الأحد، 19 سبتمبر 2010

ثورة المصطلح القرآني وغاياتها الحضارية ــ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي


ثورة المصطلح القرآني وغاياتها الحضارية

الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

*************

عندما طرحنا مصطلح الثورة في القرآن قبيل عشرة سنوات إنما كنا نخطو نحو التأكيد على مسيرتنا ووجهتنا النورانية في وضع الرؤية القرآنية وكذا المصطلح القرآني في مقام روح الثورة الالهية .. في زمن وعمق تاريخي يقف بالتضاد الزمني الإرادي مع وجهتنا فهم القرآن بروح الثورة الروحية .. حيث أصدرنا بقوة روح النبوة التي تسكننا نحن العترة المحمدية كتابنا الموضوعي بعنوان ( الأزمة الروحية والثورة الروحية ) والصادر عام 1992 ميلادي .. كنت أستهدف شخصيا الارتقاء بالفكرة الروحية في العقل الاسلامي حيث كنت وقتها مطاردا للاحتلال الصهيوني فترة طويلة وكنت قائدا عاما لحركة الجهاد الاسلامي في الانتفاضة الأولي فترة غطت روحها وعمقها بالوعي الالهي ,, حاولت استنهاض الأمة وإمداد روح الثورة الالهية في فلسطين بروح الله وروح النبوة والعترة والصالحين المتبعين لهم عليهم رضوان الله تعالى أجمعين مستنهضا العقل الاسلامي بضرورة تجاوز حالة الركون الديني والجمود العقلي الذي هيمن على العقل الاسلامي بضغوط الأعراب الأشد كفرا ونفاقا .. وحول الموروث الاسلامي التاريخي الحزين والمؤسف في التراجع إلى قوة تبريرية تقف عائقا دونما النهضة وفكر النهضة ..

ولما رأيت المساحة التنظيمية تضيق ذرعا بوجهتي التجديدية رحلت عن الحياة السياسية غير متأسف عليها بسبب انجرارها لتيه التسلط الفئوي والمذهبي وتحويل الأحزاب إلى بؤر لجمع المال والمنصب ..

وكأن الثورة وهي بنت السر صنعها رجال الملوك وأبناء الطبقات الثقافية لمقام عبادة الذات الفانية !! ونحن الحزانى المنتظرون للفرج الالهي .. و الذين ننتظر الغوث الالهي لا مكان لنا بين طلاب تجارة المال والأوطان .. لهذا ووجه فكرنا وثورتنا الروحية النقدية لواقع الخيانة للرسالة بعنف بحجة الخطر على قيادة هذه المنظمات التائهة والغريبة أصلا عن روح الاسلام والثورة ..

وحملت أسماء ولم تحمل لا جوهر الروح ولا جوهر الرسالة التجديدية .. رفعت راية التجديد

ولهذا كانت رسالة الافتراق الأخيرة لهذه القيادات :

( أنتم وقيادتكم كالقطة التي تأكل أبنائها ولا موقع للمحمديين وأبناء النبوة المطهرين بينكم ..!! لهذا قررنا أن نكون الفعل التجديدي للثورة الالهية لا رد فعل مناوئ يلهي الثورة الالهية وحملة راياتها التجديدية لمصالح كراسي السوء الملعونة ..

وكما قلت قبيل أكثر من ثلاثين عاما في بداية التسعينات :

إن الحركة الاسلامية في فلسطين والعالم العربي تعيش أزمة عميقة وبين فكين وهي الأزمة الروحية والروح الغارقة عن الثورة الالهية !! وهذا كله وكما أشرنا في كتابنا ( الأزمة الروحية والثورة الروحية ) إنما هو بسبب : ( أزمة الفقه الثوري أوهوغياب الفقه الثوري عن مساحة التجديد الاسلامي .. إنما نعود ونؤكد خطورة هذه المسألة وعلاقاتها بالأزمة الروحية الاعتقادية ذاتها .. أزمة فهم العقيدة المجردة من كل نوازع الذات انه .. الفراغ العقيدي العاجز عن مواصلة الثورة والحركة التغييرية ونقلها من الواقع المزيف إلى الواقع الملموس .. )

كتابنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية : طبع في غزة هاشم 1993 م ، ص 9 ،10

هذه الأزمة وهذه العقيدة هي الرؤية التاريخية المكونة لأبجديات نظريتنا الثورية .. والتي هي تحتاج إلى نظرية قرآنية ثورية ... قادرة على صنع الوجهة المرادة لثورتنا المجيدة في زمن العالمية الخاتمة .. وقلت ناقدا ثقافة التيه .. التي تقود انتفاضتنا وجهادنا في الأرض المقدسة نحن ذراري النبي الأقدس صلى الله عليه وآله الطاهرين :

( وهذا الواقع المعقد لا مخرج منه إلا بالتوجه الروحي العبادي الذي يجب أن يكون في الأساس ظاهرة بنيوية مركزية في الحالة الاسلامية الجهادية في صراعها مع المجتمع المعادي .. ونحن في فلسطين وفي ظل القاعدة الصراعية المركزية كيف يمكن تبرير واقعنا الأزموي وفلسطين هي القاعدة المقدسة وأداة الرباط الالهي في وجه الافساد والتزييف وسياسات التكذيب ، ــ متسائلا ــ : وهل في ظل هيمنة أتباع المسيخ الدجال في فلسطين يمكن الانتصار بالمعادلة ذاتها .. ؟؟ فماذا سيشكل الدجل السياسي والتآمر التنظيمي والصراع الحزبي المعقد والمفرغ من أي معايير روحية أو أخلاقية ثورية في وجه ظاهرة الافساد العبري الصهيوني الذي وصل الآن ذروته ، حيث يعلوا اليهود بانتظار أمير السلام الدجال ذاته ، لاكتمال مملكة التزييف والدجل الصهيوني في العالم .. لقد جربنا الدجل طوال مرحلتنا الصراعية .. جربنا دجل القيادات الرمزية الثورية !! وجربنا دجل التنظيمات والأحزاب وتراكماتها الحزبية المعقدة !! جربنا في كل هذا السياق وداخل وطننا الاسلامي المقدس تحديدا أشكال الصراع الاسلامي الوطني .. فماذا هي النهاية ؟؟ الافلاس في التكامل المنهجي.. الافلاس في تحقيق البرامج .. الافلاس في صياغة المنهج الثوري الذي عاش هو الأخير في أزمة الانهيار الأخلاقي والروحي ذاتها .. وبالتالي فقدت هياكلنا روح المنهجية القرآنية وتحطمت الوسائل بفراغ هذا التوجه .. )

