصطلح الإرادة الإلهية في القرآن – الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11

قراءة

في

مصطلح الإرادة

الإلهية

في القرآن


الشيخ

محمد حسني البيومي

مركز أمة الزهراء

فلسطين

مصطلح الإرادة الإلهية في القرآن :

المدخل القرآني للمصطلح :

قال تعالى :

{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النساء26

{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27

{يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28

وفي سياق المدخل القرآني يتجسد فيه روح الإرادة المعرفية الغيبية وبيان الهداية الإلهية كفعل مواجه ونقيض مواجه لإرادة الشهوة والميول النفسية الهابطة

[مَيْلاً عَظِيماً ].والمتجهة لتخريب البنية الإنسانية المجتمعية والقرآن الكريم وهو الدستور الإلهي بالقطع يكون منحازا لخلق الإنسان الإنساني غير المتضاد مع قانون الشريعة .. وهو التخفيف من خلال شطب معادلة الغلو والتشادد مع الدين بالتكفير وشطب معادلة الإنسان ، وهو المحاولة الآثمة لقتل الإنسان ..

والغلو الديني هو أخطر أشكال الشهوة والانتقام الذاتي المجتمعي .. وفي قراءة آيات القرآن المحتوية على فعل [ الإرادة ] نجد فيها الإعجاز العددي والمركب التوحيدي . وفي هذه القراءة نجد العدد المحتوي لفعل الإرادة الإلهية [ 74] والجذر [ يريد ]عدده [ 54 ] ..

وفي صيغة المضارع المستمر [ إنما يريد ] جاء بعدد [ 4 ]

واحدة منها خاص بالشيطان والثلاثة المتبقيات خاصة بفعل الإرادة الإلهية [ التوبة : الآية 55 ، 85 = الأحزاب الآية 33 ] وهي عدد فردي ثلاثي توحيدي وهو تحديد لحالة حزب الله الغالبون ..

والفعل المضارع المستمر في القرآن هو توكيد لعمق حالة الأمر الإلهي وميزان إرادة العباد في التكوين والتقدير .. .. وقد خصص العلى القدير في استمرارية الإرادة التطهيرية في الخلق في آية واحدة ولمرة واحدة لم تتكرر في القرآن ..

وهو قوله تعالى :

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 والمقصود بإجماع أهل التفسير من آل البيت عليهم السلام وغيرهم هم الخمسة المطهرون من آل البيت النبوي المطهرين وقد فصلنا الموضوع في كتابنا آل البيت عليهم السلام . (1).

أمام فعل واحد مستمر وهو تمثيل [ إرادة الارتداد ] المتواصل وهو المحدد لهوية حزب الشيطان

{ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ } .. وهي مهمة إرادية تمردية على أحكام الله العلية في قوله تعالى : { أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء } ..

وهي النزعة المتمثلة في تكريس الشيطان اللعين لحالة التمزيق والتجزئ الأرضي بكل محتوياتها من العداوة والحروب والفتن ونشر الرذيلة والفحشاء ..

وهو قضاء الهي عليه بعد نكران القبول بالأمر الإلهي والسجود .. ولهذا كان ابليس يمثل حالة .. تكريس الإرادة الشيطانية كرد فعل تمردي على قوانين الإرادة الإلهية وهو قوله تعالى :

{ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَر} ..

وهذه رسالته الأزلية المختارة . ..

قال تعالى :

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة 268

وقد جاءت الآية مرتين بصيغة : التقريع والوعيد وهو قوله تعالى :

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم } التوبة /55 ، 58

وهكذا تحقق ميزان الإرادة الإلهية في إثبات العدل الإلهي من خلال إثبات قانون الإرادة وإبراز حالة التطهير وإعلاء الأنموذج التوحيدي والسموالإحساني . والمطلق التطهيري الأرضي في عالمية الإحسان لا يمكن تحديده سوى في البيت النبوي المحمدي وهم [ ذوي القربي ] الواجب موالاتهم ومحبتهم نظير الفضل المحمدي في النبوة العلية وهي باب البشارة القرآنية للأمة ...قال تعالى :

{ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23

والحسنة وأولوا القربى في الآية جاءت ملحقة توصيفيه لمصطلح [ذِي الْقُرْبَى ] وهو قوله تعالى :

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90

وهذه الاستثنائية الفريدة في القرآن جاءت واضحة في آل البيت المحمدي عليهم السلام باعتبارها ركيزة الثقلين الأعظمين وفي الصحيح :

" إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي ] (2)

وهما ميزان العدل الإلهي والمفرزة الإلهية بين العباد باتجاهي الخير والشر.. وهذه الروعة القدرية جاءت في غياب قوة الإكراه ..

وهو قوله تعالى :

{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256

وهذه الاستثنائية القدرية وهو قوله تعالى : [إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ] .. وهم قربى آل النبي عليهم السلام .والميزان لقاعدة التحقيق الإيماني في الأرض وفي السماء .

وآل محمد الطاهرين هم ورثاء الدين وبوابات العلم الإلهي ومناط القبول الرباني والأمان للأمة المحمدية .. قال صلى الله عليه وآله وسلم :

[ أهل بيتي أمان لأمتي من الغرق ] (3)

[ وفي رواية صححها الحاكم على شرط الشيخين :

[ النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ] (4)

وهم الثقل الأعظم المستوعب للحقيقة الإلهية وحقائق الغيب النبوي وهم كما في آيات المائدة : الولاية العظمى [ حزب الله الغالبون ] وهم المخصوصون بكرائم القرآن وسره ومكنونة ، وفي الآية الكريمة جعلهم العلي القدير حين كونهم فكانوا أهل العدل والقسط وجعلهم خلفاء الأرض ، وهم الذين سيختم الله تعالى بهم الدين في دوله العدل الإلهية وهم عليهم السلام حالة من الأمر والإرادة الإلهية ..

ولهذا ينكشف السر في قوله تعالى :

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى }

الدوائر الإيمانية المتوازية والمعرفة لمصطلح [ الأمر ] : العدل ــ الإحسان ــ ذي القربي ....

{ وقد اجتباهم العلي في علاه نقيضا لحالة الظلم والظالمين ولهذا جاء قوله تعالى لتأكيد حالة الأمر

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ} .. تأكيدا متواصلا مع إثبات الإرادة كما قلنا ..

و قوله تعالى :

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 ..

وقد وضحنا أن مصطلح الإرادة { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ } قد تكرر 4 مرات في القرآن فيها التحدي لقوى الظالمين ولحالة التمرد الشيطانية الموحدة في الأرض .. والآية الوحيدة التي تمثل فيها وحدة الطهر المقدس هي المكنوزة في النور المحمدي المخلوق .. وفي الآية القرآنية .. جعل العلي القدير هذا المكنوز النوراني المحمدي والوثاق وخطاب الميثاق العلوي الأول { الْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ } ...

وقد ذكرنا حين شرحنا مصطلح : [ العروة الوثقى في القرآن ] عمق الحقيقة والسر في المصطلح وهي العترة النبوية المطهرة عليهم السلام .. التي شكلت حالة الوحدة الرحمانية غير القابلة للتفريق والتجزئ . قال تعالى :

{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }الزخرف32

والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو نبي الرحمة وهو الرحمة المهداة .. وحين أوصى الأمة : [ أخلفوني في أهل بيتي ] فكان يوصي بتحريم التفريق بين الرحمة كحالة ممتدة في أهل البيت عليهم السلام حتى يوم القيامة .

ولهذا كانوا بوصف النبوة : هم [ الثقلين ] الذين لا انفصام لهما

[ كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ] (5)

وفي قوله تعالى في نفس الآية : { قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } .

والحرمة الأبدية للفصل بين جناحي الدين والرسالة لازمه في الآية التهديد والتحذير المشدد للمتجهين لحالة الفصل بين العترة والقرآن وحدة إرادة ربانية : أهم يقسمون وفيه الاستغراب الاستنكاري المتوقع [ نحن قسمنا بينهم معيشتهم ] وهي الكيانية الملكية التي جاءت بإزاحة آل البيت عليهم السلام عن القرآن والأمة ..[ ورحمة ربك خير مما يجمعون ] وهم الذين جمعوا بين الشيطان والذات الفانية .. فما جمع الله في تكوينه هو خير مما يجمعون بين الهوى وحركة الإعاشة

[ معيشتهم] !!

هو كشف الهي صريح بثبات العروة الوثقى وهي حاملة سر الميثاق الإلهي في عالم الملك والملكوت .. كوجهة لفرز الحق المطلق من دنس الشر الشيطان المطلق .. وقوله تعالى :

{ لاَ انفِصَامَ لَهَا } وهو تعبير عن قدر إلهي ثابت وأزلي يمثل حالة رحمانية موحدة لا تغيير فيها ، والتعبير القرآني في العروة الوثقى هي تصوير لعروة القميص المركبة وهو توصيف معبر لحالة موحدة بين القميص والجسد وأهل البيت عليهم السلام هم الحماية الإلهية للنبوة ..والمفسر لذلك هو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وحدة القرآن والعترة المطهرة .

[وإنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ] [إني تارك فيكم الثقلين ] ..

[ كلاهما أعظم من الآخر ] وهو تحديد ثنائي مركب ومستمر .. وفيه أكد النبي صلى الله عليه وآله على هذه الثنائية التي غطت معظم آي القرآن فقال :

[ على مع الحق والحق مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ] وقال :

[ علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا على الحوض ] ..

نفس المصدر السابق ..

فالحق هو الله الواحد الذي لا يقسم رقمه على غيره .. ولهذا لا يمكن أن يكون الحق والقرآن مجزأ بل وحدة تكوينية مستمرة في التطهير المتواصل مع تواصل الأمر الإلهي والإرادة وهو قوله تعالى :

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 ..

فجاءت الإرادة في مصطلح الآية تأكيد على القدرية في التكوين المستمر والمستقبلي وفي قوله تعالى :{ ليذهب } فيها الاستقبال المستمر .. لتأكيد حالة حزب الله المستمرة .. في مواجهة حالة [ حزب الشيطان ] المستمرة .. وهو الموصوف قرآنيا بالطاغوت .. وهو ذرة حالة المفسدين ومجمع الشيطان السفلي

وهو قوله تعالى :

{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ } : الصافات98

{ نجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ } : فصلت29

وهذا المصطلح قد شرحناه فيما سبق (6)..

وفي قوله تعالى :

{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } : النساء26

وهذا التبيين جعله تعالى ملازما لحالة الإرادة الإلهية في البيان الإلهي وهو عمق الرسالة ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو صاحب الرسالة وآل بيته المطهرين عليهم السلام هم ورثة النبوة في العلم والدين والتفسير والحكم والتأويل وبهم وخلافتهم سيختم العلي القدير الدنيا . وهذا مرهون بالهداية " ويهديكم " فجعل العترة المطهرة وهم أحد الثقلين ..الأعظمين بوابة الهداية الإلهية في الأرض وهم بالكلية " خلفاء الله المهديين " .. و بهذا المدخل يمكن تحديد مفهوم المصطلح ..

مفهوم المصطلح :

: إن مفهوم الإرادة الإلهية في وجهتنا تنبع من عمق الحقيقة الإلهية والتقدير الإلهي الأزلي في .الخلق والمخلوقات وهي كذلك إرادة التحقيق الإلهي في الخليقة وقراءة إحاطية بأسرار الخلق . وكذلك كشف سرا لخالق ذاته لذاته للمخلوقات عبر النبوات المقدسة وما حملتها من كلمات القداسة عن عالمية روح الله وقدرته وسره في كل الأشياء ...