نفس المصدر السابق : كتابنا : ( الأزمة الروحية والثورة الروحية ) : ص 16 ، 17

لهذا ننشد في وجهتنا وبعد حوالي سبعة عشر عاما نعود لنؤكد الوجهة الروحية لنظريتنا الاسلامية والقرآنية المواجهة .. ولنؤكد من جديد في ثقافتنا وكلية رسائلنا على ضرورة لازمة وهي القراءة الجديدة للتفسير القرآني : قراءة تتناسب وحجم المطلب الالهي في إقامة صرح العالمية الالهية الخاتمة .. وهل الفكر التقليدي الموروث في ثقافتنا التفسيرية يمكن أن يصنع ثورة إلهية في خضم ثورة عارمة مضادة من الاختلاف والتشتت أفرز رؤى مذهبية غريبة حتى عن روح الاسلام وكأنه يتحقق قول جدي

الرسول صلى الله عليه وآله الطاهرين :

( يأتي على الناس زمان لا يبقى من الاسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، يعمرون مساجدهم وهي من ذكر الله خراب ، شر أهل ذلك الزمن علماؤهم ، منهم تخرج الفتنة وإليهم تعود ، يعنى أنهم يعلمون ولا يعملون بواجبات ما علموا . ] !!

ذكر الحديث : القرطبي : ( تفسير القرطبي ) الوفاة : 671 ، المجموعة : مصادر التفسير عند السنة ،

سنة الطبع : 1405 - 1985 م ، الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان

وفي نهج البلاغة من كلام أخا سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الطاهرين :

الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام :

[ وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله . وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه . ولا في البلاد شئ أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر . فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته . فالكتاب يومئذ وأهله منفيان طريدان ، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو . فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ، لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا . فاجتمع القوم على الفرقة . وافترقوا عن الجماعة . كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم . فلم يبق عندهم منه إلا اسمه ، ولا يعرفون إلا خطه وزبره . ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة ، وسموا صدقهم على الله فرية ، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة وإنما هلك من كان قبلكم بطول آمالهم وتغيب آجالهم ، حتى نزل بهم الموعود الذي ترد عنه المعذرة ، وترفع عنه التوبة ، وتحل معه القارعة والنقمة ]

نهج البلاغة : خطب الإمام علي (ع) : الجزء : 2 ، ص 31 ، الوفاة : 40 ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه ، تحقيق : شرح : الشيخ محمد عبده ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1412 - 1370 ش ، المطبعة : النهضة – قم ، الناشر : دار الذخائر - قم – إيران " (4) ما مثلوا : ما شنعوا ، (5) فرية بالكسر : أي الكذب ..( 6) القارعة : الداهية المهلكة ..= العلامة المجلسي : ( بحار الأنوار ) : ، الجزء : 18 ، ص 146 ، الوفاة : 1111 ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : عبد الرحيم الرباني الشيرازي ، الطبعة : الثالثة المصححة ، سنة الطبع : 1403 - 1983 م ، الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان = الشيخ هادي النجفي : ( موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) ) : ، الجزء : 1 ، ص 266 ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1423 - 2002 م ، المطبعة : دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان ، الناشر : دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان

0 انه حقا زماننا ونحن نعيش في فكر الرويبضة وحثالات الناس علائم الساعات الأخيرة من الدنيا .. إن قراءة موضوعية نقدية لهذا التراث الاسلامي باتت مسألة ضرورية في ثورتنا التجديدية المقبلة والتي أطل زمانها .. نحو زرع ثقافة الخليفة الالهي العادل عليه السلام ..

( الثقافة المهدوية ) هي الثقافة السماوية الملكوتية وليست ثقافة الطوائف التي أغلبها لن يكون لها في الحب الالهي نصيب !! وخليفة الله المهدي الخاتم هو بلا شك قائد مسيرتنا نحو العالمية الربانية المحمدية (1) ثورة السماء في وجه الاختلاف الأرضي ، والذي لن ينجو من فتنته إلا ما رحم ربي .. قول الحق الذي فيه يمترون :

{ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{119} : سورة هود : 117 ــ 119

(1) قرائتنا الموسوعية في المصطلح القرآني : ( مصطلح العالمية الربانية ، مصطلح العالمية الالهية المحمدية ) : نشر في موقع : شبكة الأبدال العالمية على شبكة الانترنت :

{ وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ{121} وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ{122} وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{123} : سورة هود : 121 ــ 123

يحكم بالقوة الالهية ويقوم بسلطان العدل الالهي على منهاج شريعة جده المصطفى صلى الله عليه وآله الطاهرين .. ويرسي ثقافة المطهرين في آفاق الدنيا غير عابئ عليه السلام بدول الطوائف المقيتة والمتلاعنة وحثالات اللعن التاريخيين فكلهم آتوه باذن الله .. في محكمة الجزاء الالهية الأرضية .. يلعنون بعضهم بعضا في الدنيا قبل الآخرة !! ..

{أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }آل عمران87

إنها العقول الممسوخة والتي مسخها إبليس والدجال منذ قرون ..

وليس غريبا أن نهاجم اليوم ونحن نطرح الفكر الثوري المحمدي على نواصي مشهودة .. فيقولون : بأنه ليس في الاسلام ثورة !! يريدونها أموية ظالمة على النبوة والعترة حتى يوم القيامة .. !!

وعلى هذا السبيل نشرت قبيل عشرة أعوام قرائتنا لمصطلح ( الثورة في القرآن الكريم ) .. لنؤكد بالدليل القرآني ثورية روح القرآن .. وثورية الاسلام التي لا تلتقي بالمطلق مع أنصاف الحلول والمشاريع التوفيقية والتلفيقية في استخراج الدليل الشرعي لغايات الأمة المحمودة .. لهذا نؤكد على الضرورة الكامنة في عنواننا :

( ثورة المصطلح القرآني وغاياته الحضارية ) .. هذا و إن ربط المصطلح القرآني بمفهوم الثورة يعطيه زخم من حالة التهييج الفاعلة نحو تبيان جوهر المصطلح ونوره وفلسفته .