وختم الحساب والعقاب وفق مشيئة المتعالي العظيم ..

فعندما أراد الله قدر الأشياء .. وعندما قدر الأشياء خلق الخلق .. فكان أصل الإرادة في الخلق الكلمة . وهي النور . وأصل الكلمات هي محمد صلى الله عليه وآله المطهرين ..

فالإرادة هي تعبير عن حقائق معرفية كشفت للخلق من عالم الأمر المطلق والذي لا يعلم سره إلا العلى في علاه .. خبئه في غيبه ولم يطلع عليه إلا من ارتضى من رسول ..

{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً } : الجن 26

{ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } : الجن27

: وكان نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. وهو الذي دخل عالم النور والعرش الرحماني في معارج وصول لم يصله الواصلون غيره .. ولهذا كان محمد النور الأزلي العارف بسر الحقائق الإلهية والمعارف الربانية . فكان صلوات الله وسلامه عليه هو نواة النور المخلوقة الأولى . وأعطي النبوة في عالم الروح الأزلية ولم يعرفها قبله ولا بعده ..

[عن عبد الله بن شقيق أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا قال كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ] (7)

. وقد فصلنا هذا الموضوع الخطير في باعه وسره في مبحثنا المتواضع :

:" خلق الله آم عليه السلام من أجل محمد وآله الطاهرين عليه الصلوات والتسليم (8)

وفي قوله تعالى في سورة النساء : { يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } النساء/26

مفهومة تبيان سبل الهداية لحقائق الإرادة من عالم الأمر الإلهي ..

وفي هذا المبحث العقائدي يجئ مفهوم الإرادة في القرآن لها مدلولها القدري المتواصل ، ولهذا جاءت الإرادة بعد الإقرار متعلقة بلام المستقبل وهي للتأكيد المستمر في الفعل الإلهي .. وفي إعراب القرآن : اللام " أعطيت حكم التعليل " ويريد " فعل مضارع واللام للاستقبال إذا جاء في الأمر الذي يليه : مثال " يريد " : " ليذهب " أو " ليتوب " أو " أن يتوب " .. " أن يخفف " فالتي جاء بها اللام هي للاستقبال والتي يجئ معها [ أن ] : للتأكيد لصورة وحقيقة الإرادة في الفعل الرباني ... ويلاحظ المهد وف القرآني في الشرح والإعراب واضحا : أن الإرادة الإلهية مرهونة بالأعمال وحقيقة التكوين وسر التكوين ..

والإرادة في التعريف :

: [المَشِيئةُ الإِرادة شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءة ومَشايةً ( 1

وفي الحديث أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون تقولون ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ فأَمَرَهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ المَشِيئةُ مهموزة الإِرادةُ وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ [ ص 104 ] اللّهُ وشِئتُ وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ لأَن الواو تفيد الجمع دون الترتيب وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في المَشِيئةِ ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ على مَشِيئتِه والشَّيءُ معلوم ] (9) وفي سورة الكهف النهي عن تقرير مشيئة الإرادة إلا بد تحديد المشيئة الربانية وفيه صحة الاعتقاد .. {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً }الكهف تحديدا لإرادة الذاتية 23{إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً }الكهف24

ــ والذكر هو مادة الروح نحو العرفان والهداية . وأئمة الهدى هم عليهم السلام أهل الذكر .. وعلى الأمة ألا تنسى ذكرهم فهم القرآن الناطق وهو قرار إرادة إلهية لذكرهم فهم عليهم السلام .. إرادة الله في الأرض وهو قرين قوله تعالى في سورة الضحى : {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }الضحى11

فنعمة الله تعالى وهو المنعم ليس الشراب والطعام والشهوة و إنما النعمة هم آل البيت عليهم السلام ، وعلى جماهير الأمة أن تتحدث عنهم وعن علمهم .. وعن حقهم وتصرخ في وجه الطغاة لمظلوميتهم .. صرخة تعيد الثقلين الأعظمين للوحدة والنهوض بإرادة علوية نحو الله بتحقيق عدله وقسطه ، وهذه هي النعمة المرجوة القادمة هدية الله للمؤمنين والأمم :خليفة الله العادل الكامل عليه السلام .

[قال ابن الأَثير النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها وأَصل النُّصْحِ الخلوص ومعنى النصيحة لله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإِخلاص النية في عبادته والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ونصيحة رسوله التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أَمر به ونهى عنه ونصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ] (10)

الإرادة في اللغة :

[ المَشِيئَة : الإرادة ومثله في المصباح والمُحكم وأَكثرُ المتكلِّمين لم يُفرِّقوا بينهما وإن كانتا في الأَصل مُختلِفَتَيْنِ فإنَّ المَشِيئَة في اللُّغة : الإيجاد والإرادة : طَلَبٌ أَومأَ إليه شيخنا ناقلَّ عن القُطْب الرَّازي وليس هذا محلُّ البسْطِ والاسمُ منه الشِّيئَة كشِيعة عن اللحيانيّ ومثله في الرَّوض للسُّهيليّ وقالوا : كلُّ شَيْءٍ بمشيئة الله تعالى بكسر الشين أَي بمَشِيئَته وفي الحديث : أَنَّ يهوديًّا أَتى النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقال : إنَّكم تُنْذِرونَ وتُشْرِكون فتقولون : ما شاءَ اللهُ وشِئْتُ فأَمرهم النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بأَن يقولوا : " ما شَاءَ اللهُ ثمَّ شِئْتُ " وفي لسان العرب وشرح المُعلَّقات : المشِيئَةُ مهموزة : الإرادة وإِنَّما فرق بين قوله : ما شَاءَ اللهُ وشِئْتُ " وما شَاءَ اللهُ ثمَّ شِئْتُ " لأنَّ الواو تُفيد الجمعَ دون الترتيب وثمَّ تَجْمَعُ وتُرَتِّب فمع الواوِ يكون قد جمعَ بين الله وبينَه في المَشِيئَةِ ومع ثمَّ يكون قد قدَّم مَشِيئَةَ اللهِ على مشِيئَتِه .] (11)