موسوعتنا في المصطلح القرآني : ( مصطلح الثورة في القرآن الكريم ) : نشر على موقعنا " موقع المصطلح القرآني " على شبكة الانترنت

والمحدد لهذا التوجه على الدوام هو قوة التفصيل القرآني بشموليته .. وأعمال الاستقراء اللازمة للوعي بمكنون المصطلح القرآني تأويلا وحديثا .. والتي في كشف أسرارها تأكيد لمعالم الحالة النورانية في عمق النبوة والحقيقة المحمدية ... وهو قوله تعالى:

َ{ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً }الإسراء12
والتفصيل كقوة تبيان إلهية محمدية : تكون باتجاهين :

ومكنونه هو تفسير سياق آيات القرآن فتحدد الجوهر المراد وهو ما نعرفه في علم المصطلح القرآني .. بقراءة أسس " علم التأويل القرآني " وهو العلم الموروث عن بيت النبوة المكرمين ( بيت المطهرين ) وعلم التأويل هي الوصول إلى عمق " الحقيقة الالهية القرآنية " المرادة في القرآن ... والقتال الاستشهادي من أجلها والثبات على أحقيتها دينا وعدلا ونورا .. ونار على أعداء الملة [ أن علي بن أبي طالب سيقاتل على التأويل كما قاتل النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين على التنزيل] (1)

(1) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 137= ينابيع المودة ج2 / 107، 112 الباب 59= النسائي: خصائص أمير المؤمنين ص 116 رقم 156 = تاريخ مدينة دمشق ج42/ 455، 452 = أسد الغابة مجلد3/ 610= تفسير العياشي مجلد1/ 17 رقم 14= الطبقات الكبرى ج2/ 257

وفي غزوة الحديبية : ( أقبل سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين فقال له : يا محمد إن أرقاءنا لحقوا بك فأرددهم علينا ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين ، حتى تبين الغضب في وجهه، ثم قال : " لتنتهن – يا معشر قريش – أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للإيمان يضرب رقابكم على الدين " فقال بعض من حضر : يا رسول الله ، أبو بكر ذلك الرجل ؟ قال : " لا " قيل فعمر ، قال : " لا ، ولكنه خاصف النعل بالحجرة " فتبادر الناس إلى الحجرة ينظرون من الرجل ؟ فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (1)

(1) الإرشاد : ج1/ ص 122 = نحوه في المستدرك على الصحيحين 2 / 149 رقم 2614 = تاريخ بغداد 1/ 133= تاريخ دمشق ج42/ 452 رقم (9032) ، وللحديث مصادر وروايات عدة صحيحة في مصادرنا الاسلامية ..

وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين على أصحابه فقال :

" إن منكم من يقاتل على التأويل فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله ؟ فقال : لا ، فقال عمر : فأنا يا رسول الله ؟ قال : لا، فأمسك القوم ونظر بعضهم إلى بعض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين " لكنه خاصف النعل وأومأ إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وانه المقاتل على التأويل إذا تركت سنتي ونبذت، وحرف كتاب الله ، وتكلم في الدين من ليس له ذلك فيقاتلهم علي على إحياء دين الله عز وجل " (2)

[قوله صلى الله عليه وسلم لعلي :

تقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ] (3)

(2) الإرشاد : ص 124 = البداية والنهاية م4/ ج7/ ص 327 = أسد الغابة م3/ 610 = ينابيع المودة ج2/ ص34 باب 59 ، ص 107= فصلناه في : كتابنا : ( أهل البيت الولاية ، التحدي ، المواجهة ) : ص 316 ، عنوان " علي يقاتل على التأويل "

(3) رواه النسائي في الخصائص " تهذيب الخصائص ص 88 . = وأخرجه الإمام أحمد في المسند ، والحاكم في المستدرك ( 3 ) = مسند الإمام أحمد 3 / 82 ، المستدرك للحاكم 3 / 122 .( ستوسع بمشيئة الله تعالى في موضوع التأويل في دراستنا التالية في هذا الموقع بعنوان :" دور معركة التأويل في علم المصطلح القرآني " للشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي .. "

[ أخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين قال لعلي : " انك تقاتل على القرآن كما قاتلت على تنزيله " (3) …. ]

(1) الأصفهاني : ( حلية الأولياء ) – م1/105 ، رقم الحديث 200

[وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن منكم من يقاتل على تأويله ، كما قاتلت على تنزيله ، قال : فقال أبو بكر وعمر أنا هو ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا ، ولكن خاصف النعل ( 4 ) .

( 4 ) مسند أحمد بن حنبل : ج 3 / 33 .

[… أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، أخبرنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن سليمان الأحمس عن أبيه قال : قال علي بن أبى طالب : " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما أنزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً ناطقاً " (3) ]

(1) ابن سعد : الطبقات الكبرى ج2/ص257 = تاريخ الخلفاء للسيوطي ( نفسه ) ص 146 = راجع كتاب: إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل البيت الطاهرين ، ص 162 (على هامش كتاب نور الأبصار في مناقب آل البيت الأخيار – للعلامة سيد الشبلنجي)

[ … وعن أبي الطفيل قال : قال علي بن أبي طالب : " سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل " (4) . ]

(2) ابن سعد : الطبقات الكبرى ص 257 = تاريخ الخلفاء ص 146 = ينابيع المودة ج1/ 168

وعلم المصطلح هو السبيل للولوج إلى مكامن القرآن وهو مفاتيح من نور الله في الغيب خصه تعالى بمعاليه المنتجبين .. ولمن اختصهم وحباهم من نوره .. بصرا وبصيرة ... وفي دراساتنا حول المصطلح (2)

(2) يقدم الباحث الاسلامي بمشيئة الله تعالى : مجموعة من الأبحاث المهمة في علم المصطلح القرآني قريبا : تنشر بمشيئة الله تعالى على موقع المصطلح القرآني ..

نختصره في القول إن المصطلح القرآني هو خلاصة أنوار القرآن في آياته ... ومنه ينبثق حقائق التنوير .. لهذا بدأت ولا زالت المؤامرة لتحريف المصطلح عن مكنوناته بزيف من دجل الأقلام النفاقية المسمومة ودعاة المذهبية السوداوية .. وصدق الرسول الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم في إشاراته:

" أن أكثر منافقي أمتي قراؤها " : رواه : الطبراني

[حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن عبد الرحمن ابن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن أكثر منافقي أمتي قراؤها ]

الإمام احمد بن حنبل : ( مسند احمد ) : الجزء : 2 ، ص 175 ، الوفاة : 241

، مسند عبد الله بن عمرو ، الناشر : دار صادر - بيروت - لبنان

والمصطلح القرآني في زمن النهضة الخاتمة : إما إن يقف عاملا محركا لأوار الثورة السماوية القادمة .. ويؤدي رسالة المقسطين العادلين .. وإما أن يكون خنجرا مسموما يبنى عليه مشروع المفسدين المتسترين بالقرآن .. وهنا لا مناط ولا خيار أمامنا سوى الانحياز لمشروع النهضة الاسلامية القادمة قال أمير المؤمنين .. الإمام علي ( عليه السلام ) :

" رسل الله سبحانه تراجمة الحق والسفراء بين الخالق والخلق "

محمد الريشهري : ( ميزان الحكمة ) : الجزء : 1 ، ص 291 ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : دار الحديث ، الطبعة : الأولى ، المطبعة : دار الحديث ، الناشر : دار الحديث

وهذا الموضوع لا نريد في تعليقات القراء والمشاركين إطراء لا يفيد نور ثورتنا ولكن ما نريده هو تحقيق الارادة الالهية في العقل الاسلامي .. والتقدم بالمشاركة في الحوار في هذا الملف الخطير خروجا من عمق الأزمة الخانقة .. والحلول الأزموية والحفاظ على التقليد المسموم العقيم قاتل مشروع النهضة القادمة ...

ولكن بالتقليد الحضاري الحواري القادر على وحدة الأمة .. وليس الحل الهروبي باغلاق الملفات وحذفها بحجج واهية معروفة ومكشوفة ، ومذهبية مذهوب روحها .. ورفع شعارات الطائفية القاتلة البغيضة !!

فنحن بثورتنا المهيبة لا نرغب أن نسحب البساط من تحت أحد بالقطع لا لا !! ولكننا نرغب علانية بسحق كل محاولة للتخلف المجلل بالزيف وعمائم الافساد العالمي !!

" لا الدجال أخوفني عليكم ولكن الأئمة المضلون "

[عن أبي الدرداء قال عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون ]

الإمام احمد بن حنبل : ( مسند احمد ) : الجزء : 6 ، ص 441 ، الوفاة : 241 ، الناشر : دار صادر - بيروت - لبنان

[- إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ]

جلال الدين السيوطي : ( الجامع الصغير ) : الجزء : 1 ، ص 334 ، رقم الحديث 2190 ، الوفاة : 911 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1401 - 1981 م ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت

[غير الدجال أخوف مخوفاتي عليكم ثم حذف المضاف إلى الياء ومنه أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون معناه أن الأشياء التي أخافها على أمتي أحقها بأن تخاف الأئمة المضلون ]

النووي : ( شرح مسلم ) الجزء : 18 ، ص 64 ، باب ذكر الدجال ، الوفاة : 676 ، سنة الطبع : 1407 - 1987 م ، الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان

وهكذا قرن الحديث النبوي الشريف مصطلح ( الأئمة المضلون ) بمصطلح الدجال السامري ..

أنظر : الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي : ( موسوعتنا في المصطلح القرآني ) ( باب مصطلح السامري الدجال ) =

و دراستنا المنشورة على مركز دراسات أمة الزهراء بعنوان : ( المسيخ الدجال وأساطيره الزائفة )

وعلى : منتدى فلسطين للأبد ومنتدى الأقصى الأسير الثقافي :

: > http://www.palestineonly.net/vb/showthread.php?t=77558

وعلى موقعنا : موقع الساجدون في فلسطين :

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/09

وكان الأئمة الضالون هم الاضلاليون الذي قلبوا التاريخ وفسروا القرآن حسب أهواء الملوك الكسرويين ، فغير روح القرآن الكريم ومعالم التنزيل . .. وحتى تمر هذه المؤامرة السفيانية الأعرابية شنوا حربا لا هوادة فيها لتغيير معاني المفردات القرآنية عبر التلاعب اللغوي وبالتالي غيروا مقاصد التنزيل في المصطلح القرآني ؟؟ ولم نعد نسمع من تلك التواريخ الظلامية في حياة المسلمين شيئا اسمه المصطلح القرآني ولا حتى المصطلح الحديثي المتوائم مع نسيج القدسية القرآنية .. والتي هي التفصيل المقدس للقرآن المقدس .. وذهبوا بعيدا عن غاياتنا المرجوة في البحث عن علم المصطلح الحديثي فسره العاجزون ممن تمنهجوا على هذه المدارس الظلامية فخدعوا الأمة المحمدية عبر القرن الماضي فقال

جهالهم أن علم مصطلح الحديث هو البحث في الحديث الضعيف الموضوع والبحث في درجات الحديث وتأليف علم الحسن والضعيف في الحديث !!

وابتعدوا عن منهاجية الحق والباطل في القرآن وان الحديث النبوي هو صميم التفصيل القرآني وليس كلام المفسرين الاستهوائيين !! فلما انكشفت لعبتهم التبريرية لجئوا لعلم تلفيقي جديد وهو علم التوفيق بين الأحاديث النبوية الشريفة خشية كثرة التعارض ؟؟ والأصل هو الفصل أن القياس الحديثي ليس منهاج المفسرين الحكوميين بل مرجعية الحديث هي القرآن الكريم والمصطلح القرآني ، ولهذا كانت ثورتنا التجديدية تكشف عرى الزيف لثبات الحق الالهي وعودة القرآن وعلم التأويل لأهله المطهرين والراسخون في العلم .. والمتفق عليه في الحديث الشريف وكلام أهل البيت المطهرين عليهم السلام والمسلمين جميعا ..

هو رد الحديث على القرآن: " فان وافق كتاب الله خذوه وان خالف كتاب الله فأضربوا به عرض الحائط .. "

وعن سيدنا الامام الصادق عليه السلام قال :

( إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق

كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردوه )

الشيخ المفيد : ( جوابات أهل الموصل ) : ، ص 47 ، الوفاة : 413 ، المجموعة : فقه الشيعة إلى القرن الثامن ، تحقيق : الشيخ مهدي نجف ، الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1414 - 1993 م ، الناشر : دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان

ولا يمكن رد الحديث إلى القياسات العامة ولا الخاص ما دون كتاب الله تعالى .. لما ورد في تعليقات المصادر الحديثية : [ بإسناده عن الصدوق أبي جعفر محمد بن بابويه في الصحيح عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : " قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فذروه ، فإن لم تجدوهما في كتاب الله فاعرضوهما على أخبار العامة ، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه ]

المحقق البحراني : ( الحدائق الناضرة ) : الجزء : 1 ، ص 95 ، الوفاة : 1186

المجموعة : فقه الشيعة من القرن الثامن ، الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

فكيف بما ورد من كتب العامة حسب النقول موافق للقرآن وأغلب ما ورد في كتب الموالاة لأهل البيت علبهم السلام من الأحاديث موجودة في المصادر الموالية لأهل البيت عليهم السلام .. لكننا نؤكد في ثورتنا الحديثة في علم المصطلح القرآني والتي لا تقف عند حدود النقول بل تذهب عميقا إلى النور الالهي في الحديث النبوي ..

وليس بالضرورة أن تأخذ هذه الثورة المعرفية الروحية كل الموروث المذهبي .. فهو ليس حجة بالمطلق في زمن الحجة وزمن الخليفة الالهي عليه سلام الله ورضوانه : اللهم إلا ما وافق كتاب الله تعالى .. وكل هذا سيؤخذ من الامام عليه السلام لا من المصادر الموروثة التي في طياتها الغث والسمين !! وغالبيتها تنزع نحو الطائفية والمذهبية على حساب وحدة المنهج الالهي والتوحد في قراءة المصطلح القرآني والحديثي ، والأصل القياس الحديثي بروحيته الثورية على العلم القرآني لا على المذاهب !!