والرود من الريادة والرئاسة وهي تعبير عن قوة علوية قادرة على تنفيذ الإرادة بأمر كن فيكون وفي اللغة :

[ الإرادةُ المشيئة و راوَدَهُ على كذا مُرَاوَدَةً و رِوَاداً بالكسر أي أراده و رَادَ الكلأ أي طلبه وبابه قال و رِياداً أيضا بالكسر و ارْتَادَ ارْتِيَاداً مثله وفي الحديث

{ إذا بال أحدكم فليرتد لبوله } أي فليطلب مكانا لينا أو منحدرا و الرائِدُ الذي يرسل في طلب الكلأ و المُرادُ بالفتح المكان الذي يذهب فيه ويجاء و المِرْوَدُ بالكسر الميل وفلان يمشي على رُودٍ بوزن عود أي على مهل وتصغيره رُوَيْدٌ يقال أرْوَدَ في السير إرْوَاداً و مُرْوَداً بضم الميم وفتحها أي رفق وقولهم الدهر أَرْوَدُ ذو غير أي يعمل عمله في سكون لا يشعر به وتقول رُوَيْدَكَ عمرا أي أمهاه وهو مصغر تصغير الترخيم من إرْوَادٍ مصدر أرود يرود ] (12)

شيأ ]

و [المَشِيئةُ الإرادة تقول منه شاءَ يشاء مَشيئةً قلت وفي ديوان الأدب المَشئيةُ أخص من الإرادة ] (13)

عالم الإرادة :

وهو كل شئ مرده إلى الله تعالى في السبب والمسببات والخلق والتكوين ، أي مردود لله تعالى وفق إرادة إلهية .. [مَخْلوقُون بإِرادَةِ اللهِ تعالى لا يَقْدِر أَحدٌ على تَغْيِيرِ الخِلْقَةِ " ولا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ " فآثارُ الخِلْقَةِ والصَّنْعَةِ تَدُلُّ على الطّاعَة وليس يُعْنَى بها طاعةُ العِبَادَةِ ؛ لأَنّ فيهما مُطِيعاً وغيرَ مُطِيعٍ وإِنما هي طاعةُ الإِرادَة والمَشيئَة . كذا في اللسان . القُنُوت : " ] .. (14)

[ والإِرادةُ : المَشِيئةُ وأَرادَ الشَّيْءَ : شاءَهُ . وراوَدْتُه على كذا مُرَاودَةً ورِوَاداً أي أَرَدْته قال ثعلب : الإِرادَةُ تكون محبةً وغير محبة وأَرادَه على الشَّيءِ كأَداره . وأَرَدْتُه بكلِّ رِيدة وهو اسمٌ يُوضع مَوضِع الارتيادِ والإرادة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادَةِ ] (15)

[.والإِرادة : أَن الإِرادة قد تكون مُضمرةً لا ظاهرةً والطَّلب لا يكون إِلا ! ّ لِمَا بَدا بفِعْل أو قول كما في شرح أَمالي القاليّ لأبي عبيد البكريّ . وهل مَحلّ الإِرادة الرأْسُ أو القلبُ ؟ فيه خِلافٌ انظره في التوشيح . وفي اللسان : والإرادة : المَشِيئةُ أَصله الواو لقولك : رَاوَدَه أي أَردَه على أَن يفعل كذا إلا أن الواو سَكنتْ فنُقِلت حَركتُها إلى ما قبلَها فانقَلَبَتْ في الماضي ألفاً وفي المستقبل ياءً وسقَطَتْ في المصدر لمجاوَرتِها الأَلفَ الساكنَةَ وعُوِّض منها الهاء في آخره . والرَّائِدُ : يَدُ الرّحَآ وقال ابن سيده : مَقْبٍضً الطاحِن من الرَّحَى . والرائدُ : المُرْسَلُ في الْتِمَاس النُّجْعَة وطَلبِ الكَلإِ ومساقط الغَيْث والجمعُ : رُوَّادٌ مثل زائر وزُوَّار . وفي حديث عليٍّ في صفة الصحابة رضي الله عنهم يَدْخلُون رُوَّاداً ويخرجون أَدِلَّةً أَي يَدْخُلونَ طالِبينَ للعِلْم مُلْتمَسِينَ للحِلْم من عِندِه ويخرجون أَدِلَّةً هُداةً للناس . ورِيادُ الإبل : اختلافُها في المَرْعَى مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً وقد رَادَت تَرُود . قاله أبو حنيفةَ والموضع من ذلك : مَرَادٌ ومُسْتَرادٌ وقد استَرَادت الدَّوَابُّ : رَعَتْ . وكذلك مَرَادُ الرِّيح وهو المكانُ الذي يُذْهَب فيه ويُجَاءُ قال جَنْدَل ] [ورائِدةٌ ورَؤُدٌ الأَخيرةُ عن أبي عليٍّ : طَوَّافَةٌ في بُيُوت جاراتِها وقد رَادَتْ تَرُود رَوْداً ورَوَدَأناً محركةً فهي رَادَةٌ إذا أَكثَرَت الاختلاف إلى بيوت جاراتها . ورجُلٌ رادٌ أي رائدٌ وقد جاءَ في شعر هُذيل رادَ رادُهم وبَعثوا رادَهم قال أَبو ذُؤَيب يَصف رَجُلاً حاجاً طلَبَ عَسَلاً ] . (16)

وتعرف الريادة بأنها تعبير عن روح السيادة المنبعثة من عالم الإرادة العليا ..

دائـرة الإرادة :

دائرة الإرادة هي دائرة خلقية ومخلوقة واحدة ..

ومصطلح [ أردنا ] ورد في القرآن بعدد [ 4 ] وهي مخصوصة لتبين علم الإرادة الخاصة والمشيرة في آياتها الى قوة العلي القدير في تدبير الأمر في الخلق والعوالم.... وهو الذي يشكل المفصل الحاسم في الأمر والانتقام من الظالمين وفي الآيات يبرزمن ثناياها روح القوة والحسم النظامي الرباني .. قال تعالى :

ــ {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40

ــ {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }الإسراء16

ــ {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }الكهف81

ــ {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء17

وفي قراءتنا للمصطلح رأينا إن دائرة الإرادة تشكل دائرة خاصة تفيد أن الأمر كله لله وهو قوله تعالى :

{ قلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ } آل عمران154

والمعجز حقا أن تجئ هذه الآية لمرة واحدة توحيدية فردا نية بنظم الواحد الأحد ..

وهي آية كريمة تمثل شمولية الإحاطة الإلهية كما الإرادة الإلهية .. وفيها البيان الفصل والمشير الى حقيقة الختم والإرادة الإلهية في زمن الختم النهائي وزمن وعد الآخرة .. وفيه بيان وظهور خليفة الله المهدي عليه السلام وهو كما في قرائتنا لمصطلح [ الساعة في القرآن ] ذكرنا أنه أمر الساعة هوتعبير رمزي واضح عن علم الساعة وأمر الساعة ، وفي قراءة مصطلح علم الساعة قد جعله العلي القدير من عالم الأمر الإلهي ولهذا نسبها العلي القدير في القرآن الى ذاته العلية .. فوردت في القرآن الكريم بلفظ المصطلح [ أمرنا ] وهو على موازاة [ عبادنا ] وقد سبق شرحه في مباحثنا .. وقد جاء المصطلح وحسب الرصد القرآني بعدد [ 18 مرة ] انقسمت في جميع الآيات لتؤكد حقيقة أن الأمر الإلهي متمثل في تصوير فاعل للقدرة الإلهية العلية .. ومشيرة بدورها للفعل الإلهي ..

ومثال ذلك في قوله تعالى :

{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء73

{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24

{ حتى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24

{حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }هود40

{وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ... } هود58

{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } هود66

{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ }هود82

{وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }هود94

{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }المؤمنون27

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ }سبأ12

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52

{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ }القمر50

وفي جمع هذه الآيات المباركة التأكيد على حتمية ظهور القيادة الإلهية حاملة اللواء الرباني وهي إشارات واضحات لظهور خليفة الله المبارك في الأرض ناشرا العدل والقسط . وكما في شروحاتنا التفسيرية أن القرآن فيه الصورة المثال المبارك والأنموذج المبارك المراد .. وفي الآيات السابقة وهي المحتوية على مكنوز الإراة الربانية ... فشخصية الأنبياء عليهم السلام .. وسليمان عليه السلام تحديدا فيه إيماءة جليلة على حتمية التمكين من قلب الإرادة الإلهية ، فهي المصطلح التكويني للحالة الإلهية في الخلق والدليل على التمكين وبيان حالة الأمر كما وهو الدليل لحتمية ظهور خليفة الله المهدي عليه السلام مجددا وخاتما لدين الله في الأرض ..

[ الأنموذج السليماني المحمدي ]

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[ وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ملك الأرض أربعة: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمرود وبخت نصر، وسيملكها خامس من أهل بيتي ] .
أخرجه أبو الفرج ابن الجوزي، في تاريخه. : عقد الدرر في أخبار المنتظر: في بيان أنه من ذرية رسول الله صلى الله علية وآله وسلم .
وفي الآيات تثبت فيها وحي الإرادة وهو قوله تعالى :

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } فروح الأمر في الآية الدليل على الظهور المهدوي المقدس عيه السلام روحا من أمر الله مخصوصة [ من عبادنا ] يهدي إلى الصراط المستقيم : أي إلى خيار العدل الإلهي . " سورة الشورى " وفي سورة القمر تأكيد على حالة الأمر الإلهي في الخليفة وهو صورة البطل في القصص القرآني . وهو قوله تعالى :

{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ }القمر50 .

.وهو بلا ريب خليفة الله تعالى وهو أمر الساعة الآتي بغتة فجأة وسريعا كما هو دليل بيانه في القرآن والتوراة .. يحكم الأرض بالعدل وفي قوله تعالى :

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ } سبأ12.. هو مدلول رياح التمكين والثورة الإلهية . والمعروف أن الله تعالى يمكن لخليفته المهدي عليه السلام ، فيسخر لاه الريح وقوة الملائكة والجن والإنس تقدما بالعبودية الكاملة والختم النوراني للنبوة المصطفاة وهو قوله تعالى في سورة سبأ :

{ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ } ..

وفي قوله تعالى :

" من أمرنا مدلوله الخليفة والبطل الممكن .. في روح معظمة من أمر الله وكيف لا يكون ذلك وقد حباه الله تعالى قوة النور والأمر على الملائكة وجعل تعالى " جبريل وميكائيل بين ساقته .. فيتقدم نحو التحرير ببينة ووحي ملائكي من ربه .. خليفة الله موصول بالله يأمره الله تعالى ولا يأمره أحدا غيره ولهذا وصف في القرآن بأنه " أمر الله "

وفي قوله تعالى :

{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } وبأعيننا أي بأمرنا وروحنا . وفي سورة هود/37

يتكرر المصطلح القرآني [ بأعيننا ] دليل الرعاية الإلهية وهو قوله تعالى :

{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }هود37 .. وهي دليل سفينة آل محمد الطاهرين الخاتمة حيث ينقسم الناس في زمنه عليه السلام إلى فسطاطين وفي الحديث :

[عن عمير بن هانئ العبسي قال : سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الفتن و أكثر في ذكرها حتى فتنة الأحلاس فقال قائل : و ما فتنة الأحلاس ؟ قال : هي فتنة هرب و حرب ثم فتنة السرى أو السراء ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهماء لا تدع من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد .

هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه : أخرجه الحاكم في المستدرك رقم 8441

تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح .

والمخرج من الفتنه هو كتاب الله العزيز وهو خليفة الله تعالى وقرآنه في أرضة لايفترق عن قرآنه " لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " .

وقوله تعالى في الآية :

{ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } والمغرقون هم المجانبون لسفينة الخلاص ولخليفة الله المخلص فيكونوا آنذاك في فسطاط الكفر [ تجربه نوح عليه السلام : المثال ] . والملاحظ في نفس الآية وجود صورة الأمر الإلهي ..وهو قوله تعالى : { فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا } المؤمنون/27 .. والأمر هنا هو ليس خافيا فهو ليس أمرا معنويا ولكنه روحا والأعظم في خلقه بنص الحديث هو " خير الناس " خليفة الله المهدي عليه السلام .

وفي ختام الآية دليل التفصيل وهو المهدي الموعود محارب الظلم العالمي .. والدليل هو قوله تعالى :

{ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ } المؤمنون27

وفي معجم الطبراني قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

[لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ] رقم /10214 فهم الشجرة الخبيثة و ..المغرقون هم المهزومون والمجتثون من الأرض قال تعالى :

{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}إبراهيم26

وفي آيات هود السالفة جاء مصطلح أمرنا : في سورة هود أربع مرات وهو في قوله تعالى :

{حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا } {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً } {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً } {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } ..

وفي سورة الأنبياء : جاء التعريف بدور النور الخاتم في سياق المصطلح التكويني :

[ من أمرنا ]: أي من إمامنا : وهو خليفة الله خاتم الأئمة النورانيين عليهم السلام . من آل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم : {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } الأنبياء،73 : يونس/24

وهكذا نرى جدلية الربط بين خط الأمر والإرادة الإلهية وخط النبوة والولاية وهو ما أصطلح عليه في مباحثنا [ الولاية الكبرى ] . قول الحق الذي فيه يمترون :

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55

الإرادة الاستهوائية :

[ إِرادَةِ النَّسَب قال الله تعالى " وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى " قال الفَرَّاءُ : يريد يَهُوداً فحذف الياءَ الزائدةَ ورجَع إِلى الفِعْلِ مِن اليَهُودِيّة وفي قراءَة أُبَيٍّ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَو نَصْرَانِيًّا ] (17)

وهو ما يمكن الاصطلاح عليه بالإرادة الإستهوائية وهي إرادة الهوى والتفرد الغائي

وكان التهود الوثني الإسرائيلي المتضاد مع حركة الأنبياء عليهم السلام .. وهي ما عرف في المصطلح القرآني كما في المدخل [ الطاغوت ] . ...

وهو ما نعرفه في قرائتنا للمصطلح ب [ إرادة النفس والهوى ] .. (18)

قال تعالي في تبيان تيار الإرادة الشهواني :

{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27

وفي سياق هذا الفهم التحليلي للمصطلح نرى أن علم الإرادة يمكن تحديده إلى اتجاهين :

1ــ إرادة ربانية :

وتشمل جميع الحقائق الإنسانية ومناحي القبول والتفاعل الإيجابي منع هذه الإرادة المقدسة ويمكن وصفها ب [ الإرادة التطهيرية ] وأهم خصائصها هو حالة الجذب الإنسانية نحو عالم الملكوت المقدس ..لأنه لا يمكن الصعود والدخول في الدائرة الملكوتية إلا بامتزاج الروح .. في المادة فتصبغها بصبغة الله

{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138

وهي بالتمام أنموذج حزب الله الكامل بقيادة خليفة الله الكامل .

2ــ إرادة شهوانية :

" وهي إرادة الهوى وهي النقيضة للوحدانية المندفعة نحو تعظيم الذات وعبادة النفس وهو الهوى . يقول تعالى:

{ فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا } النساء135 وفي مدخل الآية : { {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ] والقوامة والتقويم الذاتي هو أساس منهاج القسط العادل .. والمختصر في منهاج الخليفة العادل القادم هو نفي التوجه نحو الذات خروجا بالحالة نحو التعويض بالروح .. فتنكشف المادة أمام نور الروح .. فتذوب الذاتية النفسية أمام تعظيم الربوبية .

والقرآن في كنوزه العظام يدفع الحالة الإنسانية بإرادة رحما نية نحو صبغة الذات الإنسانية بالصبغة الربانية وصفات الإرادة العلوية فيكون تعظيم الخالق للمخلوق ولو قلبت المعادلة لكان الطغيان والتجبر في الذات وهو الخسران المبين وهو التجلي الظاهر في قوله تعالى :

{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26

ومن اللذات الشهوانية الانغماس في الملذات والتوجه نحو الغدر والانتقام والجنوح لإثبات القتل والدموية وروح المؤامرة .. في الحالة الإنسانية وهذه الشهوانية هي أصلا من الموروث الإبليسي ..وحزب الشيطان .الكامل .

وقد عرفت دراستنا هذا الأنموذج الإستهوائي بالأنموذج الشيطاني ..أو الأنموذج الطاغوتي ..

وفي سورة يوسف عليه السلام قوله تعالى في قراءة المصطلح القرآني [ راودته ] : أي أرادته لمشيئتها .. والمشيئة الفردية هنا هي مشيئة استهوائية كما قلنا . وهو قوله تعالى :

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا } يوسف23

{ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ } يوسف 32

{ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }يوسف51

وفي الآيات الثلاثة خير تعبير عن جوهر مفهوم الإرادة الإلهية والنقيضة تماما مع جوهر الإرادة الفردية الإستهوائية ونقل الإرادة من إرادة روحية لإرادة مادية صرفة .. وبيان الحق في الآيات الكريمة ينفذ من خلال ظهور الحجة والبيان النبوي وهو غوث الهي ومدد ملكوتي لحالة إرادة النبي وهي إرادة في الأصل ملكوتية علوية ..

وهو فرز بين إرادتين كما هومبين .

وفي تفسير الطبري رحمه الله :

" عن السدي :

{ وراودته التي هو في بيتها عن نفسه } قال : أحبته ] (19)

وهنا لا نفهم من الآية الكريمة سوى عملية تضاد وتناقض بين إرادتين ونميل إلى الفهم الروحاني في التفسير وهو أنه قد همت به أي أرادته بقصد الهوى والنزعة المادية وهو أي النبي عليه السلام قد هم بالبعد عنها تجنبا للوقوع في المحظور والقصة الرائعة في المفهوم تؤكد في وعينا حسا فذا عند النبي في تبيان الحجة والدليل على عدم صحة حجة امرأة العزيز بشهود الواقعة وكان الاستدلال باستدعاء القصر والفرعون والنساء هو مدخل لتبان الحجة النبوية من خلال خلق عملية تمايز للوصول من حالة العرفان والحجة الى حالة التمكين والاستعلاء وأن القصص المروية في كتب التفاسير نراها أقل قامة من قدرتنا على استيعابها بسبب الغرق في التفسيرات الشهوانية المتناقضة مع إرادة التطهير العلوية .. والدليل بعيدا عن التفسيرات المادية هو ذات البيان القرآني في قوله تعالى وهو الحجة التي أنطق الله تعالى بها زوجة العزيز :

{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }يوسف51

.. وفيه بيان الحقيقة وحصحصة الحق وهو ظهوره وبيانه وهو شهادة زوجة العزيز بطهر يوسف النبي عليه السلام .

. وراودته كما ذكرنا بمعنى أرادته وهو ظاهر البيان في قوله تعالى :

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23

وقوله تعالى في وصف إرادة الاستهواء : الظالمون هو ظلم موقفي حكومي على الإتجاه الرسالي ومكنون الإرادة الإلهية المكنوزة في عمقه ..

والدليل الثاني على هزيمة وإخفاق التفسير المادي هو ما جاء في البيان والتوصيف القرآني أيضا في قوله تعالى :

{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }يوسف25

..وفيه الاتهام مع بيان الملاحقة من الخلف وهو يتجه مبتعدا عن محاولتها وقد القميص من الخلف هو حجة البيان الملكوتي للنبي عليه السلام .. ولو كان مواجها غير مستدبر لها لكان حجة منطقية لجمع المراقبين للحدث .. واستنجاد زوجة العزيز بالحكومة وهي عادة أهل القصر الغارقين في عبادة الذات الفانية :تزوير التقرير الموقفي لصالح زوجة الملوك المفسدين .. وكالعادة للنساء في القصور السطوة وإلا لما كان الحدث مبهرا في البيان وظهور الحجة لصالح قضية التطهير المتفجرة في القصر وهي بالحتم إظهار لإرادة علوية ربانية .. وكان على النبي عليه السلام أن يطرح حجته الظاهرة وبينتة لإثبات حالة التقديس وإرادة القدوس .. وحسب التوصيف القرآني :

{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ }يوسف26

وكان القميص الذي هو رمز البشارة لوحة إعلانية لحالة البراءة وإثبات لإرادة التقديس وظهور الرسالة ونور الحق في قلب المركز الوثني .. وفي الآيات التالية يوجد بيان الحجة وسقوط منهج المؤامرة والكيد .. وهو بالقطع يعبر عن جوهر إرادة جمعية حكومية وليس إرادة حفنه من النساء المستخدمات للمتعة في قصر الوثنية ..

{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ }يوسف27

{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }يوسف28

قال الطبري رحمه الله بعد تسجيله للآراء :

[ معناه : ولقد همت المرأة بيوسف وهم بها يوسف أن يضربها أو ينالها بمكروه لهمها به مما أرادته من المكروه لولا أن يوسف رأى برهان ربه وكفه ذلك عما هم به من أذاها لا أنها ارتدعت من قبل نفسها قالوا : والشاهد على صحة ذلك قوله : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء } قالوا : فالسوء هو ما كان هم به من أذاها وهو غير الفحشاء ] (20)

[ وأما قوله : { وشهد شاهد من أهلها } فإن أهل العلم اختلفوا في صفة الشاهد

فقال بعضهم : كان صبيا في المهد ] (21))

أما ظهور معجزة الصبي الرضيع ونطقه في المهد فهو الشاهد الإعجازي الذي ليس من السهل إنكاره كحجة بيانية ودورها في فضح طغيان الضغط الحكومي الفرعوني وسقوط التدخل المخابراتي في مواجهه الإرادة الإلهية في النبوة . وكان من ثمار هذه المعركة في صراع الإرادات هو تسلل الدفئ الإيماني الى قلب زوجة العزيز فأسلمت بدين التوحيد اليوسفي وسرعان ما انهار المشروع الطاغوتي الموهوم وأسقط الله تعالى بمنحة المعجزة إرادة الظالمين وصعد نجم النبي يوسف عليه السلام كتمثيل لإرادة الله العلوية ..وهو ما جاء بيانه القرآني على لسان النبي عليه السلام :

{ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } يوسف23

[قال محمد بن إسحاق : لما قال يوسف للملك :

{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } : يوسف55

قال الملك : قد فعلت فولاه فيما ذكروا عمل اطفير وعزل اطفير عما كان عليه يقول الله عز وجل :

{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف56

قال : فذكر لي ـ والله أعلم ـ أن اطفير هلك في تلك الليالي وأن الملك الريان بن الوليد زوج يوسف امرأة اطفير راعيل وأنها حين دخلت عليه قال لها : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين ؟ قال : فيزعمون أنها قالت : أيها الصديق لا تلمني فإني كنت امرأة كما ترى حسناء جميلة ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك على ما رأيت فيزعمون أنه وجدها عذراء فأصابها فولدت له رجلين : أفرائيم بن يوسف وميشا بن يوسف وولد لأفرائيم نون والد يوشع بن نون ورحمة امرأة أيوب عليه السلام وقال الفضيل بن عياض : وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق حتى مر يوسف فقالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته والملوك عبيدا بمعصيته ] (22)

وهو التمكين والظهور ليوسف النبي عليه السلام .. من سجين ومستضعف الى صعوده لأعلى سدة الحكومة وهو طلبه من الله تعالى أن يجعل له هذا الملك وهو قوله تعالى :

{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }يوسف55

وهكذا انتصرت الإرادة الإلهية بالظهور من خلال إرساء مشروع المعجزة والبيان وهو مفاد قوله تعالى في بيان الإرادة وقوة البيان كمدخل للهداية وهو معجزة الرحمن لخليفته في الأرض :

{ {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النساء 26

وهي كما قلنا إرادة متواصلة ومستمرة وصولا لإرساء مشروع الهداية الإلهية والتي فيها التوبة والظهور .. وهو خطاب مفتوح للمستقبل الواعد والموعود نحو الظهور المحتوم لوريث الرسالات وخاتم أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله المطهرين .. وهو خليفة الله المهدي عليه السلام .. وهو المهد وف من عمق التأويل والقصة ..فالله تعالى عندما يتوب على الولي ليس بالضرورة العقلانية أن يكون مخطئا ولكن هو تصعيد شمولي للحالة بالهداية من خلال التوبة ..وهي أعلى أشكال التطهير ، ولهذا جاء في القرآن الكريم بيان مهمات الإرادة المتواصلة في قوله تعالى : والذي يؤكد وجهتنا هو قوله تعالى :

{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27

وهي صورة قرآنية من المبالغة في رسالة التوبة المتواصلة للحالة الإيمانية .. وفي نظرنا هو حالة من المراقبة الربانية للحالة الروحية دفعا بها نحو اشتعال الثورة الروحية وهي أعلى أشكال الإرادة والممثلة من تحول الحالة من التوبة والهداية لسبيل المؤمنين وهي [ القيادة الإلهية ] ..

وفيه صورة توصيف قرآنية بالغة في الدقة من تحويل المشروع المقدس من حالة محاصرة إلي بلوغ العالمية من خلال قوة دفع الحالة الروحية المرسومة على قاعدة الأمر الإلهي و الإرادة الإلهية في الحالة الثورية الصاعدة في مواجهة الطاغوت وحالتهم الحاملة لكل أشكال الضغط والميول نحو الشهوانية الأرضية وهو التوصيف القرآني للحالة المضادة قال تعالى في نفس الآية :

{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27 ..

وأتباع الشهوات هو توصيف جمعي يرسم ملامح ثورة مضادة للقيم والإرادة الإلهية ... وهي التي تتجسد اليوم في منهج المؤامرات الإستكبارية لمجمع القوى الشيطانية أو ما يعرف اليوم بالمجمع الماسوني الشيطاني وهو الذي ظهر أول ما ظهر في قلب فرنسا ــ الماسونية الزرقاء ــ حاملة لكل أشكال الوثنية اليهودية والإفساد الإسرائيلي .. وقوله تعالى : { مَيْلاً عَظِيماً } هو توصيف لحالة الإفساد الكوني النهائي .. (23)

قال القرطبي رحمه الله :

قوله تعالى :

{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النساء26

قال القرطبي في تفسير الآية :

[ أي ليبين لكم أمر دينكم ومصالح أمركم وما يحل لحكم وما يحرم عليكم وذلك يدل على امتناع خلو واقعة عن حكم الله تعالى ومنه قوله تعالى :

: { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } : [ الأنعام : 38 ] .

على ما يأتي وقال بعد هذا :

{يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } [ النساء : 28 ]

فجاء هذا بأن الأول باللام فقال الفراء : العرب تعاقب بين لام كي وأن فتأتي باللام التي على معنى كي في موضع أن في أردت وأمرت فيقولون : أردت أن تفعل وأردت لتفعل لأنهما يطلبان المستقبل ] (24)

وفي الإعراب : اللام زائدة ولكنها أعطيت حكم لام التعليل و أفادت زيادة اللام تأكيدا لإرادة التبيين ، والمعنى : يريد الله أن يبين لكم ما هو خفي عنكم من مصالحكم " وفي سورة النساء .. الآيات الثلاث هي عامة لإرادة الله في المسلمين { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} البقرة : /185

وفي سورة الأحزاب قوله تعالى : {

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

وقوله تعالى :

َ { و يُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ }الأنفال7

وهي إرادة تطلب حثيثا إحقاق الحق بكلماته .. وفي تفسيرنا للآية الكريمة وهو ما عبرنا عنه في شروحاتنا .. وهو الظاهر البين في قوله صلى الله عليه وآله وسلم في تحديد وجهة الحق للمسلمين : [ إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله تعالى وعترتي لا يفترقان حتى يردا على الحوض ] (25)

[ أخرج الطبراني في الأوسط عن أم سلمه قالت سمعت رسول الله يقول علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ] .. (26)

[ عن أبي سعيد التميمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال دخلت على أم سلمة فرايتها تبكي وتذكر عليا وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة ]

(27)

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : في حق علي عليه السلام :

[اللهم أدر الحق مع علي حيث دار] (28)

وذكر أبو العباس بن تيمية في منهاج السنة النبوية :

يتبع بقية البحث في الحلقة الثانية بمشيئة الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

___________

نشر في موقعنا : موقع الساجدون في فلسطين

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11