وفي كتاب البحراني رحمة الله كلام جميل وجليل الجهد يوافق منهجيتنا .. وهذه وجهتنا عن سادتنا وأجدادنا المكرمين من بيت النبوة عليهم السلام ...وما ورد عن حضرات الأئمة المطهرين هو عدم التعجل في التكفير على الموحدين لطالما هم على الاسلام والتوحيد .. وهو ما ذكر لسيدنا الامام الصادق عليه السلام : " انهم لا يوالوننا ( فقال له أتراهم يصلون ، قال السائل بلي ، فقال الامام الصادق عليه السلام إذا سيعرفوننا ) .. ومجمل كلام السادة المباركين جوهرة وعينه هو كلام جدهم سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وأما الملحق بالرواية في كتاب البحراني : (، فإن لم تجدوهما في كتاب الله فاعرضوهما على أخبار العامة ، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه ) .. ونرى أن هذه الفقرة زيادة على كلام الشريف جدنا الصادق عليه السلام .. وليس هذا منهجنا أهل البيت عليهم السلام في

المخالفة للجمهور وهذا كلام سيدنا الأمير على بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة وغيره :

( نحن النمط الأوسط فألزموه ، و ألزموا السواد الأعظم فإن يد اللّه مع الجماعة

قال : " و من كلام له في محبّيه و مبغضيه : و سيهلك فيّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحب إلى غير الحقّ ، و مبغض مفرط يذهب به البغض غالى غير الحق . و خير الناس فيّ حالا النمط الأوسط فألزموه ، و ألزموا السواد الأعظم فإن يد اللّه مع الجماعة " (1) وفي خطبته المطولة عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :

( وسيهلك في صنفان : محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق . وخير الناس في حالا النمط الأوسط فألزموه ، وألزموا السواد الأعظم ، فإن يد الله على الجماعة ، وإياكم والفرقة ، فإن الشاذ من الناس للشيطان ، كما أن الشاذ من الغنم للذئب . ألا من دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه ، ولو كان تحت عمامتي هذه ، فإنما حكم الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن ، ويميتا ما أمات القرآن ، وإحياؤه الاجتماع عليه ) (2)

(1) كتاب : ( روائع نهج البلاغة ) : ص 133 ،

(2) شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد ، الجزء : 8 ، ص 133 ، الوفاة : 656 المجموعة : ـ القسم العام ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، الناشر : دار إحياء الكتب العربية - عيسى البابي الحلبي وشركاه= : محمد الريشهري : ( أهل البيت في الكتاب والسنة ) : ص 527 ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصادر سيرة النبي والأئمة ، تحقيق : دار الحديث ، الطبعة : الثانية ، مع التصحيح والإضافات ، سنة الطبع : 1375 ش ، المطبعة : دار الحديث ، الناشر : دار الحديث=

(1263 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال لي النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فيك مثل من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به . ثم قال : يهلك في رجلان : محب مفرط يقرظني بما ليس في ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ( 1 )

( 1 ) نفس المصدر السابق : محمد الريشهري : ( أهل البيت في الكتاب والسنة ) : ص 530

( ومفهوم الحديث : ارقبونا في سواد الأمة ) .. إذا فالحل هو القرآن وليس كلام العامة ولا الخاصة !!

[ وكل ما خالف القرآن يضرب به عرض الحائط كما استفاضت به أخبارهم ( عليهم السلام ) من عرض الأخبار على القرآن فيؤخذ بما وافقه وما خالفه يضرب به عرض الحائط ] .. [وقد استفاضت الأخبار عنهم

( عليهم السلام ) بأن ما خالف كتاب الله يضرب به عرض الحائط وأنه زخرف ( 1 ) ]

نفس المصدر السابق : المحقق البحراني : ( الحدائق الناضرة ) : الجزء : 1 ، ص 184= ج4 ، ص 281

[ وفي الفقه الإسلامي وأدلته عن الشافعي أنه قال : " إذا صح الحديث فهو مذهبي . واضربوا بقولي عرض الحائط . " ( 1 ) وفي ذيل مبادي نظم الحكم في الإسلام : " كان الإمام أحمد يقول : لا تقلد في دينك الرجال ، فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا . و من ترك الحديث وأخذ بقول الرجال فقد ترك من لا يغلط إلى من يغلط . " . . . إن أبا حنيفة كان يقول : " هذا رأيي ; فمن جاء برأي خير منه قبلته . " وإن الإمام أحمد كان يقول : " لا تقلدني ، ولا تقلد مالكا ، ولا الشافعي ، ولا الثوري . وتعلم كما تعلمنا . " ( 2 ) إلى غير ذلك مما حكي عن الأئمة الأربعة في شأن آرائهم وفتاواهم . نعم ، الأئمة الاثنا عشر من العترة الطاهرة ( عليه السلام ) لهم ميز بلا ريب ، لأنهم أهل البيت ، و أهل البيت أدرى بما في البيت ، وقد جعلهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عدلا للكتاب العزيز وقرينا له في حديث الثقلين المتواتر بطرق الفريقين . ]

الشيخ المنتظري : ( دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية ) : الجزء : 2 ، ص 83 ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : فقه الشيعة من القرن الثامن ، الطبعة : الثانية في إيران

، سنة الطبع : شوال 1409 ، المطبعة : مكتب الإعلام الإسلامي ، الناشر : المركز العالمي للدراسات الإسلامية = وفي السياق ذكره : الشوكاني ( نيل الأوطار ) الجزء : 6 ، ص 83 ، الوفاة : 1255 ، سنة الطبع : 1973 ، الناشر : دار الجيل - بيروت - لبنان

[ وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافقه فاقبلوه ، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط . فبين أن الكتاب حجة ومعروض عليه ، وكيف يمكن العرض عليه وهو غير مفهوم المعنى ؟ ]

الشيخ الطبرسي : ( تفسير مجمع البيان ) : الجزء : 1 ، ص 39 ، الوفاة : 548 ، المجموعة : مصادر التفسير عند الشيعة ، تحقيق : تحقيق وتعليق : لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م ، الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان = ذكر في سياقه : الذهبي : (سير أعلام النبلاء ) : الجزء : 10 ، ص 73 ، الوفاة : 748 ، المجموعة : أهم مصادر رجال الحديث عند السنة ، تحقيق : إشراف وتخريج : شعيب الأرنؤوط / تحقيق : محمد نعيم العرقسوسي ، الطبعة : التاسعة ، سنة الطبع : 1413 - 1993 م ، الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت – لبنان

واختلاف الروايات وآراء العلماء السالفين والمعاصرين مهما بلغوا ليسوا بحجة أمام النص النبوي وأقوال الأئمة عليهم السلام فهم الحجة مع القرآن

.. والاجماع بعدهم إذا خالفهم لا دليل فيه و يوقف حجية عرض الدليل على القرآن بكلية وجوهه ..

وتضافر الأدلة يكشف عن صحة التوافق بين المصطلح الحديثي والقرآني والتي قلما يكون فيه وجهة اختلاف إلا في حركة الأفهام .. وثورة المصطلح القرآني المرادة اليوم في غاياتنا الحضارية تستلزم من المسلمين قراءة علم مصطلح الحديث والمتن الحديثي قراءة متوافقة مع النور القرآني والمصطلح القرآني .. وكم عبث تالف جيّش فيه أهل الأهواء عبراتهم الاستهوائية انتصارا للخلاف والطائفية والقرب من المشايخ والحكام المذهبيين لا القرب مع وعي النبوة والعترة المطهرين من الرجس .. !! وعلى سبيل المثال : [ في قوله تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } :

[ وقال توفيق أبو علم : فالرأي عندي أن أهل البيت هم أهل الكساء : علي وفاطمة والحسن والحسين ومن خرج من سلالة الزهراء وأبي الحسنين رضي الله عنهم أجمعين ( أهل البيت : 92 ذيل الباب الأول ، و : 8 المقدمة ) . وقال في موضع الرد على عبد العزيز البخاري : أما قوله : إن آية التطهير المقصود منها الأزواج ، فقد أوضحنا بما لا مزيد عليه أن المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة لا الأزواج ( أهل البيت : 35 الباب الأول ) . وقال : وأما ما يتمسك به الفريق الأعم والأكبر من المفسرين فيتجلى فيما روي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة ) ( أهل البيت : 13 الباب الأول ) . وقال الشوكاني في إرشاد الفحول في الرد على من قال أنها مختصة بالنساء : ويجاب عن هذا بأنه قد ورد بالدليل الصحيح أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين ( إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق في علم الأصول : 83 البحث الثامن من المقصد الثالث ، وأهل البيت لتوفيق أبو علم : 36 الباب الأول ) . وقال أحمد بن محمد الشامي : وقد أجمعت أمهات كتب السنة وجميع كتب الشيعة على أن المراد بأهل البيت في آية التطهير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعيد أو قريب مضروب به عرض الحائط ، وتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم أولى من تفسير غيره ؛ إذ لا أحد أعرف منه بمراد ربه ( جناية الأكوع : 125 الفصل السادس ) . وقال الشيخ الشبلنجي : هذا ويشهد للقول بأنهم علي وفاطمة والحسن والحسين ما وقع منه صلى الله عليه وسلم حين أراد المباهلة ، هو ووفد نجران كما ذكره المفسرون ( نور الأبصار : 122 ط . الهند و 223 ط . قم ، الباب الثاني مناقب الحسن والحسين )

الثعلبي : ( تفسير الثعلبي ) : الجزء : 8 ، ص 41 ، الوفاة : 427 ، تحقيق : الإمام أبي محمد بن عاشور ، مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1422 - 2002م ، المطبعة : بيروت - لبنان - دار إحياء التراث العربي الناشر : دار إحياء التراث العربي

وفي هذا السبيل ورغم شحن كل الأدلة من خصوم الحقيقة الالهية المحمدية لجعل أزواج النبي رضي الله عنهم هن محط رحال أسباب النزول فقد بطلت جميعا إلى التهاوي وبقي مصطلح الحديث الشريف هو تاج القضية ونور اللحمة الموحدة بين المصطلح الحديثي والمصطلح القرآني .. في فصل المزاعم وتحميل القرآن ما لا يحتمله كلام رب العالمين . من خلال الضغط لاجترار الدليل من قلب المصطلح الحديثي لقلب المفهوم القرآني وبالتالي ضرب النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين وهو إمام الشريعة الغراء بالقرآن .. فكيف الحال بتعريف أهل البيت عليهم السلام وهما رأس التوافق بين القرآن والحديث وبهم تمت إكمال الشريعة وأريحت الأفهام من ركام تراث الزيف الأموية .. فكيف وهما الثقلين في القرآن والسنة وهو قول النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي .. ) .. [ فقال صلى الله عليه وآله الطاهرين :

( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن تتفرقا حتى تردا علي الحوض وقال في حق علي كرم الله وجهه لما كرر عليهم ألست أولى بكم من أنفسكم ثلاثا وهم يجيبونه صلى الله عليه وسلم بالتصديق والاعتراف ورفع صلى الله عليه وسلم يد علي كرم الله وجهه وقال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره وأعن من أعانه واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار وهذا أقوى ما تمسكت به الشيعة والإمامية والرافضة على أن عليا كرم الله وجهه أولى بالإمامة من كل أحد وقالوا هذا نص صريح على خلافته سمعه ثلاثون صحابيا وشهدوا به قالوا فلعلى عليهم من الولاء ما كان له صلى الله عليه وسلم بدليل قوله صلى الله عليه وسلم ألست أولى بكم وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته كأبي دواد وأبي حاتم الرازي وقول بعضهم إن زيادة اللهم وال من والاة إلى آخره موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها ] [ وقد جاء أن عليا كرم الله وجهه قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أنشد الله من ينشد يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم رجل يقول أنبئت أو بلغني إلا رجل سمعت أذناه ووعى قلبه فقام سبعة عشر صحابيا وفي رواية ثلاثون صحابيا وفي المعجم الكبير ستة عشر وفي رواية اثنا عشر فقال هاتوا ما سمعتم فذكروا الحديث ومن جملته من كنت مولاه فعلى مولاه وفي رواية فهذا مولاه وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه وكنت ممن كتم فذهب الله ببصرى وكان علي كرم الله وجهه دعا على من كتم قال بعضهم ولما شاع قوله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه في سائر الأمصار وطار في جميع الأقطار بلغ الحارث بن النعمان الفهري فقدم المدينة فأناخ راحلته عند باب المسجد فدخل والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله أصحابه فجاء حتى جثا بين يديه ثم قال يا محمد إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا ذلك منك وإنك أمرتنا أن نصلي في اليوم والليلة

خمس صلوات ونصوم شهر رمضان ونزكي أموالنا ونحج البيت فقبلنا ذلك منك ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته وقلت من كنت مولاه فعلى مولاه فهذا شيء من الله أو منك فاحمرت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال والله الذي لا إله إلا هو إنه من الله وليس مني قالها ثلاثا فقام الحارث هو يقول اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك وفي رواية اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأرسل علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم فوالله ما بلغ باب المسجد حتى رماه الله بحجر من السماء فوقع على رأسه فخرج من دبره فمات وأنزل الله تعالى * ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) ]

الحلبي : ( السيرة الحلبية ) : الجزء : 3 ، ص 337 ، الوفاة : 1044 ، سنة الطبع : 1400 ، المطبعة : بيروت - دار المعرفة ، الناشر : دار المعرفة = تناولنا الموضوع بكليته في قرائتنا الموسوعية ( حزب الله في القرآن الكريم ) وفي موسوعتنا التفسيرية القرآنية :

( أهل البيت عليهم السلام في ظلال القرآن الكريم ) : تحت الطبع ...

وهنا الحقيقة المحمدية تولد من ثنايا القرآن الشاهد الأول في القضية بأن الثقلين هما عماد المصطلح القرآني وهم المطهرون من الرجس وصفوا بالتطهير الالهي المستمر { ويطهركم تطهيرا }بما لم يوصف به أحدا في الخلق سوى الأنبياء عليهم السلام .. فهم الشق القرآني وحبل النجاة وسر الاعتصام ، وهم الراسخون في العلم ، وهم أولوا العلم قائما بالقسط عليهم السلام وقد شرحنا ذلك بالتوسع في موسوعتنا في المصطلح القرآني وهي التي نشر عنها العديد من الدراسات حول المصطلح القرآني .. [ وفي نهج البلاغة : " هم موضع سره ولجأ أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه وجبال دينه . بهم أقام انحناء ظهره وأذهب ارتعاد فرائصه . . . لا يقاس بآل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدين وعماد اليقين . إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية و الوراثة . ]

3 - نهج البلاغة ، فيض / 44 ; عبده 1 / 24 ; الحديث / 47 ، الخطبة 2 .

إن ثورة المصطلح القرآني الجديدة نريدها بجلاء ثورة عارمة في الفكر الالهي التجديدي وبكل أسف شديد لم اضطلع للحظة على جهد محترم ولو قليل في العالم الاسلامي يتحدث عن ثورة المصطلح القرآني وطرق

أبوابها سوى صفحات قليلة فيها الشطط أكثر من الواقعية الثورية المراد ة !! وكانت محاولة الشيخ الجليل المرحوم العلامة مرتضى العسكري .. وكذلك محاولة المرحوم المجدد : عبد ـ الأعلى المودودي في كتابه المصطلحات الأربعة في القرآن ، وكذلك المحاولة التجديدية الجديرة التي اتجه لها الشيخ السيد قطب رحمه الله في كتاب ظلال القرآن والذي كان أول رسالة معاصرة للبعث الروحي .. تعرض فيها الشهيد إلى المصطلح القرآني برؤية جد يده لكنها لم تكن مستوفاة .. و ومع هذا كانت محاولة هامة ومتواضعة .. تقف مؤشرا مهما نحو ثورة المواجهة مع فكر الخلاطين ..

ناهيك عن الخلط منذ قرون لماهية مفهوم المصطلح وهروب الجمع التفسيري العجزة !! بدلا من ولوج بحر النبوة في قراءة المصطلح القرآني من روح القرآن هربوا نحو الأمام لتحويل مصطلح الحديث إلى الحديث عن الحديث الضعيف والموضوع ودرجات الحديث وهذا ليس أكثر من تسويف وتكريس غائي يغطي حالة العجز .. !! وهذا زيف وليس هو علم الحديث ولا هو مصطلحاته التي تقرأ المتن الحديثي بروح الثورة النبوية الناهضة لا الباحثة عن الأحاديث الموضوعة فهذا علم آخر غير علم المصطلح ، ولم يقل من علماء المسلمين القدامى بأن هذا العلم هو علم المصطلح ؟؟ بل المصطلح من أله مستحدث وأذكر أن الشيخ صبحي الصالح هو الذي روج لذلك في كتابه لمشهور ( علم مصطلح الحديث ) ، فمصطلح الحديث: وقد قطعت جهيزة قول كل خطيب إذا هو: المصطلح التفصيلي لجوهر المراد في كلم النبوة الكريمة في القرآن

..) لأن التفصيل في مصطلح الحديث لا ينفك بالقطع عن علم مصطلح القرآن وهما جوهر روحاني واحد .. وصاحب التفصيل القرآني هو النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين .. وهذا ما اشارت له أحاديث النبوة الكريمة عن

أصول الحديث في القرآن وقول جدنا الكريم جعفر الصادق عليه السلام حين قال " ما قال جدي صلى الله عليه وآله الطاهرين حديثا إلا وأصله في كتاب الله " ولكن بعد الناس عن القرآن جعلهم في عجز عن إدراك ملامح النبوة وبدلوا كلام الله تعالى حينما قطعوا وتين النبوة والعترة عن سبيل الحركة القرآنية ..

وجوهره قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

" علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض "

والاشارات العجيبة في الأحاديث النبوية عن أن أهل البيت ورائد العترة الامام علي عليه السلام هو الذي سيقاتل على التأويل كما قاتل النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم عن التزييل .. فأهل الذكر الحقيقيين هم ( أهل البيت عليهم السلام ) الذين يجمعون بين الذكر والتفصيل والتأويل .. وهذا مرادنا في ضرورة تحديد أبجديات مصطلح علم الحديث ومصطلح القرآن لا ينفكان ...

والأخطر أن وعاظ السلاطين في هروبهم عن هذا السبيل إنما خشوا الصدام مع الحكام ففصّلوا لهم الدين على مقاسهم وأسسوا علم النزول المزيف على مقاس قوة الدفع الدنانيرية العراقية القديمة !! وهذا ما سنتعرض له في جملة تفصيلاته على مواقعنا ونوافذنا الفكرية المتواصلة .. وبدأنا بمشيئة الله تعالى مشوارنا التجديدي في إرساء علم المصطلح القرآني : في موقع المصطلح القرآني على شبكة الانترنت ..

ـ والاتجاه الثاني :

وهو التأويل للقرآن وسياقاته بالحديث النبوي وهو الخطاب المحمدي ، أو ما نعرفه في مصطلحاتنا الروحية " بالحقيقة المحمدية" ... وفي كلا الوجهتين لابد أن يخضع التأويل والتفصيل إلى رواد التأويل والتفصيل وهما بلا جدال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهل بيته المطهرين "

وهم من أسماهم القرآن بمصطلح " أهل الذكر " ، و" الراسخون في العلم " ..

و " أولوا العلم وهم المخولون بثبوت الأدلة بعلم التأويل القرآني ومناط الأحكام والقضاء .. وهم أهل العدالة والقسط ورواد النهضة والبناء العلمي الناهض والقادرين على النظر والتأويل والاستنباط بالهام الهي وهم أيضا عليهم السلام رواد الثورة الالهية في العلوم والحكمة اكتنز وأحصى الله سبحانه وتعالى فيهم نوره وعلمه ، وهو قوله تعالى :

{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } : يس12

وهي مهمات ثورية تحريكية في الأمة تستهدف النهضة بالمجتمعات الإيمانية

لتزداد في وعيها ونهضتها ..
وهو ما عرفه القرآن بإثارة الأرض وتعميرها ومضمونه قوله تعالى :

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } الروم9

وثورة الأرض المقصود بها ثورة البناء والاعمار .. أي جعل الثورة كحالة هي من أصول الأعمدة البنائية

أنظر : الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي : ( مصطلح الثورة في القرآن الكريم ) : منشور على موقع أمة الزهراء عام 2001 ميلادية ، والعديد من المواقع ومراكز الأبحاث والدراسات

.. وفي هذا التقديم الذين يسبق قرائاتنا في المصطلح القرآني الكريم .. إنما أردنا به ربط المصطلح القرآني وتثويره بحالة الحضارة " ..ومواكبة القرآن والمصطلح لمتطلبات الوحدة القرآنية والحديثية وهما الثقلين الأعظمين .. لهذا تناولنا في فهمنا استقرائنا لحركة المصطلح حدود المصطلح وارتباطاته وعلاقاته وتقاطعاته..

والعمل كما سنرى في بعض قراءات المصطلح هو استخراج من المصطلح العديد من

المصطلحات وتفريعاته.. بحيث يشكل المصطلح الواحد في القرآن الكريم مجموعات مصطلحية تنبثق من المصطلح القرآني فيكون هذا الانبثاق يشكل حالة تمدد في عقل الثقافة القرآنية في العقل الاسلامي العالمي وعالمية الأمم ..وصولا إلى لغة مصطلحية من قلب القرآن الكريم ...

هذا وان الخطأ في تحديد الجوهر اللغوي بالمصطلح وكذلك أسباب النزول يحرف المسار القرآني المصطلحي عن وجهته ، ويجعله معلقا في حالة من الاضطراب بسبب حالة الانفصام بين الثقلين وهما العروة الوثقى في المصطلح القرآني ..

[ وعن زرارة قال : كنت قاعدا عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل من أهل الكوفة : سله عن قول أمير المؤمنين عليه السلام : " سلوني عما شئتم ، ولا تسألوني عن شئ إلا أنبأتكم به " فقال : إنه ليس أحد عنده علم إلا خرج من عند أمير المؤمنين عليه السلام فليذهب الناس حيث شاؤوا ، فوالله ليأتيهم الأمر من ههنا - وأشار بيده إلى المدينة - . 28 - بصائر الدرجات : سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمد ، عن عبد الله بن قاسم ، عن عمرو بن أبي المقدام يرفعه إلى أمير المؤمنين : عليه السلام قال : لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله ، ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله ، ولحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله ، ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله ، ولولا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة ( 4 ) .

بيــــــــــــــان :

ثنى الشئ كسعي : رد بعضه على بعض ، ذكره الفيروز آبادي .. والوسادة المخدة ، وقد يطلق على ما يجلس عليه من الفراش ، وإنما تثنى الوسادة للحكام والأمراء لترتفع ويجلسوا عليها فيتميزوا ، أو ليتكئوا عليها ، ويؤيد الأول ما في بعض الروايات " فجلست عليها " وثني الوسادة هنا كناية عن التمكن في الأمر ونفاذ الحكم ، قال الجزري :

في قوله عليه السلام : " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " قيل : هو من الوسادة ، أي إذا وضعت وسادة الملك والأمر لغير مستحقهما ..

العلامة المجلسي : ( بحار الأنوار ) : الجزء : 40 ، ص 137 ، الوفاة : 1111 ، تحقيق : محمد الباقر البهبودي ، يحيى العابدي الزنجاني ، السيد كاظم الموسوي المياموي ، الطبعة : الثانية المصححة ، سنة الطبع : 1403 - 1983 م ، الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت –

[ قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :

( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال يا رسول الله كيف أو قال ما أضاعتها قال إذا توسد الأمر غير أهله فانتظر الساعة ]

نفس المصدر السابق : ( الإمام احمد بن حنبل ) : ( مسند احمد ) : الجزء : 2 ، ص 361

والمؤسف حقا أن الذي يقف على التأويل القرآني ليسوا من أهل القرآن ولا من أهل البيت عليهم السلام وهم أهل الذكر والراسخون في العلم ..

وهم القادرون على الوصال النوراني بين الثقلين الأعظمين ..فأفسدوا على الأمة دينها وعزلوها عليهم عن قرآنها .. ولم يكن مسددا في المسلمين سوى قلة معدودة من أهل الولاية الالهية المحمدية ..

.. ونحن بالمختصر وفي هذا المدخل محتاجون لنهضتنا ثورة مصطلحية تكون قادرة من جديد لخوض البحر القرآني الزاخر بلا حدود ... متجاوزين بها حالة زمن التيه والإضلال المتعمد لمناحي التفسير القرآني .. وفي هذه المقدمة المدخل نتوجه لقرائنا في العالم الاسلامي ولمن تابعوا ثقافتنا التجديدية ولمن لا حقونا أيضا وحذفوا مباحثنا سواء !!

إن هذا الملف التجديدي الخطير لم يكتب فيه على مدار تاريخنا سوى القلائل والمعدودين لثقل أمانته وتعرضه للمنهج التلفيقي لمشايخ ووعاظ الحكومات الطاغوتية على مدار تاريخنا .. وهو الذي كرس فيه الفكر الأعرابي الابليسي شوطا سوداويا .. دفع عمدا ومع سبق الاصرار لقلب حقائق القرآن والتاريخ .. وكذلك القراءة المزيفة والمقلوبة للثورة

القرآنية السماوية وروحها الملكوتية التي تبعثها مباحثنا بفخر من رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي يقف لي بدعواته الرحمانية الجليلة تحت عرش الرحمن ليل نهار بالتوفيق والنصر والسداد ..

{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } يونس31

فالشكر أولا لله المتعالي الكريم ثم لرسولنا وجدنا الكريم صلى الله عليه وآله الطاهرين وتسديد إمامنا المهدي الموهوب العملاق عليه السلام .. فهذه هي ثورتنا المهيبة قادمة ومن له باع في تسديد فاتورة الشهادة

والإشهاد فليعيرنا جمجمته كما قال أميرنا المفدى علي بن أبي طالب عليه السلام عظيم هذا الكون بعد رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم ..

وهذا هو المدخل لوعينا الثوري الجديد نفدي به أرواحنا لديننا ورسالة جدنا المقدس صلى الله عليه وآله وسلم .. وكفى في هذا التقديم المختصر والسريع الدخول في الحوار والدراسات ونحن في قبول مستمر للحوار نحو خيار الثورة والنهضة .. اللهم إنها محاولة للنهضة فتقبل ... هذا وبالله تعالى التوفيق ......

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى الله على حضرة سيدنا محمد وعلى حضرات آله المطهرين

سادتنا وسادة الأمة الى يوم الدين ...

___________


بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

12 رمضان 1431 هجرية 21

أغسطس 2010 ميلادية

______________


نشرت هذه الدراسة على العديد من مراكز الدراسات والبحوث

والمنتديات الاسلامية ونشرت هنا مع الزيادة البحثية عليها ..

على موقعنا الجديد : موقع المصطلح القرآني :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق