‏إظهار الرسائل ذات التسميات القيادة ، الالهية ، الثورية ، الخليفة الالهي ، فلسطين المقدسة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القيادة ، الالهية ، الثورية ، الخليفة الالهي ، فلسطين المقدسة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

الحلقة الرابعة : مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن – الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي


الحلقة الرابعة : مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن – الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي

مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن

أولا ــ تعريف القيادة كمفهوم :

الحلقة الرابعة

القيادة والابتلاء :

وهنا يمكن أن نؤكد مرة أخرى ما ذكرناه في كتابنا :

الأزمة الروحية والثورة الروحية أنه :

[ يمكننا باستخلاص العبر الجهادية من خلال دراستنا لقصة طالوت وجالوت في القرآن أن نكتشف أن التوكل مع القلة هو الذي يؤكد مشروع الثورة الروحية ] ..

الأزمة الروحية والثورة الروحية : نفس المصدر السابق ص 93 : " باب : القلة والكثرة في السياق التوكلي "

يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله : في تشخيص التجربة الداوودية الثورية المفرزة .

[ لقد صاروا قلة وهم يعلمون قوة عدوهم وكثرته : بقيادة جالوت : إنهم مؤمنون لم ينكصوا عن عهدهم مع نبيهم .. ولكن هنا أمام الواقع الذي يرونه بأعينهم فيحسون أنهم أضعف من مواجهته ، وهنا [ برزت الفئة المؤمنة .. القليلة المختارة والفئة ذات الموازين الربانية لتضع التوكل على الله طريقا لوعيها الثوري الروحي ولغايتها الربانية المحمودة ..

{ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249

فهذه القاعدة في حس الذين لا يوقنون أنهم ملاقوا الله .. القاعدة : أن تكون الفئة المؤمنة قليلة لأنها هي التي ترتقي الدرج الشافي مرتبة الإصطفاء والاختيار ولكنها تكون الغالبة لأنها تتصل بمصدر القوي ــ قوة الغالب على أمره .. القاهر فوق عباده محطم الجبارين .. ولما برزوا لجالوت وجنود : قالوا :

{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة250

سيد قطب : في ظلال القرآن ج1 تفسير الآيات

القلة في مواجهة الكثرة :

[ عن قتادة قوله :

{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } :آل عمران123

وبدر ماء بين مكة والمدينة التقى عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم والمشركون وكان أول قتال قاتله نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكر لنا أنه قال لأصحابه يومئذ : أنتم اليوم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي جالوت فكانوا ثلثمئة وبضعة عشر رجلا والمشركون يومئذ ألف أو راهقوا ذلك ...

حدثني محمد بن سنان قال حدثنا أبو بكر عن عباد عن الحسن في قوله تعالى :

{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } :آل عمران123

قال يقول : { وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } قليل وهم يومئذ بضعة عشر وثلثمئة .. .

حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع نحو قول قتادة

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق : { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة } أقل عددا وأضعف قوة

قال أبو جعفر : وأما قوله : { فاتقوا الله لعلكم تشكرون } فإن تأويله كالذي قد بينت كما :

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمه عن ابن إسحق : { فاتقوا الله لعلكم تشكرون } أي : فاتقوني فإنه شكر نعمتي ]

نفس المصدر السابق ج2 /420 قوله تعالى : " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ( 123(

= فتح القدير للشوكاني ج2/457 قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون (45(

[كان المهاجرون يوم بدر نيفا وثمانين وكان الأنصار نيفا وأربعين ومائتين وخرج أيضا عنه قال : كنا نتحدث أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا ثلثمائة وبضعة عشر على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر وما جاوز معه إلا مؤمن وذكر البيهقي [ عن أبي أيوب الأنصاري قال :

فخرجنا - يعني إلى بدر - فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعاد ففعلنا فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدتنا فسر بذلك وحمد الله وقال : عدة أصحاب طالوت ] ..

قال ابن إسحاق :

وقد ظن الناس بأجمعهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلقى حربا فلم يكثر استعدادهم وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أموال الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استنفر لكم الناس فحذر عند ذلك واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري وبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا يستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد عرض لها في أصحابه ففعل ضمضم فخرج أهل مكة في ألف رجل أو نحو ذلك وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه وأتاه الخبر عن قريش بخروجهم ليمنعوا عيرهم فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس فقام أبو بكر فقال فأحسن وقام عمر فقال فأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله امض لما أمرك الله فنحن معك والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } [ المائدة : 24 ] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ]

تفسير القرطبي ج7/326 قوله تعالى : " إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام (11)

ــ [في الشدائد وفي قولهم رضي الله عنهم كم من فئة الآية تحريض بالمثال وحض واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه والله مع الصابرين بنصره وتأييده وقوله تعالى ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا الآية .. برزوا معناه صاروا في البراز وهو الافيح من الأرض المتسع والإفراغ أعظم الصب وكان جالوت أمير العمالقة ــ الوثنيين ــ وملكهم وروي في قصة داود وقتله جالوت أن أصحاب طالوت كان فيهم أخوة داود وهم بنوو أيش وكان داود صغيرا يرعى غنما لابيه فلما حضرت الحرب قال في نفسه لأذهبن لرؤية هذه الحرب فلما نهض مر في طريقه بحجر فناداه يا داود خذني فبي تقتل جالوت ثم ناداه حجر آخر ثم أخر ثم أخر فأخذها وجعلها في مخلاته وسار فلما حضر البأس خرج جالوت يطلب مبارزا فكع الناس عنه حتى قال طالوت من برز له ويقتله فأنا أزوجه ابنتي وأحكمه في مالي فجاء داود فقال أنا أبرز له واقتله فقال له طالوت فأركب

تفسير الثعالبي ج1/196 قوله تعالى :

" أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (75(

[ عن عبد الرزاق قال عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة إن النبي قال لأصحابه يوم بدر أنتم بعدة أصحاب طالوت ثلاثة مائة

عبد الرزاق قال معمر عن قتادة وكان مع النبي يوم بدر ثلاث مائة وبضعة عشر ]

تفسير الصنعاني ج1/101 الناشر : مكتبة الرشد - الرياض

الطبعة الأولى ، 1410 = الجامع الصحيح المختصر المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي الناشر : ج4/ 1457 رقم 3740 ورقم 3741 ورقم 3742 دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987 = مسند أحمد بن حنبل ج 4/290 رقم 18578 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

المصنف في الأحاديث والآثار المؤلف : أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي : ج7/364

الناشر : مكتبة الرشد – الرياض الطبعة الأولى ، 1409 = الآحاد والمثاني

المؤلف : أحمد بن عمرو بن الضحاك أبو بكر الشيباني الناشر ج1/253 رقم 327: دار الراية – الرياض الطبعة الأولى ، 1411 - 1991

= مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 6/128 رقم 10039 المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي الناشر : دار الفكر، بيروت - 1412 هـ

[... عن البراء قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بضعة عشر وثلثمائة وكنا نتحدث أنهم على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر وما جاوزه معه إلا مؤمن ]

( راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ( 2 / 19 ) ص (

كنز العمال ج 10/688 رقم 29958 مؤسسة الرسالة بيروت 1989

وقد مر ذكره في السياق ....

تحت عنوان أنموذج طالوت المعجز عليه السلام .

والعدد الطالوتي المعجز في القرآن هو الذي سوف يتكرر في

[ بدر الكبرى الأولى ]

في أصاب النبي صلى الله عليه وآله و عليهم رضوان الله معه و سيتكرر في معركة [ بدر الخاتمة ] عند ظهور خليفة الله المهدي سليل النبوة وخاتمها المقدس ..

وجاء في عقد الدرر في أخبار المنتظر :

[ فيما أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.
وعن محمد بن الحنفية رضي الله عنه قال: كنا عند علي عليه السلام فسأله رجل عن المهدي، فقال عليه السلام: هيهات. عقد بيده سبعاً، فقال: ذاك؟ يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله. قتل فيجمع الله تعلى له قوماً فزع كقزع السحاب ، يؤلف الله بين قلوبهم، فلا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ] ...

عقد الدرر : الفصل الأول: '' أحاديث متفرقة مشتملة على ما قصدنا بيانه في هذا الباب وبه متعلقة ''

وهنا يكون ربط البدايات النبوية بالنهايات النبوية هو نور الختم الإلهي للنبوة بالمهدي عليه السلام ...

[ وفي تبيان الموعد وحقيقة الختم الإلهي للنبوة بالمهدي عليه السلام كلمة الرب الأعظم {بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين .. وسر تحولنا نحو ختم النبوة بالخلافة والعدل .. يقول صلى الله عليه وآله وسلم : [ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه ] ..

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم "

السنن الواردة في الفتن ج5/ 1043 رقم 558

وقال صلى الله عليه وآله وسلم [ المهدي منا، يختم بنا الدين كما فتح ]

مجمع الزوائد 9/ 163 = الحاوي للفتاوى ج2/ 61 = ينابيع المودة 2/ 6، 133 = الصواعق المحرقة ص 3، 237 = ارتقاء الغرف ج2/ 225 رقم 263

للتوسع في الموضوع : يراجع كتابنا : المهدي عليه السلام : نفس المصدر السابق

وهكذا نفهم كما قلنا في المبحث أن الحديث عن طالوت النبي وقصة داوود إنما يشار لها في القراءة التفسير هو الأنموذج الخاتم خليفة الله المهدي عليه السلام وفيه سياق النزول في القصص القرآن هو التوطئة لظهور الخاتم من آل محمد عليه السلام

{فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251

وهكذا تفرز قصة التدافع بين الحق والباطل تصويرا منهجيا يشكل أساس منهجي ثوري للقيادة الإلهية والممنهجة سلوكها وبنائها على قاعدة الاستخلاف ومنهج الخليفة العالمي القادم في مواجهة شراذم بقايا حفنة السامرييين وأعوان ابليس والدجال في فلسطين .. يقاتلهم بقية الله المهدي على ضفاف نهر الأردن وأبواب الأرض المقدسة فيذبح قادتهم الماشيحانيين وعملائهم المردة على أبواب طبريا وتكون جماهيراللد المباركين .. الصامدين هم قتلة الأعور الدجال اللعين مع إمامهم أبوعبد الله المهدي وعيسى المسيح عليهما السلام ..

المنهج الداوودي والمهدوي وثورة الحجارة :

كان الخروج الداوودي المعجز بكافة جوانبه التحليلية والعسكرية كشخصية نبوية ثورية تؤكد على خيارها الرباني في المعركة وكقيادة مواجهة في ثورة الحجارة متعاظمة تجئ لتربط التاريخ بين المقدمات والنهايات.. فالأنبياء هم ذاتهم ممثلون بقداسته في آل النبي محمد المطهرين في آخر الزمان وفي حواريي السيد المسيح ينطقون اليوم بحتمية المواجهة وتصعيد روح الثورة الإلهية ...

وفيه قول الحق تعالى :

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأعراف167

وقد ذكرنا في كتابنا المهدي عليه السلام :

قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

" تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء أن الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي " وفي الرواية فيما رواه سعيد بن المسيب رضي الله عنه : " ينادي مناد من السماء أن الحق في آل محمد "

مجمع الزوائد : ج7/ 316 ط . دار الريان للتراث – دار الكتاب العربي 1407 = مجمع الزوائد ج10/ 331 ( باب قيام الساعة وكيف ينبتون ) ...

= الطبراني : المعجم الأوسط ط دار الحرمين القاهرة 1415 =

المعجم الكبير للطبراني ج17 / 325 ط. مكتبة العلوم والحكم – الموصل 1404 -1983 = كتاب الفتن لإبن حماد ص 208 = عبد العظيم المنذري : الترغيب والترهيب ط1/ دار الكتب العلمية 1410

: انظر : كتابنا المهدي عليه السلام : نفس المصدر السابق : باب " الفصل الأول : مقدمات ظهور المهدي عليه السلام . .. سابعا: ثورة الحجارة في فلسطين 1986-1994 م

ويؤكد سفر أشعياء ذات الخبر اليقين :

[ إن الله سيسلط على بني إسرائيل وبسبب فاحشتهم أطفال صغار يعذبونهم" وهم أطفال الحجارة .. " فإذا هو ذا السيد رب الجنود ينزع من أورشليم ومن يهوذا السند والركن ] .. [ وأجعل صبيانا لهم وأطفالا لا تتسلط عليهم ويظلم الشعب بعضهم بعضا ]

. [ لأن أورشليم عثرت ويهوذا سقطت لأن لسانهما وأفعالهما ضد الرب" وينتهي إلى القول والحقيقة .. (انتفاضة الحجارة) " شعبي ظالموه أولاد .. ونساء يتسلطن عليه . يا شعبي مرشدوك مضلون …]

أشعياء : الإصحاح 3/1-11

اليوم والأمس هم الذين يواجهون أعتى قوة نووية ويسقطون زيف قوتها الموهومة .. يواجهون الدبابات وينسفونها بإرادة الرب الحقيقي لا رب اليهود !! . " الله في مواجهة الدجال " الله يسلط حجارة القدس التي بكت على الحسين

كتابنا أهل البيت: الولاية التحدي المواجهة (جبال القدس تبكي الحسين دما)

.. يوم استشهاده قانونا إلهيا في المواجهة نحو نهايتها .." الأطفال يجزئون المجتمع وتركيبته اليهودية ..

" ويظلم الشعب بعضه بعضا " أي تؤكد التوراة حالة التآكل والانهيار الداخلي ؟

[ شعبي ظالموه أولاد ونساء يتسلطن عليه .. يا شعبي مرشدوك مضلون .. ] ...

أشعياء : الإصحاح 3/8

وهاهي المرأة في فلسطين تتحول إلى قنبلة بشرية استشهادية وأخرى تودع فلذة كبدها وتدفعه نحو الشهادة .. وخنساء أخرى تتقدم ؟ وهذا هو السر الإلهي لمصطلح -الانتفاضة - في إسقاط معادلة الزيف العبري."لأن أورشليم عثرت ويهوذا سقطت ] نفس المصدر السابق ...

وكان لخروج داوود النبي عليه السلام للجهاد وبجيش مسلح ومقلاع سماوي هادر يرسم تحولا في مخطط النصر من خلال القلة المؤمنة الموصلة ربانيا ..

ويرسي مشروعا قتاليا روحانيا متأصلا .. ففي عهده نطقت الحجارة دفعا نحو قتال مفسدي إسرائيل .. وكأنها نور ينطق وروح تسري في عمق المنهج التاريخي المقاوم تؤصل لثورة حجارة مقبلة ... وبرعاية العلي القدير تنهض كالمارد من قلب المقلاع ... كأنها صاروخا سماويا يقتل قائد إسرائيل الوثنية ويرسي مشروعا مقاوما .. وسهما في وجه المحاولة النقيضة ... إنها المتجهة الى وجه ظاهرة الانحراف التاريخية والمفسدين القتلة . .. لهذا يفاد من التجربة الداوودية فغي إسقاطه للخيار الجالوتي الإفسادي درسا بليغا لذات الأنموذج المحمدي الخاتم .. معادلتين في معادلة واحدة .. وكما في القرآن والتوراة أيضا : إنها بشارة ... لثورة الحجارة في الأرض المقدسة وفي زمن وعد الآخرة وعلامة من علامات الظهور المحتوم لدولة خليفة الله في الأرض المقدسة ذاتها ليتحول داوود من مقلاع لألف مقلاع وثورة لازالت من أكثر من عشرين عاما مضت تنهال على رأس الجنود المحتلين وصورهم شاخصة وهم هاربين من طفل يجري خلفهم بحجر .. هذا هو زمن الخليفة .. وهذه هي أشراط قيادتنا الإلهية القادمة الخاتمة ..

وفي التجربة خصائص القيادة الإلهية بالغة منها :

1 ــ بروز المثال الطالوتي :

كحالة رسالية موطئة للقيادة الإلهية الشرعية القادمة ،

وفي هذا المثال يجئ الأمر الإلهي واضحا من قلب القرآن بضرورة الانحياز الشرعي وبالأمر الرباني لقيادات الموطئين للقيادة الإلهية وهي قيادات عالمية مشهودة والدليل في هذا الإنحياز في القرآن هو قوله تعالى :

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28

{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29

والآيتين فيهما الأمر الرباني بالانحياز مع أصحاب الدعوة الإلهية وهم نداء الله المشهود لخليفة الله القادم والموطئين الربانيين المشهود لهم بالجهاد اليومي ضد الغزاة والمفسدين في الأرض ، والأرض لا تخلو من حجة أو شهود .. ذلك أن الانحياز للغافلين وأهل الأهواء من العملاء الجالوتيين وخدام اليهود وقتلة الرساليين والأنبياء هو لا يصب إلا في مصلحة أعداء القيادة الإلهية وأعداء الخليفة الإلهي .

وفي الخيار الطالوتي في الملك خصائص فقهية ثورية منها :

1ــ وهي أن القيادة في زمن غياب القيادة الإلهية ليس مفروضا أن يكون من سلالة المصطفين .. إن لم تكن موجودة ووفق أشراط القيادة .. ولكن من أهم أشراطه في غياب المصطفين أن تكون أيديولوجيته الثورية على منهج المصطفين :

أي في الخندق المحمدي المهدوي .. لا سواه .

2ــ الخيار الاصطفائي ليس مصدره الجماهير وإنما الجماهير منه واليه ، والبيعة للمصطفين الخاتمين وقيادتهم الإلهية واجبا إلهيا والنكوص عنه ردة عن الدين توجب القتال بهدف استئصال المنهج الجالوتي الماسوني المعاصر عن الوجود . ورفضا للمحاولات اليهودية الماشيحانية الماسونية في تزوير حقيقة الصراع وحقيقة المسيا المنتظر وهو خليفة الله المهدي عليه السلام .. بالبديل الزائف عن المهدي والمسيح عليهما السلام والصلوات ...

[ المسيح المنتظر ابن داوود ] وهو تزوير جالوتي جديد الهدف منه يهوديا التحايل على الخيار الاصطفائي في الأنموذج الهاروني وهو عيسى المسيح عليه السلام ..

بوضع البديل المزيف [ قيادة الأعور الدجال ] ..

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36

أنظر دراستنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية " تحت الطبع "

2 ــ الأنموذج الجالوتي :

وهو الأنموذج المعادي للخيار الإلهي والتصور العملي الانقلابي وخيار الثورة المضادة ، وسواء كان هذا الخيار المضاد قبليا ملكيا أو انشقاقيا ضد حالة النبوة فكلاهما يصب في خانة الزيف والإفساد الإسرائيلية .. والتي أصطلح عليها في الإنجيل بحالة [ النبي الكذاب ] أو [ المشحاء الكذبة ]

[ 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. ]

إنجيل متى : الإصحاح : 24/ 23 ــ 27

فهم كما في القرآن الكريم يمثلون الخط الاعتراضي في مواجهة خط الوحي الإلهي ... وفي النهاية يكون خيار التصفية حتميا وتجاوزه أمرا مفروضا .. وهم ما يسميه القرآن الكريم بمصطلح [ التدافع ] وهو الهدف لإستصال حالة المفسدين في الأرض .. والخيار الجالوتي هو أنموذج لحالة التمرد على الوحي الإلهي وتاريخ القتلة الدمويين عبر التاريخ ..

[ مفسدوا الهيكل وحاملي فكر المسيح بن داوود المزيف ] !!

وهو تمام قول الحق تعالى :

{ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } : البقرة251

2 ــ الأنموذج الداوودي المعجز :

وهو كما في قراءتنا الأنموذج المنشود والمراد وهو الهدف الخاتم الواجب من ثورتنا وجهادنا على مدار الأجيال . والقيادة الإلهية هي بمثابة الخبز اليومي اللازم لمنهجنا الإحيائي العتيد ، والسعي لوجوده التوطئة له سيما في الأرض المقدسة هو واجب ومن أخص الخصائص .. وسواء كان ذلك بوجود المعجزات أم بغيره هو أمر محتوم وواجب التخلف عنه بحجج واهية هو إثما .. هو إثما شرعيا ذلك أن بروز الأنموذج الخاتم لحالة الاصطفائيين هي من أخص الخصائص والمتطلبات اللازمة لمشروعنا التحريري .. وطلب القيادة الإلهية ليس في الدعوات فحسب .. ولكن بالجهد التعبوي المتواصل وهو المقتضي من قوله تعالى في السياق القرآني :

{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } الكهف29

{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً }الإنسان29

النضال الداوودي المعجز :

وفي رواية المصادر الإسلامية :

[ وكان داوود عليه السلام ...طاهر القلب نقيه فقال له أبوه : يا بني إنا قد صنعنا لإخوتك زادا يتقوون به على عدوهم فاخرج به إليهم فإذا دفعته إليهم فأقبل إلي سريعا فقال : أفعل فخرج وأخذ معه ما حمل لإخوته ومعه مخلاته التي يحمل فيها الحجارة ومقلاعه الذي كان يرمي به عن غنمه حتى إذا فصل من عند أبيه فمر بحجر فقال :

[ يا داود ! خذني فاجعلني في مخلاتك تقتل بي جالوت فإني حجر يعقوب ! فأخذه فجعله في مخلاته ومشى فبينا هو يمشي إذ مر بحجر آخر فقال : يا داود ! خذني فاجعلني في مخلاتك تقتل بي جالوت فإني حجر إسحاق ! فأخذه فجعله في مخلاته ثم مضى فبينا هو يه شي إذ مر بحجر فقال : يا داود ! خذني فاجعلني في مخلاتك تقتل بي جالوت فإني حجر إبراهيم ! فأخذه فجعله في مخلاته ثم مضى بما معه حتى انتهى إلى القوم فأعطى إخوته ما بعث إليهم معه وسمع في العسكر خوض الناس بذكر جالوت وعظم شأنه فيهم وبهيبة الناس إياه وبما يعظمون من أمره فقال لهم : وفي رواية أخرى :

[ فقال داود : اللهم اجعله حجرا واحدا قال : وسمى واحدا إبراهيم وآخر إسحاق وآخر يعقوب قال : فجمعهن جميعا فكن - حجرا واحدا قال : فأخذهن وأخذ مقلاعا فأدارها ليرمي بها فقال : أترميني كما يرمى السبع والذئب ارمني بالقوس ! فقال : لا أرميك اليوم إلا بها ! فقال له مثل ذلك أيضا فقال : نعم ! وأنت أهون علي من الذئب ! فأدارها وفيها أمر الله وسلطان الله قال : فخفى سبيلها مأمورة قال : فجاءت مظلة فضربت بين عيينه حتى خرجت من قفاه ثم قتلت من أصحابه وراءه كذا وكذا وهزمهم الله .. فبعث الله داود وداود يومئذ في الجبل راعي غنم وقد غزا مع طالوت تسعة " ــ وفي رواية تسعة عشر ــ إخوة لداود وهم أبد منه وأغنى منه وأعرف في الناس منه وأوجه عند طالوت منه فغزوا وتركوه في غنمهم فقال داود حين ألقى الله في نفسه ما ألقى وأكرمه : لأستودعن ربي غنمي اليوم ولآتين الناس فلأنظرن ما الذي بلغني من قول الملك لمن قتل جالوت ! فأتى داود إخوته فلاموه حين أتاهم فقالوا : لم جئت ؟ قال : لأقتل جالوت فإن الله قادر أن أقتله فسخروا منه - قال ابن جريج قال مجاهد : كان بعث أبو داود مع داود بشيء إلى إخوته فأخذ مخلاة فجعل فيها ثلاث مروات ثم سماهن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ]

: تفسير الطبري : نفس المصدر السابق ج2/ 639 قوله تعالى :

{ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } : البقرة251

وهكذا يربط داوود النبي الإرث الإستخلافي إلي مشروع ثورة ومقاومة متواصل على أسماء الأنبياء ينطق وبإسم الرحمن يعلو صوته وعلى مفسدي اسرائيل تعلو هامته .. حجرا وبندقية وسيف سماوي علوي مهدوي ينطق بالحق وعمق الحقيقة ويرسي مشروعا ربانيا فذا ... تزينه وتمده الحكمة الإلهية الممنوحة ويكون الملك الإلهي قامته وقوته نحو مشروعنا التحريري المقدس .. وهو غاية الحق :

{{ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } : البقرة251

الأنموذج السليماني : القيادة والنبوة والمعجزة :

: وهو أيضا أنموذج " حزب الله " الوريث الحقيقي لرسالة الدين والأنبياء عليهم السلام .. وبنفس الاتجاه كان سليمان النبي عليه السلام يؤكد من جديد حالة الولاية النبوية الداودية الوارثة ..

{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16

وبهذا مثلت القيادة الإلهية السليمانية : " أنموذج حزب الله " ....

فكان الدعاء من سليمان عليه السلام ولكن الله استجاب فيه لداود وهذا ما يذكره أيضا كتاب العهد القديم في سفر الملوك الأول وقصة بناء الهيكل . ...

[10 وَبَارَكَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ دَاودُ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. 11لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى الْجَمِيعِ. 12وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ، وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبِيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ. 13وَالآنَ، يَا إِلهَنَا نَحْمَدُكَ وَنُسَبِّحُ اسْمَكَ الْجَلِيلَ. 14وَلكِنْ مَنْ أَنَا، وَمَنْ هُوَ شَعْبِي حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نَنْتَدِبَ هكَذَا؟ لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ. 15لأَنَّنَا نَحْنُ غُرَبَاءُ أَمَامَكَ، وَنُزَلاَءُ مِثْلُ كُلِّ آبَائِنَا. أَيَّامُنَا كَالظِّلِّ عَلَى الأَرْضِ وَلَيْسَ رَجَاءٌ. ]

أخبار الأيام الأول : الإصحاح التَاسِعُ وَالْعِشْرُونَ : 10 ـــ 15

[1وَقَالَ دَاوُدُ الْمَلِكُ لِكُلِّ الْمَجْمَعِ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنِي الَّذِي وَحْدَهُ اخْتَارَهُ اللهُ، إِنَّمَا هُوَ صَغِيرٌ وَغَضٌّ، وَالْعَمَلُ عَظِيمٌ لأَنَّ الْهَيْكَلَ لَيْسَ لإِنْسَانٍ بَلْ لِلرَّبِّ الإِلهِ. 2وَأَنَا بِكُلِّ قُوَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ إِلهِيَ: الذَّهَبَ لِمَا هُوَ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْفِضَّةَ لِمَا هُوَ مِنْ فِضَّةٍ، وَالنُّحَاسَ لِمَا هُوَ .. ]

نفس المصدر السابق ...

:قال الألوسي رحمه الله :

[وورث سليمان داوود أي قام مقامه في النبوة والملك وصار نبيا ملكا بعد موت أبيه داود عليهما السلام فوراثته إياه مجاز عن قيامه مقامه فيما ذكر بعد موته وقيل : المراد وراثة النبوة ] ..

روح المعاني ج 19 / 170 في قوله تعالى : " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير (78)

وقد ملك سليمان النبي عليه السلام الدنيا قاطبة والدين كله .. ولا قيمة في نظرنا لمن قال بانفصال الملك الدنيوي عن الدين وهل التعددية في الزواج والملك والتصريف بالمال والعلم ليس وراثة !! فكان سليمان الوارث للحكم يؤكد قضية الاستعلاء الديني والملك في الأرض ليقام سلطان العدل الإلهي ..

فكان ملكا نبيا وارثا عادلا وقدم المثال في العدل في زمانه عليه السلام ..

وقلنا في المبحث أن المراد في المثال السليماني كإمتداد للمنهج الداودي المقاتل الروحاني هو تبيان لحالة الأنموذج المهدوي المحمدي الخاتم .. حيث ستعم خلافة خليفة الله المهدي عليه السلام كل الأرض .. وهي الوراثة الخاتمة ..

القيادة المعجزة :

القيادة والملك لا يتلازمان إلا في رسالة العالمية وقد دعا سليمان أن يعطيه الله ملكا وهو الظاهر بيانه في القرآن في قوله تعالى :

{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }" سورة ص35

وقد أعطى الله تعالى لسليمان العطاء الشامل في الخلق ..

وفي قول الحق تعالى على لسانه { مِّنْ بَعْدِي } فيه دلالة واضحة لمن بعدة في ملوك إسرائيل اليعقوبيين . ولم ينسحب على خلافة المهدي العالمية وهم النسل الإسماعيلي العربي [ لآل البيت الذين لا يقاسوا على أحد و لا يقاس عليهم أحدا ]

في عطاء الله وهذا التدليل هو حديث صحيح .

أنظر موسوعتنا في المصطلح القرآني ( قراءة في مصطلح العالمية الربانية)

وكل هذا الوسع سيعطى للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسليله خليفة الله المهدي وأضعافه معه .. وقال تعالى في هذا العطاء :

{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } : المطففين26

وهو قوله صلوات الله وسلامه عليه وآله : " بنا بدء الدين وبنا يختم " .. " وبمهدينا يختم " والمتنافسون على الشهادة مع خليفة الله المهدي عليه السلام .. شهادتهم بسبعين شهادة من شهداء بدر رضي الله عنهم كما ورد في الحديث .. وهذا في نظرنا الذي يعطي ختام المسك في دولة العادلين و كذا في مسك الفردوس الأعلى وهو الجزاء الأوفى .. ولا يعطي الجزاء الأوفى إلا بموالاة محمد وآل محمد عليهم الصلوات والتسليم .. هذا جزاء أهل .. حزب الله . وهم أهل الموالاة وجنود الله الشاهدون .. من آل محمد ومحبيهم المفلحين كما في الحديث الصحيح

قال تعالى :

{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22

إن حزب الله المفلحون هم الوارثون في ختم الدنيا .. الظاهرون على الدين كله .. هم المقدسون من أولياء آل محمد الطاهرين وجنود المهدي الإلهيين عليهم السلام .. وفيه قول الحق تعالى :

{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الروم38

وفي التفسير هم الواصلين لقربي النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

هم المفلحون بموالاتهم العترة المطهرين .. كساهم بكسائهم فجعلهم الوارثين ..

أنظر : قرائتنا : مصطلح حزب الله في القرآن الكريم " حزب الله المفلحون " ..

منشور على موقعنا ( موقع المصطلح القرآني )

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/24

http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/09/blog-post_22.html

وهذا الأنموذج العادل في ملك سليمان وهو المثال الفريد في عصره يجئ ليؤكد عمق الحالة المقسطة والعادلة وخطوة رائعة نحو تمام العدل الإلهي الخاتم في زمن الخليفة الخاتم ....

و في سياق قراءة هذا المثال السليماني العتيد فقد ميز الله تعالى القيادة السليمانية كالقيادة الموسوية .. فجعلها الرحمن في علاه [ قيادة معجزة ] وهو تبيان للحقيقة الإلهية .. في عمق حقيقة الاصطفاء الخالد الخاتم بنور سيد النبيين والخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..

قال تعالى في بيان القيادة المعجزة :

النملة المعجزة :

{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }النمل17

[حدثنا القاسم قال : ثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة في قوله { وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون } قال : يرد أولهم على آخرهم

وقال آخرون : معنى ذلك : فهم يساقون ، ذكر من قال ذلك :

\حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله { وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون } قال : يوزعون : يساقون

ذكر من قال ذلك :

حدثنا الحسين قال : ثنا أبو سفيان عن معمر قال : قال الحسن { يوزعون } يتقدمون]

تفسير الطبري ج9/503 قوله تعالى : تفسير الآية ..

[ أي وجمع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير يعني ركب فيهم في أبهة وعظمة كبيرة في الإنس وكانوا هم الذين يلونه والجن وهم بعدهم في المنزلة والطير ومنزلتها فوق رأسه فإن كان حر أظلته منه بأجنحتها وقوله : { فهم يوزعون } أي يكف أولهم على آخرهم لئلا يتقدم أحد عن منزلته التي هي مرتبة له قال مجاهد : جعل على كل صنف وزعة يردون أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما يفعل الملوك اليوم ]

تفسير ابن كثير ج3/ 476 قوله تعالى : " وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون (17)

[وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير } الحشر الجمع : أي جمع له جنوده من هذه الأجناس وقد أطال المفسرون في ذكر مقدار جنده وبالغ كثير منهم مبالغة تستبعدها العقول ولا تصح من جهة النقل ولو صحت لكان في القدرة الربانية ما هو أعظم من ذلك وأكثر { فهم يوزعون } أي لكل طائفة منهم وزعة ترد أولهم على آخرهم فيقفون على مراتبهم ] ...

الشوكاني : فتح القدير ج4/186 : تفسير الآية ..

وفيه تصوير إداري صارم للقوة واستعراض الإمداد الإلهي و الحكم بالعدل بين الخلق انسهم وجنهم وباقي الأجناس المخلوقة .. فهو الموكل عليه السلام بالعدل الإلهي .. وهذا التقدير الإلهي في التوزيع والقيم العدلية في مقام القائد الإلهي يكون صورة للوراثة والعدل في الاستخلاف .. وهو تصوير قرآني يقدم للنبي كوعد متحقق للظهور المهدوي المحمدي المقبل ولهذا لم يقف القرآن في عطاءه بالخصوص في تحديد المقام لحضرة دولة آل محمد الكرام عليهم السلام في ختام الدنيا الوشيكة .. ولهذا لا يمكن فصل الوعد القرآني عن تاريخية البعد القرآني في الأحداث والنبوات من خلال الظهور والتمكين لهم عليهم السلام .

قال تعالى :

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28

أي الله تعالى هو الشاهد على وعده الله تعالى .. وهو دالة في المستقبل ..والتمكين والاستخلاف ..

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55

{ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } : النمل18

: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }النمل/19

الهدهد المعجزة والرسول :

وفي العنوان بيان اكتشاف السر في تحديد العلو في مقام وراثة النبوة في العالمية الأرضية .. ومقام القائد الإلهي [ الخليفة ] في حكم المفردات الروحانية في الخلق والأمم .. وكذلك هيمنة الإنسان الملكوتي على عوالم المادة .. وقهر محتويات المعسكرات الوثنية الجبرية الطاغية وفيه دلالة واضحة على السقوط الحتمي للمستكبرين . ولهذا كانت القيادة المعجزة التي ستملك الأرض في زمان ختم الدنيا هو المرشح فقط .. وفقط في تسخير هذه المعجزات والتفاعل معها بالروح الموصولة ربانيا لحالة النطق والحوار .. مع عالم الروح [ الثقلان ] وكذلك الإنس والجن وهو بحق إعجاز الهي يربط التاريخ متسلسلا من النبوات إلى حالة الولاية الإلهية المحمدية الخاتمة " بنا بدء الدين وبنا يختم " وأن محتويات العالمية الخاتمة من الخوارق والمعجزات الإلهية هي الدالة على قيم التحدي الإلهي .. والدالة أيضا على عظمة خليفة الله المهدي الخاتم عليه السلام .. وفي القرآن الكريم ربط لحالة الوجاهة الإلهية عبر التاريخ .. وفي مقام مبحثنا لمصطلح " القيادة الإلهية " نجد قوله تعالى في تحديد الخلافة كمفهوم إعلائي :

{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26

وهنا يبرز مصطلح الخليفة محددا في البيت والأنموذج الداوودي عليه السلام في داوود وسليمان ..عليهما السلام .. ولم يذكر القرآن سليمان النبي بالخليفة ولكن ذكر سليمان أبيه عليه السلام .. وهكذا اعتبرت الخلافة حالة ممتدة في البيت الداوودي

وفي ذلك اعتبار معجز في الدلالة القرآنية والقراءة التفسيرية الغيبية والمستقبلية للقرآن .. وهذه التجربة والأنموذج رأيناه يتكرر في التجربة الموسوية الهارونية كما سيجئ في قرائتنا التي بين أيدينا ..

وهنا يبرز المراد في التجربتين والمثالين في القرآن كمحدد لخلافة الله تعالى في آخر الزمان وهذا العطاء قد تمحور في إسقاط الأنموذج الهاروني الموسوي .. على الأنموذج العلوي المحمدي الخاتم .. ولهذا كان الامتداد في النبوة الخاتمة بالولاية كما هارون النبي وسليمان النبي عليهما السلام .. ويشاء العلي القدير أن تكون خلاصة النبوات والولايات الممتدة في بيوت الأنبياء في خليفة الله المهدي عليه السلام وهو قائد العالمية ومقام التجديد القرآني النبوي في زمن العالمية والأممية الخاتمة والمختومة بختم المسك الإلهي .. وهو بيان الحق والعدل الإلهي الخاتم للدنيا ..

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }النور36

وهي في التفسير بيوت الأنبياء عامة والمساجد وبيوت النبي وآل النبي محمد وهم الأئمة العارفين ففي بيوت النبي وتحديدا بيت السيد الزهراء وعلى كان ينزل معظم القرآن ..

وفي تفسيرنا لقوله تعالى { أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ }

مرادها أن الله تعالى سيرفع بآل محمد المطهرين عليهم السلام الدين ويختم بهم الدين والنور الخاتم .

لأن البيوت جاءت غير محددة بالمساجد وبالتالي تكون مخصوصة بأصل الساجدين كحالة إلهية وهم مقامات الاصطفاء في البيت الهاشمي حاضنة نور النبوة ومخاض ميلادها كان في بيوتهم يسبح في العالمين والأمم .. فالمطلق يستوعب الخاص . والخاص يكن نقطة المركزالإستقطابي للحالة والنبوة ..

[مسلم عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

[ إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش من بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ]

تفسير القرطبي ج8/273 قوله تعالى : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (128(

[حدثنا عبد الله بن بريدة في قوله عز وجل :

{ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } [ النور : 36 ] قال : إنما هي أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبي : الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وبيت أريحا بيت المقدس بناه داود وسليمان عليهما السلام ومسجد المدينة ومسجد قباء اللذين أسسا على التقوى بناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ]

تفسير ابن كثير ج8/235 قوله تعالى : لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين (108)

فإن ذكر ذلك وهو ليس يكون الثابت أولى من المطلق والخاص في محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام أولى .. وهو كما في الحديث الصحيح الذي جاء في أمير المؤمنين علي عليه السلام .

[ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطابه للإمام علي عليه السلام : عن الصُنابحي عن علي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

[ أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك – يعني الخلافة – فاقبل منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك ] ..

أسد الغابة في معرفة الصحابة المجلد الثالث ص 608

[وعن فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم ثم قال : " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك " وإذا خرج صلى على محمد وسلم ثم قال : " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ]

أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه

والمفسرين يجتهدون في ظاهر النصوص القرآنية والحديثية .. فالحديث كما الظاهر والباطن فيه الدعاء لاستنزال الرحمة والبركة عبر الصلوات على محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام في للنبي صلى الله عليه وآله تعظيم وللمسلمين رحمة .. وبذا نفهم الحديث بالمحتويين المعظمين ومن باب الرحمة الإلهية ذاتها .. وإذا كان العلي القدير قد جعل لكل شيء باب وهو قوله تعالى :

{ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189

وفي تأويل هذه الآيات في كتب المفسرين اختلاف شديد ، لكن المتعقلين من المفسرين ذكروا أن موضوع الدخول من أبواب الحج والمواقيت هي تقريبية في المعنى واللغة ومنهم الألوسي في : روح المعاني مثلا .. وهذا التوجه العقلاني يفتح باب الوصول لمعارج القبول .. وهو أن القرآن واضح في اتجاهات المصطلح ولا يحق لأحد تفسير القرآن إلا بالنص الحديثي أو اجتهاد العترة الوارثين للعلم والتأويل .

وفي السياق ذكر القندوزي الحنفي في كتابه الهام : ينابيع المودة فقال نصا ..

: [ قال تعالى :

{ وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189

[ فمن أراد العلم فليأته من الباب ]

ينابيع المودة : نفس المصدر السابق ج1/64 الباب الرابع عشر باب " في غزارة علمه عليه السلام "

وبهذا يفسر القرآن بالنص الحديثي المتواتر لا على أهواء قوما ضلوا !! وفيه قال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :

[ أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ] .. وفي رواية :

[ فمن أراد الدين فليأت الباب ]

ابن المغازلي الشافعي : المناقب ص117 رقم 123 ، ص 116 رقم 122

= تفسير نور الثقلين ج1/ 178 رقم 634

وذكر القندوزي الحنفي أيضا :

" عن ابن المغازلي بسنده عن محمد بن عبد الله قال حدثنا " سيدنا " علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين " عليهم السلام أجمعين " قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : [ ياعلي أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من قبل الباب ]

ينابيع المودة ج1/71 : نفس المصدر السابق

الإحاطة الإستخلافية في الأنموذج السليماني :

تجئ الإحاطة من خلال بسط الهيمنة الإلهية للقيادة على الملك ، وتأكيد حالة التسخير المعجز في توطيد الحكومة الإلهية العادلة .. وفيه الدليل المقبل حين الانتقال من المثال الى الأنموذج المهدوي الخاتم .. حيث تشير الدلائل المنقولة وحالات العرفان الإلهي لوجود حالة مزلزلة من المعجزات العالمية بين يدي خليفة الله المهدي . وقد ذكرنا في قرائتنا لمصطلح حزب الله في القرآن أنه إذا أدركت جموع الجماهير المعجزات فلتدرك أن الخليفة العادل عليه السلام قد بزغ نوره ..

والقرآن الكريم من خلال هذه التاريخية المعظمة يوطئ الأمم لاستقبال مرحلة التحول التاريخي .. الوشيك . وفي السياق المثال السليماني :

قال تعالى :

{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }النمل22

:[ قال فقال له هدهد بلقيس أي شيء تقول قال أقول لك ما تسمع قال إن هذا لعجب وأعجب من ذاك أن كثرة هؤلاء القوم تملكهم امرأة أوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم جعلوا الشكر لله أن يسجدوا للشمس من دون الله قال وذكر الهدهد سليمان فنهض عنه فلما انتهى إلى العسكر تلقته الطير وقالوا توعدك رسول الله فأخبروه بما قال قال وكان عذاب سليمان للطير أن ينتف ريشه ويشمسه فلا يطير أبدا فيصير من هوام الأرض أو يذبحه فلا يكون له نسل أبدا قال فقال الهدهد أو ما استثنى رسول الله قالوا بل قال أو ليأتيني بعذر مبين قال فلما أتى سليمان قال ما غيبك عن مسيري قال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين حتى بلغ فانظر ماذا يرجعون قال فاعتل له بشيء وأخبره عن بلقيس وقومها ما أخبره الهدهد فقال له سليمان قد اعتللت سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم قال فوافقها وهي في قصرها فألقى إليها الكتاب فسقط في حجرها أنه كتاب كريم وأشفقت منه فأخذته وألقت عليه ثيابها وأمرت بسريرها فأخرج فخرجت فقعدت عليه ونادت في قومها فقالت لهم يأيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ولم أكن لأقطع أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين إلى وإني مرسلة إليهم فإن قبلها فهذا ملك من ملوك الدنيا وأنا أعز منه وأقوى وإن لم يقبلها فهذا شيء من الله

فلما جاء سليمان الهدية قال لهم سليمان أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم إلى قوله وهم صاغرون يقول وهم غير محمودين قال بعثت إليه بخرزة غير مثقوبة فقالت اثقب هذه قال فسأل سليمان الإنس فلم يكن عندهم علم ذاك ثم سأل الجن فلم يكن عندهم علم ذاك قال فسأل الشياطين فقالوا ترسل إلى الأرضة فجاءت الأرضة فأخذت شعرة في فيها فدخلت فيها فنقبتها بعد حين فلما رجع إليها رسولها خرجت فزعة في أول النهار من قومها وتبعها قومها قال ابن عباس وكان معها ألف قيل.

قال ابن عباس أهل اليمن يسمون القائد قيلا مع كل قيل عشرة آلاف قال العباس قال علي عشرة آلاف ألف

قال العباس قال علي فأخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن شداد بن الهاد قال فأقبلت بلقيس إلى سليمان ومعها ثلاثمائة قيل واثنا عشر قيلا مع كل قيل عشرة آلاف

قال عطاء عن مجاهد عن ابن عباس وكان سليمان رجلا مهيبا لا يبتدئ بشيء حتى يكون هو الذي يسأل عنه فخرج يومئذ فجلس على سريره فرأى رهجا قريبا منه فقال ما هذا قالوا بلقيس يا رسول الله قال وقد نزلت منا بهذا المكان قال مجاهد فوصف لنا ذلك ابن عباس فحزرته ما بين الكوفة والحيرة قدر]

تفسير الطبري ج1/290 : تفسير الآيات ..

{إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }النمل23

{وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ }النمل24

وفي المثال القرآني مغازي عديدة للمعجزة تخدم الحالة الأمنية للحكومة الإلهية . . توجز في تسخير حالة التسخير الرانية لخدمة مشروع العبودية والعدل . هو المدخل لإسقاط الخيارات الفكرية لحزب الشيطان وعقيدته الوثنية .. من خلال استعلائية حزب الله الغالبون في التمكين والظهور ..

يتبع بمشيئة الله بقية المبحث في الحلقة التالية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين المنتجبين

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


الأحد، 3 أكتوبر 2010

الحلقة الأولى : مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن – الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي


الحلقة الأولى : مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن – الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي

مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن


أولا ــ تعريف القيادة كمفهوم :

الحلقة الأولى

ــ القيادة في اللغة :

[ القَوْدُ نقيض السَّوْق يَقُودُ الدابَّة من أَمامِها ويَسُوقُها من خَلْفِها فالقَوْدُ من أَمام والسَّوْقُ من خَلْف قُدْتُ الفرس وغيره أَقُودهُ قَوْداً ومَقادَة وقَيْدُودة وقاد البعيرَ واقْتادَه معناه جَرَّه خلفه وفي حديث الصلاة اقْتادوا رَواحِلَهم قاد الدابةَ قَوْداً فهي مَقُودة ومَقْوُودَة الأَخيرة نادرة وهي تميمية واقْتادَها والاقْتِيادُ والقَوْدُ واحد واقْتادَهُ وقادَهُ بمعنى وقَوَّدَهُ شدِّدَ للكثرة والقَوْدُ الخيل يقال مَرَّ بنا قَوْد الكسائي فرس قَوُودٌ بلا همز الذي ينقاد والبعير مثله والقَوْد من الخيل التي تُقادُ بِمَقاوِدِها ولا تركب وتكون مُودَعَة مُعَدّة لوقت الحاجة إِليها يقال هذه الخيلُ قَوْدُ فلان القائِد وجمع قائد الخيل قادَة وقُوَّاد وهو قائد بَيِّن القِيادة والقائِدُ واحد القُوَّاد والقادةِ ورجل قائد من قوم قُوَّد وقُوَّاد وقادة وأَقاده خيلاً أَعطاه إِياها يَقُودها وأَقَدْتُك خيلاً تَقُودُها والمِقْوَدُ والقِيادُ الحبل الذي تقود به الجوهري المقود الحبل يشدّ في الزِّمام أَو اللِّجامِ تُقاد به الدابَّة والمِقْوَدُ خَيْط أَو سير يجعل في عنق الكلب أَو الدابة يقاد به وفلان سَلِسُ القِياد وصَعْبُه وهو على المثل وفي حديث علي رضوان الله عليه فمن اللَّهِج باللذةِ السَّلِس القِيادِ للشَّهْوَةِ واستعمل أَبو حنيفة القِيادَ في اليعاسِيب فقال في صِفاتها وهي مُلوك النحل وقادَتُها وفي حديث السَّقِيفَةِ فانطلق أَبو بكر وعمر يَتَقاودان حتى أَتَوْهُم أَي يَذْهبان مُسْرِعَين كأَن كل واحد منهما يَقُودُ الآخرَ لسُرْعَتِه وأَعطاه مَقادَتَه انقادَ له والانقيادُ الخُضوعُ تقول قُدْتُهُ فانقادَ واستقادَ لي إِذا أَعطاك مَقادتَه وفي حديث عليّ قُرَيْشٌ قادَة ذادَة أَي يَقُودونَ الجُيُوشَ وهو جمع قائِدٍ وروي أَنَّ قُصَيّاً قَسَمَ مَكارِمَه فأَعْطى قَوْدَ الجُيُوشِ عبدَ منافٍ ثم وَلِيَها عبدُ شَمْسٍ ثم أُمية بن حرب ثم أَبو سفيان وفرس قَؤُود سَلِسٌ مُنْقادٌ وبعير قَؤُود وقيِّدٌ وقَيْدٌ مثل مَيْت وأَقْوَدُ ذليل مُنْقاد والاسم من ذلك كله القِيادةُ وجعلته مَقادَ المُهْرِ أَي على اليمين لأَن المهر أَكثر ما يُقادُ على اليمين قال ذو الرمة وقد جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عن يمينٍ مَقادَ المُهْرِ واعْتَسَفُوا الرِّمالا وقادت الريحُ السحابَ على المَثَل قالت أُم خالد الخثعمية لَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضا بِزِمامِ وأَقادَ الغَيثُ فهو مُقِيدٌ إِذا اتسع وقول تميم بن مقبل يصف الغيث سَقاها وإِن كانتْ عَلَيْنا بَخِيلَةً أَغَرُّ سِماكِيٌّ أَقادَ وأَمْطَرَا قيل في تفسيره أَقاد اتَّسَع وقيل أَقاد أَي صار له قائد من السحاب بين يديه كما قال ابن مقبل أَيضاً له قائدٌ دُهْمُ الرَّبابِ وخَلْفَه رَوايا يُبَجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرا أَراد له قائدٌ دُهْمٌ رَبابُه فلذلك جَمَع وأَقادَ تقدَّم وهو مما ذكر كأَنه أَعطَى مَقادَتَه الأَرضَ فأَخَذَتْ منها حاجتها وقول رؤبة أَتْلَع يَسْمُو بِتَلِيلٍ قَوَّاد قيل في تفسيره مُتَقَدّم ويقال انقادَ لي الطريق إِلى موضع كذا انقِياداً إِذا وَضَح صَوْبُه قال ذو الرمة في ماءٍ وَرَدَه تَنَزَّلَ عن زَيْزَاءَةِ القُفِّ وارْتَقَى عن الرَّمْلِ فانقادَتْ إِليه الموارِدُ قال أَبو منصور سأَلتُ الأَصمعي عن معنى وانقادتْ إِليه المَواردُ قال تتابَعَتْ إِليه الطُّرُقُ والقائدةُ من الإِبلِ التي تَقَدَّمُ الإِبِلَ وتَأْلَفُها الأُفْتاءُ والقَيِّدَةُ من الإِبل التي تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ بها وهي الدَّرِيئة والقائدُ من الجَبَل أَنْفُه وقائد الجبل أَنْفُه وكلُّ مستطيلٍ من الأَرضِ قائدٌ التهذيب والقِيادَةُ مصدر القائدِ وكلُّ شيءٍ من جَبَلٍ أَو مُسَنَّاةٍ كان مستطيلاً على وجه الأَرض فهو قائدٌ وظهر من الأَرض يَقُودُ ويَنْقادُ ويَتَقاوَدُ كذا وكذا ميلاً والقائدَةُ الأَكمَةُ تمتدُّ على وجه الأَرض والقَوْداءُ الثَّنِيَّةُ الطويلةُ في السماءِ والجبل أَقْوَدُ وهذا مكان يَقُودُ من الأَرض كذا وكذا ويقتادُه أَي يُحاذِيه ]

لسان العرب ج3/370 باب " قود "

[ القَوْدُ : نقيضُ السَّوْقِ فهو من أمامٍ وذاكَ من خَلْفٍ كالقِيادَةِ والمَقادَةِ والقَيْدودَةِ والتَّقْوادِ

1

والاقْتِيادِ والتَّقْويدِ والخيلُ أو التي تُقادُ بِمَقاوِدِها ولا تُرْكَبُ والدَّابَّةُ مَقُودَةٌ ومَقْوُودَةٌ . واقْتادَها

فاقْتادَتْ وانْقادَتْ . ورَجُلٌ قائِدٌ من قُوَّدٍ وقُوَّادٍ وقادَةٍ . وأقادَه خَيلاً : أعْطاهُ ليَقودَها و القاتِلَ بالقَتيلِ : قَتَلَه به و الغَيْثُ ]

القاموس المحيط ج1/399 باب : القاف

[والقائدُ من الجَبَلِ : أنْفُه وكُلُّ مُسْتَطيلٍ من أرضٍ أو جَبَلٍ على وجْهِ الأرضِ وأعْظَمُ فُلْجانِ الحَرْثِ والأَوَّلُ من بَناتِ نَعْشٍ الصُّغرَى الذي هو آخِرُها : قائِدٌ والثاني : عَنَاقٌ وإلى جانِبِه قائدٌ صغير وثانيهِ : عَناقٌ وإلى جانِبِه الصَّيْدَقُ وهو السُّهى والثالِثُ : الحَوَرُ . والقَياديدُ : الطِّوالُ من الأُتُنِ وغيرِها الواحِدَةُ : قَيْدودٌ . والقِيدُ بالكسر والقادُ : القَدْرُ . والأَقْوَدُ : الشديدُ العُنُقِ والبخيلُ على الزَّاد والجَبَلُ الطويلُ كالمُقَوَّدِ كمُعَظَّمٍ ومَنْ أقْبَلَ على شيءٍ لم يَكَدْ يَنْصرِفُ عنه . والقَوَدُ محرَّكةً : القِصاصُ وطولُ الظَّهْرِ والعُنُقِ . وانْقادَ : خَضَعَ وذَلَّ و لِيَ الطريقُ إليه : وضَحَ . والقَوْداءُ : الثَّنِيَّةُ العالِيَةُ . والقَوَّادُ ككَتَّانٍ : الأَنْفُ حِمْيَرِيَّةٌ . والأَحْمَرُ بنُ قُوَيْدٍ كزُبَيْرٍ : م . والمَقادُ بالفتح : جَبَلٌ بالصَّمَّانِ . والقائِدةُ : الأَكَمَةُ تَمْتَدُّ على الأرضِ .]

القاموس المحيط : نفس المصدر السابق ج1/400 باب " القاف "

[ و ( قَادَ ) الأمير الجيش ( قِيَادَةً ) فهو ( قَائِدٌ ) و جمعه ( قَادَةٌ ) و

( قُوّادٌ ) و ( انْقَادَ ) ( انْقِيَاداً ) في المطاوعة و تستعمل ( القِيادَةُ ) و فعلها و رجل ( قَوّادٌ ) ]

المصباح المنير ج2/518 الناشر : المكتبة العلمية – بيروت

القيادة في الحديث النبوي :

[ عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش

سمع عليا رضي الله عنه يقول سلوني فوا لله لا تسألوني عن فئة خرجت تقاتل مائة أو تهدي مائة إلا أنباتكم بسائقها وقائدها وناقعها ما بينكم وبين قيام الساعة ] ..

كتاب الفتن : ج1/40 رقم 45 الناشر : مكتبة التوحيد – القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1412 = كنز العمال ج 11/39 رقم 31309 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت 1989 م

[عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : الإيمان قائد و العمل سائق و النفس حرون فإذا ونى قائدها لم تستقم لسائقها و إذا ونى سائقها لم تستقم لقائدها و لا يصلح هذا إلا مع هذا حتى تقدم على الخير الإيمان بالله مع العمل لله و العمل لله مع الإيمان بالله

شعب الإيمان المؤلف : أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ج1/82 رقم 69 ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1410

[عن وهب بن منبه أنه كان يقول الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حرون إن فتر قائدها صدت عن الطريق ولم تستقم لسائقها وإن فتر سائقها حرنت ولم تتبع قائدها فإذا اجتمعا استقامت طوعا أو كرها ولا تستطيع أبدى 2 إلا بالطوع والكره إن كان كلما كره الإنسان شيئا من دينه تركه أوشك أن لا يبقى معه من دينه شئ ]

حلية الأولياء ج4/ 31 دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الرابعة ، 1405

[عبد الرحمن بن محمد الكوفي عن علي بن إسماعيل الهيثمي عن فضيل الرسان قال دخلت على جعفر بن محمد أعزيه عن عمه زيد ثم قلت له ألا أُنشدك شعر السيد فقال أنشد فأنشدته قصيدة يقول فيها

فالناس يوم البعْث راياتُهُم ... خمسٌ فمنها هالكٌ أرْبَعُ

قائدُها العجل وفِرْعَونهم ... وسامِريّ الأُمّةِ المُفْظع

( ومارِقٌ من دينه مُخْرَج ... أسودُ عبدٌ لُكَعٌ أوْكع

ورايةٌ قائدها وجهُه ... كأنه الشمس إذا تطلُع

فسمعت مجيبا من وراء الستور فقال من قائل هذا الشعر فقلت السيد فقال رحمه الله فقلت جعلت فداك إني رأيته يشرب الخمر فقال رحمه الله فما ذنب على الله أن يغفره لآل علي إن محب علي لا تزل له قدم إلا تثبت له أُخرى ]

الأغاني : المؤلف : أبي الفرج الأصفهاني ج7/272 الناشر : دار الفكر - بيروت الطبعة الثانية

قول الزرقاء :

[ أيها الناس ارعوا وارجعوا إنكم أصبحتم في فتنة غشتكم جلابيب الظلم وجارت بكم عن قصد المحجة فيا لها فتنة عمياء صماء بكماء لا تسمع لناعقها ولا تسلس لقائدها إن المصباح لا يضيء في الشمس والكواكب لا تنير مع القمر ولا يقطع الحديد إلا الحديد ألا من استرشد أرشدناه ومن سألنا أخبرناه

أيها الناس إن الحق كان يطلب ضالته فأصابها فصبرا يا معاشر

المهاجرين والأنصار على الغصص فكأن قد اندمل شعب الشتات والتأمت كلمة التقوى ودمغ الحق باطله فلا يجهلن أحد فيقول كيف العدل وأنى ليقضي الله أمرا كان مفعولا ألا وإن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء ولهذا اليوم ما بعده والصبر خير في عواقب الأمور أيها لحرب قدما غير ناكصين ولا متشاكسين ] ..

صبح الأعشى في صناعة الإنشا المؤلف : أحمد بن علي القلقشندى ج1/300 ، الناشر : دار الفكر – دمشق الطبعة الأولى ، 1987

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :

[ وأن يجعل النجاح قائدها وسائقها والصلاح أولها وآخرها وما توفيق أمير المؤمنين إلا بالله عليه يتوكل وإليه ينيب أمره بتقوى الله التي هي أحرز المعاقل وأحصن الجنن عند النوازل وأعظم ملجإ يلجأ إليه وآمن موئل يعول عليه وأن يعتقدها في خلوته وحفلته ويعتمدها في سره وعلانيته ويجعلها سببا يتبعه ولباسا يدرعه فينازع بها من نازعه ويوادع بها من وادعه فإنها أوكد الأسباب وأوصل القرب والأنساب وأولى الناس بالتمسك بحبلها والإشتمال بظلها من كان بأجل المناسب تعلقه وبأشرف الخلائق تخلقه قال الله سبحانه ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ]

نفس المصدر السابق ج1/265

[ وتفسير على بن إبراهيم قال على بن إبراهيم في قوله :

" وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضو ا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا " فانه حدثني :

أبى رفعه قال : قال ابوعبدالله : لما نزلت الولاية وكان من قول رسول الله صلى الله عليه واله بغدير خم سلموا على على عليه السلام بامرة المؤمنين فقالا : من الله ومن رسوله ؟ فقال لهما : نعم حقا

من الله ومن رسوله ، انه أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين يقعده الله يوم

القيمة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة ، ويدخل أعدائه النار ، فأنزل الله عزوجل : " ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون " يعنى قول

رسول الله صلى الله عليه واله من الله ومن رسوله ، ثم ضرب لهم مثلا فقال : " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون إيمانكم دخلا بينكم " . ]

تفسير نور الثقلين ج3/ 209 تفسير سورة إبراهيم والحجر [في كتاب التوحيد

بإسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدا لله عليه السلام قال :

قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته :

" أنا الهادي وأنا المهدي ، وأنا أبواليتامى والمساكين و زوج الأرامل ، وأنا ملجأ كل ضعيف ، ومأمن كل خائف . وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة ، وأنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى ، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده ، وأنا جنب الله الذى يقول : ( ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في حنب الله ) وانا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وانا باب حطته 0 من عرفني وعرف حقى فقد عرف ربه ، لانى وصى نبيه في أرضه ، وحجته على خلقه ، لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله . ] .

[ وجنب الله جوار الله وجاهه المعظم : المؤلف ]

نور الثقلين ج4/494

[- في تفسير على بن إبراهيم " فأوحى إلى عبده ما أوحى " قال :

وحى مشافهة . وفيه "

: " فأوحى إلى عبده ما أوحى " فسئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك الوحي ؟ فقال :

أوحى إلى أن عليا سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين ، فدخل القوم في الكلام ، فقالوا : من الله ومن رسوله ؟ فقال الله جل ذكره لرسوله صلى الله عليه وآله : قل لهم ما كذب الفؤاد ما رأى ثم رد عليهم فقال :

أفتمارونه على ما يرى فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمرت بغير هذا ، أمرت ان انصبه

للناس فأقول لهم : هذا وليكم من بعدى ، وانه بمنزلة السفينة يوم الغرق ، من دخل

* ( هامش ) * ( 1 ) قطف الثمرة : قطعها . ( * )

فيها نجي ومن خرج عنها غرق . ]

تفسير نور الثقلين ج5/ 152 ــ 153

.. وفي الوصية قال صلى الله عليه وآله :

[ لكل نبي وصي ووارث وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب ]

المناقب لابن المغازلي ص 192 رقم 238

" يا بني عبد المطلب ، والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ " (4) فأحجم القوم عنها جميعا ، فقال علي عليه السلام أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم برقبته ثم قال:

[ إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ]

تاريخ الطبري المجلد 1/ 542- 543 (مفصلا..) = كنز العمال ج13/ 114 رقم 36419 ،

وذكر العلامة البغوي رحمه الله :

وحين رفض القريشيون نداء الإنذار

{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214

[ بولاية النبي ووراثة النبوة قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

[ فأخذ برقبتي وقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ]

معالم التنزيل في التفسير والتأويل المجلد 4/ 279

[ وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

[ يا أنس اسكب لى وضوءا ]

قال : فعمدت فسكبت للنبي وضوءا في البيت ( 4 ) فأعلمته فخرج فتوضأ ثم عاد إلى البيت إلى مجلسه ثم رفع رأسه إلى انس فقال :

[ يا أنس أول من يدخل علينا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ]

، قال أنس فقلت بيني وبين نفسي : اللهم اجعله رجلا من قومي ، قال : فإذا أنا بباب الدار يقرع ، فخرجت ففتحت فإذا على بن أبي طالب عليه السلام ، فدخل فيمشى فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله حين رآه وثب على قدميه مستبشرا فلم يزل قائما وعلى يمشى حتى دخل عليه البيت

، فاعتنقه رسول الله فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح بكفه وجهه 00 فيمسح به وجه على ويمسح عن وجه على بكفه فيمسح به

وجهه يعنى وجه نفسه فقال له على : يا رسول الله لقد صنعت بى اليوم شيئا ماصنعت بى قط فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

[ وما يمنعني وأنت وصيي وخليفتي والذي يبين لهم ما يختلفون ـ فيه ـ بعدى ، وتسمعهم نبوتي.]

تفسير العياشي ج2/261

وفي بيان مقام الوصية والوراثة في القيادة الإلهية :

[ هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له أطيعوا ]

ابن عساكر : المصدر السابق ج 42/48،49 رقم الحديث 8381

[عن معمر عن قتادة : { ولكل قوم هاد } قال : نبي يدعوهم إلى الله

حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : { ولكل قوم هاد } قال : لكل قوم نبي الهادي النبي صلى الله عليه وسلم و المنذر أيضا النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ : ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) وقال : ( نذير من النذر الأولى ) قال : نبي من الأنبياء

وقال آخرون : بل عني به : ولكل قوم قائد

ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب قال حدثنا جابر بن نوح عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } قال : إنما أنت يا محمد منذر ولكل قوم قادة]

تفسير الطبري ج7/341 في قوله تعالى :

" ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (7(

[عن ابن عباس في الآية : يقول الله تعالى :

[ أنت يا محمد منذر وأنا هادي كل قوم ]

وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وغير واحد وعن مجاهد

{ ولكل قوم هاد } أي نبي كقوله : { وإن من أمة إلا خلا فيها نذير }

وبه قال قتادة وعبد الرحمن بن زيد وقال أبو صالح ويحيى بن رافع { ولكل قوم هاد } أي قائد : وقال أبو العالية : الهادي القائد والقائد الإمام والإمام العمل وعن عكرمة وأبي الضحى :

{ لكل قوم هاد } قالا : هو محمد صلى الله عليه وسلم ..

وقال مالك : { ولكل قوم هاد } يدعوهم إلى الله عز وجل ]

[عن السدي عن عبد خير عن علي { ولكل قوم هاد }

قال : الهادي رجل من بني هاشم قال الجنيد :

هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ]

تفسير ابن كثير ج ج2/ 659 في قوله تعالى " ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ( 7)

= مختصر ابن كثير ج2387 قوله تعالى " ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (7)

[ إن عبد الله أنه قال : إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه قالوا : فعلمنا قال : قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ونبيك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ]

تفسير القرطبي ج2/650 في قوله تعالى:

" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (56(

[حدثنا الحسن قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

[ إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة وريح طيبة فيقول له : ما أنت ؟ فوالله إني لأراك عين امرئ صدق فيقول له : أنا عملك فيكون له نورا وقائدا إلى الجنة وأما الكافر فإذا خرج من قبره صور له عمله في صورة سيئة وريح منتنة فيقول له : ما أنت ؟ فوالله إني لأراك عين امرئ سوء فيقول له : أنا عملك فينطلق به حتى يدخله النار ]

تفسير فتح القدير للشوكاني ج 2/618 قوله تعالى : " دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (10(

[ عن ابن بريده عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

[ من مات من أصحابي بأرض كان نورهم وقائدهم يوم القيامة : ]

قوله عز وجل : { ليغيظ بهم الكفار } أي إنما كثرهم وقواهم ليكونوا غيظا للكافرين ]

تفسير البغوي ج1/323 قوله تعالى : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ( 29) = الصواعق المحرقة ج1/18 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 = تاريخ دمشق لإبن عساكر ج2/416 رقم 507

[ وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال : أوحى الله إلى عيسى عليه الصلاة والسلام : إني وهبت لك حب المساكين ورحمتهم تحبهم ويحبونك ويرضون بك إماما وقائدا وترضى بهم صحابة وتبعا وهما خلقان اعلم أن من لقيني بهما لقيني بأزكى الأعمال وأحبها إلي ]

تفسير الدر المنثور ج2/203 قوله تعالى : " ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49)

[وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : التوفيق خير قائد وحسن الخلق خير قرين والعقل خير صاحب والأدب خير ميزان ولا وحشة أشد من العجب ]

تفسير الدر المنثور ج7/609 قوله تعالى " فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ( 39)

[ وأخرج ابن مروديه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أنا أولهم خروجا إذا خرجوا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا أنصتوا وأنا مستشفعهم إذا جلسوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة والمفاتيح بيدي ولواء الحمد بيدي وآدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر يطوف عليهم ألف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ]

تفسير الدر المنثور ج8/376 قوله تعالى : " ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا (19) وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا (20)

و قال صاحب تفسير زاد المسير في قوله تعالى :

[ ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (7

أحدها أن المراد بالهادي الله عز وجل رواه العوفي عنب ابن عباس وبه قال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والضحاك والنخعي فيكون المعنى إنما إليك الإنذار والله الهادي

والثاني أن الهادي الداعي رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

والثالث أن الهادي النبي صلى الله عليه وسلم قاله الحسن وعطاء وقتادة وابن زيد فالمعنى ولكل قوم نبي ينذرهم

والرابع أن الهادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا قاله عكرمة وأبو الضحى والمعنى أنت منذر وأنت هاد

والخامس أن الهادي العمل قاله أبو العالية

والسادس أن الهادي القائد إلى الخير أو إلى الشر قاله أبو صالح عن ابن عباس

وقد روى المفسرون من طرق ليس فيها ما يثبت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي من بعدي ]

تفسير زاد المسير في علم التفسير : عبد الرحمن الجوزي ج 4/307 الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثالثة ، 1404

: قوله تعالى : " ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (7)

النقيب هو القائــد :

قال الله تعالى :

{وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة12

في العنوان النقيب هو القائد وهو السيد .. وهو رئيس الأمة ومحرك الجماهير بالسيادية نحو سيادية الثورة .. و القائد الإلهي هو الذي يدفع بالأمة نحو أعلى مقامات الشرف الإلهي والسيادية ، ويجعل من الأمة المحمدية شرفا للأمم .. والنقيب هو الحجة في العوالم الأرضية .. [ أنا وعلي حجة الله على عباده ]

أنظر : قراءتنا لمصطلح : [ الحجة البالغة ] منشور على موقع أمة الزهراء : شبكة الأ بدال العالمية ..

وقد ورد مصطلح [ نقيبا ] وهو الدال على المصطلح القرآني : [ النقابة الإلهية ] بعدد توحيدي مرة واحدة في القرآن وهذا له الرمزية للإمام والحجة من آل النبي محمد عليهم السلام .. وهو السبط القائد ، وقد جمع القرآن النقيب بالنقباء وهم السادة الوارثين .. وحددهم

بقيمة السر القرآني وهو العدد [ 12 ] [اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً ] و قد جاء المصطلح في القرآن لمرة واحدة وفيه رمزية الخصوصية المنسوبة لمقامك الشرف الرباني المقدس وهو المتوازي مع القيمة الروحانية لقوله تعالى :

{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً }الإسراء65

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }

: الأنبياء105

وفي الآية القرآنية ..

{ وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } : المائدة12

تبيان الميثاق وهو الحجة الإلهية البالغة والمبلغة على الأنبياء في مقام الروح العلوية وقبل الخلق على وحدانية الله تعالى وعلى نبوة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وقد أشهدهم فشدوا .. وقال الله تعالى :

{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }آل عمران : 81

وقد حدد الميثاق بعد الختم بالشهادة التوحيدية على النبوة المحمدية وهي بدء الخلق والنور .. وعلى ميثاق الأئمة الشاهدين من آل محمد الطاهرين عليهم السلام ليكونوا هم الأصل القرآني في المثال والأنموذج القرآني .. ولهذا كانت الشهادة الإلهية وهو قوله تعالى :

{ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }آل عمران81

وبهذا جعل التنقيب هو الحفر

ونذكر أن ما جاء عند المفسرين من الخلط في مفهوم النقباء الإثنى عشر بأنهم فتنوا أو ارتدوا وهذا مخالف للعقل والمنطق أن تفتن جماعة ربانية مأخوذ عليها العهد والميثاق وهم بمقام الحواريين عند السيد المسيح والأنبياء عليهم السلام ..

وهذا الخلط هو فيها بين وظاهر .. إن النقباء في رؤيتنا إنما هم القادة للحركة التاريخية المتواصلة .. وختامهم بقية الله في أرضة وخليفة الله في سمائه .. فأي تواصل لهذه القيادات التاريخية المطهرة .. التي يكون ختامها خليفة الله وبقيته فيها الشبهة والله تعالى :

{بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }هود86

وهم ختم الأئمة النورانيين الإثنى عشر في القرآن وقلب النبوة .. فخليفة الله المهدي عليه صلوات الرب وسلامه هو الختم والبقية في زمن النهاية .. وهو قائد السيف .. وقائد الدم المنتظر .. فليرتقب كل الظالمين وحاملين أقلام وألسنة السوء والعار خليفة السيف !! وحامل لواء الثورة والتجديد وثورة العدل القادمة ...

وقد ذكر الطبري رحمه الله في الرواية :

[حدثت عن الحسين بن الفرج المروزي قال : سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد يقول في قوله :

{ وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا } أمر الله بني إسرائيل أن يسيروا إلى الأرض المقدسة مع نبيهم موسى صلى الله عليه وسلم فلما كانوا قريبا من المدينة قال لهم موسى : ادخلوها ! فأبوا وجبنوا وبعثوا اثني عشر نقيبا لا لينظروا إليهم فانطلقوا فنظروا فجاءوا بحبة من فاكهتهم بوقر الرجل فقالوا : اقدروا قوة قوم وبأسهم هذه فاكهتهم ! ! فعند ذلك قالوا لموسى : { اذهب أنت وربك فقاتلا } [ المائدة : 24 ]

تفسير الطبري ج4/448 قوله تعالى :

ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا : الآيات 12)

وفي مجال تفسيري آخر ذ1كر الطبري رحمه الله وهو من كبار أهل التفسير :

[ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله : { اثني عشر نقيبا } من كل سبط من بني إسرائيل رجل أرسلهم موسى إلى الجبارين فوجدوهم يدخل في كم أحدهم اثنان منهم يلقونهم إلقاء ولا يحمل عنقود عنبهم إلا خمسة أنفس بينهم في خشبة ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة أنفس أو أربعة ]

نفس المصدر السابق ج 4/515 قوله تعالى " قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون (22)

وفي هذا المقطع واضح البيان فيه أن الوفد المرسل هم من كل سبط أي مختارين من قبل الأسباط وليسوا سادة الأسباط وهم النقباء الموسويين عليهم السلام ..

وإجمالا فإن كتب التفسير والنقول فيها خلط بين المجموعة والتي نراها مكلفة من النقباء والنقول تؤكد أنهم هم النقباء .. والأصح منطقيا وتقديسا للسيرة الموسوية المشرفة الاتجاه بالتطهير للحالة .. وإلا يمكن وضع هذه الروايات في خانة الإسرائليات !!

لأن القرآن الكريم واضحا وهو يتحدث عن النقباء لا يقصد بهم إلا أبناء النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو .. " ملكوت الله "

كما عبر السيد عبد الله المسيح عليه السلام وحسب المسجل في الإنجيل :

[16الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». 17مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ:«تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ ] .

إنجيل متى : الإصحاح 4/ 16 ــ 17

وقد شن السيد المسيح عليه السلام هجوما كاسحا على الفريسيين أعداء الرسالة النبوية وعملاء المخابرات الرومانية وذلك في خطابه في القدس المقدسة ومقام الصلاة والذي منعوه إياه وحاصروه من أجل بشارته بمحمد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وسليله المعظم خليفة الله المهدي علي السلام .. فقال :

[13«لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ. 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا. 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ. 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ 18وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. 19أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ 20فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ! 21وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، 22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ. 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً ] [لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. 29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، 30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ 34لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، 35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. 36اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!

37«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».

إنجيل متى : الإصحاح 4/13ــ 39

والآتي هو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين والنقباء هم الأسباط والنقباء الشاهدين من ذريته المطهرين ..

ومما يفاد في السياق أن المعنى اللغوي للنقيب كما جاء في لسان العرب :

[ والنَّقْبُ أَن يجمع الفرسُ قوائمه في حُضْرِه ولا يَبْسُطَ يديه ويكون حُضْرُه وَثْباً والنَّقِيبةُ النَّفْسُ وقيل الطَّبيعَة وقيل الخَليقةُ والنَّقِيبةُ يُمْنُ الفِعْل ابن بُزُرْجَ ما لهم نَقِيبةٌ أَي نَفاذُ رَأْيٍ ورجل مَيْمونُ النَّقِيبة مباركُ النَّفْسِ مُظَفَّرٌ بما يُحاوِلُ قال ابن السكيت إِذا كان مَيْمونَ الأَمْرِ يَنْجَحُ فيما حاوَل ويَظْفَرُ وقال ثعلب إِذا كان مَيْمُون المَشُورة وفي حديث مَجْدِيِّ بن عمرو أَنه مَيْمُونُ النَّقِيبة أَي مُنْجَحُ الفِعَال مُظَفَّرُ المَطالب التهذيب في ترجمة عرك يقال فلان مَيْمُونُ العَريكَة والنَّقِيبة والنَّقِيمة والطَّبِيعَةِ بمعنًى واحد والمَنْقَبة كَرَمُ الفِعْل يقال إِنه لكريمُ المَناقِبِ من النَّجَدَاتِ وغيرها والمَنْقَبةُ ضِدُّ المَثْلَبَةِ وقال الليث النَّقِيبةُ من النُّوقِ المُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً وحُسْناً بَيِّنةُ النِّقابةِ قال أَبو منصور هذا تصحيف إِنما هي الثَّقِيبَةُ وهي الغَزيرَةُ من النُّوق بالثاءِ وقال ابن سيده ناقة نَقِيبةٌ عظيمةُ الضَّرْع والنُّقْبةُ ما أَحاطَ بالوجه من دَوائره ]

لسان العرب ج1/ 675 : باب : نقب : الناشر : دار صادر بيروت الطبعة الأولى

[وكان من النُّقباءِ جمع نَقِيبٍ وهو كالعَرِيف على القوم المُقَدَّم عليهم الذي يَتَعَرَّف أَخْبَارَهم ويُنَقِّبُ عن أَحوالهم أَي يُفَتِّشُ وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم قد جَعلَ ليلةَ العَقَبَةِ كلَّ واحد من الجماعة الذين [ ص 770 ] 111111 بايعوه بها نَقيباً على قومه وجماعته ليأْخُذوا عليهم الإِسلامَ ويُعَرِّفُوهم شَرائطَه وكانوا اثني عشر نَقيباً كلهم من الأَنصار وكان عُبادة بن الصامت منهم وقيل النَّقِيبُ الرئيسُ الأَكْبَرُ وقولهم في فلانٍ مَنَاقِب جميلةٌ أَي أَخْلاقٌ وهو حَسَنُ النَّقِيبةِ أَي جميلُ الخليقة وإِنما قيل للنَّقِيب نَقيبٌ لأَنه يعلم دخيلةَ أَمرِ القوم ويعرف مَناقبهم وهو الطريقُ إِلى معرفة أُمورهم ]

نفس المصدر السابق ج1/ 769

وفيه الدليل اللغوي على الرسالة والقيادة ..

والتنقيب هو البحث العلمي وهو ما يضطلع عليه السبط من أبواب الدين والتلقي .. فهو من حالة النبوة وسليلها المشرق المقرب .. وهذا ما يرد الرأي القائل بأن النقباء الموسويين قد ارتدوا وفتنوا ..!! لأن إطلاق مصطلح المرتد اليوم يصعد من حالة التشويه التاريخية على القادة الربانيين .. وقد تم ترويج هذه المسميات على النقباء في عهود وسجلات كتب التاريخ إنما كان الهدف منها هو تصريف التأويلات الحكومية والأموية القائمة ..كان الهدف من تكريسها كثقافة عند المسلمين كان هدفها المركزي الحكومي هو العمل على دحض أي عمليه ربط أو إسقاط تفسير ي يقوم على فكرة الربط بين العمق التاريخي للقرآن

[ القصص القرآني ] و العترة المطهرين .. ؟؟ وكتب التاريخ والتفسير تغطي هذه الحالة المؤسفة ..

والعجب لحالة الزيف أن تطول المفسرين ووضع الزيادات عليهم

وحسبي في هذا المقام أن أرفع الملام عن العلامة الطبري رحمه الله تعالى :

وحين كنت بين بعض الرفقاء الصالحين في مجلس للعلم عندي فناولتهم أولا كتاب تاريخ الطبري وقلت لهم أنظروا في كل الموسوعة التاريخية وانظروا في ما يعقب أسماء أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة عليهم السلام ستجده قد أتبع بعد ذكره خلف أسمائهم

[ عليه السلام ]

فشهدوا ذلك .. وفهم الجمع سر الطبري في محبته لآل البيت عليهم السلام .. ثم أتبعت المحاولة .. فتناولت جزء من كتاب

[ تفسير الطبري .. ط 1/ دار ابن حزم بيروت لبنان 1423 ــ 2002 ]

فأطلعته على هؤلاء الرفقاء ..

فتم البحث في عدة مجلدات في التفسير فلم توجد عبارة عليهم السلام لا على آل البيت ولا على الأئمة .. وقد استبدلت بعبارة " كرم الله وجه ــ أو " رضي الله عنه " والسؤال الآن بعد قرون من وفاة الطبري وغيره ؟؟ ما الدافع لهذي الأيدي العابثة في التاريخ من تجرئها على قامة العلماء الأجلاء وحتى التعدي على كتبهم ومآثرهم ومنجزاتهم .!! ولمصلحة من تشطب الصلاة والسلام على آل محمد الطاهرين الذين لا يقاسوا على أحدا كما جاء في الحديث الصحيح ..

تساؤلات عديدة تطرح اليوم ؟؟ والإجابة واضحة بأن هناك مخطط تاريخي لإزاحة آل البيت عليهم السلام من هامة تاريخنا .. وحتى السلام الذي أنزله الله تعالى على آل محمد المطهرين : ب [ سلام على آل ياسين ] وإذا كان هناك العديد من كتب التفسير تؤكد أن سلام آل ياسين هو آل محمد عليهم السلام .. فهم أيضا يحاولون شطبه .. لكي تترك المساحة لأعوان الظالمين والقتلة لآل النبي المطهرين فيسجل التاريخ بسوداوية ..

ولعل هذا ما دفعني لتسجيل كتابي الهام في ساحتنا الحزينة في فلسطين المقدسة :

[ آل البيت : الولاية ــ التحدي ـــ المواجهة " تحت الطبع ] ..

وهو محاولة حزينة حقا في زمن يتكرس فيه قراءة الدين وتفسير المقلوب وحتى في كثير من جوانبه معادي للدين !! وعندما يقرأ التاريخ من يريد الهروب من الإلحاد والوثنية إلى الدين المحمدي فيجده على هذا الحال فيقول : " هذا دين رجعي " يلاحق بالرجم والتكفير والفتاوى المليونية بجواز قتله وحتى حرقة ومنزلة .. وحتى مسجل هذه الكلمات لم يسلم من محاولة التهديد .. هذه ملاحظة محزنة في سياق محاولتنا الدخول لفهم العلاقة بين

[ النبوة وآل البيت عليهم الصلاة والسلام ]

.. والقرآن و.. وهذا سر تناولنا للمصطلح القرآني .

اللهم إنها محاولة فأشهد ..

وفي السياق لا بد من فهم قضية التنقيب في التاريخ بأنها مهمة الأنبياء وكل الرساليين والقديسين .. فهم يصرخون اليوم وبعد قرب ظهور سليل النبي الأعظم صلى الله علية وآله وسلم .. يصرخون في وجه الزيف لإعلان الدعوة للنقباء الجدد.. والرؤساء الجدد

سفر التكوين :

والأسباط الجدد ..بأنهم الشاهدون على هذا العالم والمجددون الموطئون لخليفتهم القائد القادم الوشيك .. يعبدون الناس لخياره وثورته .. وحين طلوع حضرته البهية ستجد الأمم إسلاما محمديا جديدا .. يكتبه الغرباء الصالحون وهم الرجال : الذين لم يبدلوا تبديلا .. يكون النور جلاله .. والنبي حضرته وغطاؤه .. والحقيقة سرباله .. ولو كره الكافرون !!

[ حدثنا سعيد بن سفيان عن منصور بن أبي الأسود عن ليث عن الربيع بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ أنا أولهم خروجا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا أنصتوا وأنا مشفعهم إذا حبسوا وأنا مبشرهم إذا آيسوا الكرامة والمفاتيح يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف علي ألف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ]

سنن الدارمي ج1/39 رقم 48 الناشر دار الكتاب العربي ط1/1407

[عن جابر بن عبد الله إن النبي صلى الله عليه وسلم قال

[: أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر]

قال حسين سليم أسد : إسناده جيد : نفس المصدر السابق ج1/40 رقم 49

وهنا تقدم القيادة العنوان في الأمة في البيت المحمدي المطهرين وهم المعلمون الذي لا يجوز أحد أن يعلمهم ولا أن يتقدم عليهم فهم النقباء والقادة القادمين " ..

[وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ] "

وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ إني لكم فرط وإنكم واردون علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا والأصغر عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما لتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم ]

تفسير الدر المنثور ج2/285 قوله تعالى :

" ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (73)

[ فالنقيب الموكول إليه تدبير القوم لأن ذلك يجعله باحثا عن أحوالهم ؛ فيطلق على الرئيس وعلى قائد الجيش وعلى الرائد ومنه ما في حديث بيعة العقبة أن نقباء

الأنصار يومئذ كانوا اثني عشر رجلا

التحرير والتنوير لإبن عاشور ج1/1111

العالم الوارث هو الخليفة وقائد الأمة :

ومن دلائل النبوة التي قدمتها قراءتنا في بيان الوارثين الخاتمين تبين أنهم هم خلفاء علم الله وحجته في أرضة .. ورشاده في خلقه .. وورثة أنبياءه

[ فإن العالم مصدر الإرشاد والعلم دليل على الخير وقائد إليه قال الله تعالى :

( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) . والعلم على مزاولته ثواب جزيا قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم الملائكة وغشيتهم الرحمة

وذكرهم الله فيمن عنده " ]

تفسير التحرير والتنوير ج 1/3670

[ عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أوحي إلي في علي ثلاث أنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين

هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ]

مستدرك الحاكم ج3/148 رقم 4668 الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 – 1990

[ وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر

رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات ]

مجمع الزوائد للهيثمي ج4568/ رقم 13924

ط دار الفكر بيروت 1412 = كنز العمال ج11/588 رقم 32055

[ وعن عبد الله بن عكيم قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ]

رواه الطبراني في الصغير ج9/160 رقم 14700الناشر : دار الفكر، بيروت - 1412 هـ = كنز العمال ج11/930 رقم 33010 ط مؤسسة الرسالة بيروت 1989 = وورد بنص " سيد المسلمين :كنز ج11/930 رقم 33011

القرآن الناطق هو القائد :

[ حدثنا يزيد بن هارون أنا همام عن عاصم بن أبي النجود عن الشعبي ان بن مسعود كان يقول : يجيء القرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه فيكون له قائدا إلى الجنة ويشهد عليه ويكون سائقا به إلى النار]

مسند الدارمي : نفس المصدر السابق ج2/525 رقم 3325

[ عليكم بالقرآن فاتخذوه إماما وقائدا فإنه كلام رب العالمين الذي هو منه وإليه يعود فآمنوا بمتشابهه واعتبروا بأمثاله

) ابن شاهين في السنة وابن مردويه عن علي (

كنز العمال ج1/802 رقم 2300 ط مؤسسة الرسالة بيروت 1989

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[ أنا قائد المرسلين ) والنبيين يوم القيامة أي أكون إمامهم وهم خلفي قال الخليل : القود أن يكون الرجل أمام الدابة آخذا بناصيتها ( ولا فخر وأنا خاتم النبيين ) والمرسلين ( ولا فخر وأنا شافع ) للناس ( ومشفع ) فيهم ( ولا فخر ) وجه اختصاصه بالأولية أنه تحمل في مرضات ربه ما لم يتحمله بشر سواه وقام لله بالصبر والشكر حق القيام فثبت في مقام الصبر حتى لم يلحقه من الصابرين أحد وترقى في درجات الشكر حتى علا فوق الشاكرين فمن ثم خص بذلك قال العارف ابن عربي : كما صحت له السيادة في الدنيا بكل وجه ومعنى ثبتت السيادة له على جميع الناس يوم القيامة بفتحه باب الشفاعة ولا يكون ذلك لنبي إلا له فقد شفع في الرسل والأنبياء نعم والملائكة فأذن الله عند شفاعته له في ذلك لجميع من له شفاعة من ملك ورسول ونبي ومؤمن أن يشفع فهو أول شافع بإذن الله وأرحم الراحمين آخر شافع يوم القيامة فيشفع الرحيم عند المنتقم أن يخرج من النار من لم يعمل خيرا قط فيخرجه المنعم المتفضل وأي شرف أعظم من دائرة تدار يكون آخرها أرحم الراحمين وآخر الدائرة متصل بأولها وأي شرف أعظم من شرف محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان ابتداء الدائرة به وحيث اتصل به آخرها لكمالها فيه ابتدأت الأشياء وبه كملت "

) الدارمي ) في مسنده ( عن جابر ) قال الصدر المناوي : رجاله وثقهم الجمهور

= فيض القدير للمناوي ج3/43 رقم " 2694 ط المكتبة التجارية بمصر ط1356

الأنبياء والأئمة هم القادة :

السيادة هي القيادة والسبط ... هو العنوان والمدخل لقلب النبوة .. وإذا كان الإمام الحسين عليه السلام : سيد شباب أهل الجنة هو السبط وقائد الثورة .. فإنما يؤكد نور النبوة والحالة : " الحسين مني وأنا من حسين "

... فكان أبوه أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " علي مني كنفسي "

فهم عليه السلام الورثة والعلماء والقادة وختام الأرض بالعدل .يأتون سريعا كما قول التوراة ..

قال أمير المؤمنين عليه السلام : القادة هم :

[ جمع قائد : أي يقودون الناس للعلم والموعظة ( والفقهاء سادة ) جمع سيد وهو الذي يفوق قومه في الخير والشرف : أي مقدمون في أمر دين الله ( ومجالستهم زيادة ) في الخير والعلم والتفقه في الدين

) القضاعي عن علي (

فيض القدير ج3/184 رقم 3090 ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر ط1/1356

الأسباط هم السيادة والقيادة :

قال الله تعالى :

[ {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الأعراف160

وفي الآية الكريمة عنوان واضح على أن القيادة القرآنية هي في الأئمة الأسباط الربانيين من سلالة النبيين عليهم الصلاة والسلام أجمعين.. وقد تردد قوله تعالى في الأسباط أربع مرات متكررة .. في قوله تعالى : { وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ } والأسباط هي جمع لعدد الأئمة من سلالة يعقوب وهم القادة الربانيين ..

وأن قوله تعالى :

{ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ } المقصود منه في جليل التنزيل هو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو بمقام الجلال ونبع السيادية في كل العوالم فهو يعقوب الأمة المحمدية والأمم .. وأن المراد القرآني النازل على صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المهدوف منه عنوان الرسالة وهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم آل البيت عليهم السلام ،

وأن ماذكره القرآن الكريم في قوله تعالى : وكما ذكرت مباحثنا في التفسير القرآني أن المراد من المثال القرآني الجليل هو الأنموذج النبوي المحمدي الخاتم وهو عنوان الوحي وقبلة العارفين والمؤمنين .. وأن مقام آل البيت وتحديدا الأئمة المهديين الراشدين عليهم السلام قد جعلهم القرآن اثنا عشر عينا ونبعا خالصا لا ينضب وقد جعلهم العلي في قرآنه هم حملة العرفان والدين والتأويل ومناحي العلم الإلهي .. وهم بالكلية ورثة علم النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام .. وعلم النبيين عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين .. وهم منابع النور والخير وقد أحصى الله تعالى فيهم كل شئ ..

وهو قول الحق تعالى :

{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } يس /12

وقد جاء في الحديث الإشارة إلى الربط القرآني بقول النبوة في وجود الأسباط السادة الربانيين.. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط ]

سنن ابن ماجة ج1/ 89 رقم الحديث (144 ) الناشر : دار الفكر - بيروت

في الزوائد إسناده حسن . رجاله ثقات = مسند الإمام أحمد بن حنبل ج4/172 رقم 17597 ــ الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان المؤلف : محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي ج15/427 رقم 6971 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الثانية ، 1414 - 1993

= الطبراني : المعجم الكبير ج3/33 رقم 2589 الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل الطبعة الثانية ، 1404 – 1983 : نفس المصدر ج 22/247 رقم 702 = فضائل الصحابة المؤلف : أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني ج2/772 رقم 1361 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الأولى ، 1403 – 1983 =: مشكاة المصابيح : المؤلف : محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي ج3/345 رقم 6160 الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة : الثالثة - 1405 – 1985 ، = السلسلة الصحيحة المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني ج3/229 رقم 1227

الناشر : مكتبة المعارف – الرياض = صحيح الترمذي ج3/225 رقم 2970 = تاريخ دمشق ج 8/206

عن أبى سعيد الخدرى قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

[ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ]

: ورواه الترمذي من حديث سفيان الثوري وغيره عن يزيد بن أبى زياد وقال حسن صحيح وقد رواه أبو القاسم البغوى

[ أخرج الترمذي عن حذيفة أن رسول الله قال :

[ إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ] ..

تاريخ دمشق : نفس المصدر السابق = الصواعق المحرقة ج2/ 546 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الأولى ، 1997 = الجامع الصحيح سنن الترمذي ، ج5/ 660 رقم 3781 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت

[عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

[ الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما ]

هذا حديث صحيح بهذه الزيادة و لم يخرجاه و شاهده : ج3/182 رقم 4779 :

تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 ، وللإحاطة فقد ورد الحديث في إحصائية الموسوعة الشاملة بعدد [ 275 مرة ]

فقدمهما القرآن وحديث النبوة من المطهرين وهم بالإجماع أصحاب الكساء وهم سيدان وقائدان في الأرض وفي السماء يقودان الناس للحق ولحظيرة السيادية والعدل وهم أبواب النبوة وحجج الله في أرضة ومن أصلابهم المطهرين عليهم السلام أجمعين ...

.. وعن علم الأزدي عن سلمان الفارسي قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له :

[ الأئمة بعدي اثنا عشر ثم قال : كلهم من قريش ، ثم يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين ، إلا أنهم اعلم منكم فلا تعلموهم ، ألا أنهم عترتي من لحمي ودمي ، ما بال أقوام يؤذونني فيهم ، لا أنالهم الله بشفاعتي ] ..

كفاية الأثر ص 44 = مسند أحمد ج34/ 523 رقم الحديث 21033، ج34/ 471 رقم 20926

وكان من ألقاب الإمام الحين هو السبط ..

[ " كان يكنى أبا عبد الله ولم يذكر المؤرخون غيرها …

وللإمام الحسين : ألقاب عديدة تدل على سمو ذاته وصفاته الرفيعة " الشهيد ، الطيب ، سيد شباب أهل الجنة ، السبط لقوله صلى الله عليه وآله الطاهرين الحسين سبط من الأسباط ، الرشيد ، الوفي ، المبارك ، الدليل على ذات الله ، البر ، أحد الكاظمين ]

تاريخ دمشق ج14/ 122، 123 = القرشي : حياة الإمام الحسين عليه السلام ص

47

ثانيا : ــ القيادة الإلهية في المنظور القرآني النبوي

" مشروع خليفة الله "

ــ مفهوم القيادة الإلهية :

" القيادة الإلهية " هي مصطلح ثنائي يعبر عن حالة اندماجية من الوصال وحركة المعرفة الربانية والتدرج في سلم الوصال العرفاني المعظم ولا يصل لهذه الحالة من الاندماج الروحاني النوراني بين الله تعالى وحضرته البهية إلا في النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله سلم وهو ماحدث جليا في رحلة الإسراء السماوية التاريخية ودخول النبي صلى الله عليه وآله في عالم النور ليقول سيد الملائكة جبرائيل مشيرا لعدم قدرته بالدخول [ عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل هل ترى ربك قال إن بيني وبينه سبعين حجابا من نار أو نور لو رأيت أدناها لاحترقت ]

الكتاب : العظمة المؤلف : عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني أبو محمد

ج2/670 الناشر : دار العاصمة – الرياض الطبعة الأولى ، 1408

[وفيه أيضا من حديث لأنس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل هل ترى ربك ؟ قال إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور " وفي الأكبر للطبراني من حديث سهل بن سعد " دون الله تعالى ألف حجاب من نور وظلمة " ولمسلم من حديث أبي موسى " حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ولابن ماجه " شيء أدركه بصره ]

كتاب : تخريج أحاديث الإحياء : ج1/64 رقم 2 = الكتاب : إحياء علوم الدين

المؤلف : محمد بن محمد الغزالي أبو حامد الناشر ج1/101 ط / دار المعرفة – بيروت

والمصطلح الثنائي هو التعبير الحق على كلية العلاقة بين هذه القيادة والحضرة الإلهية .. وهي تعبير متطابق مع المصطلح القرآني التشريفي " عباد لنا " ..

" عبادي " وهم المصطفون المنسوبون لحالة الشرف الإلهي .. قال تعالى :

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }إبراهيم11

وما ينطبق على النبي ينطبق على الولي الخاتم من آل محمد الطاهرين من هذا الدخول النوراني ... ولكل من النبي والولي خصوصية خاصة لكل منهما ، لا نعلمها وهي من سر الله تعالى لأصفيائه ..فهو يخص الله تعالى مع خليفته المخصوص والموكل بختم النبوة وتحرير العالم من الرجس والدنس ..

وفي هذا السياق العرفاني تتقدم القيادة الإلهية لتنوب عن النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في التواصل في تطبيق الشريعة الربانية في دوله العدل الإلهية

وإقامة العدل في الظالمين حيث يكون الخليفة الموعود وحسب النصوص النبوية هي " التي تملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ] [وأخرج أحمد وأبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلى أقنى " ولفظ أبي داود : " المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت قبله ظلما وجورا يكون سبع سنين ]

تفسير الدر المنثور ج7/483 قوله تعالى : " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم (19)

الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993

وفي السياق ستقوم القيادة الإلهية بتطبيق التعاليم الإلهية وفق الأمر الإلهي من الله تعالى لخليفته المهدي الموعود عليه السلام .. وقد ورد في الحديث :

[وثبت في الحديث: عن المهدي عليه السلام كما رواه القرطبي وصاحب عقد الدرر [ أن جبرائيل وميكائيل بين ساقتيه ]

القرطبي : التذكرة ص 100

[رجل من أهل بيتي تكون الملائكة بين يديه و يظهر الإسلام ]

القرطبي :نفس المصدر السابق ج1/699 = كتابنا : المهدي عليه السلام : نفس المصدر السابق : باب " المهدي والملائكة "

ــ هي قيادة قرآنية نبوية :

: القيادة الإلهية كما في مصادرنا الإسلامية هو سليل النبوة وهو خليفة الله المهدي الموعود والمنتظر الثاني عشر في سلك الأئمة المهديين من آل البيت ..عليهم السلام

وفي القرآن لمدلول ظهور المهدي والصيحة عند مواجهة السفياني لآل محمد الطاهرين هي عديدة ..

و عن خروج القيادة الإلهية المحتوم قال تعالى :

{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ } ق42

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } هود67

{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ } الحجر73

{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } الحجر83

{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } : المؤمنون41

{فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت40

وجميع هذه الآيات وتفسيرها تؤكد حالة خروج القيادة الإلهية المحتومة وأن الصيحة والخسف بجيش السفياني هما أمران متلازمان ومحتومان .

[ وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ] ...

: والصيحة هنا هي النداء السماوي لجبرائيل عليه السلام يصدرها كخبر عاجل تاريخي بخروج الخاتم من آل محمد الطاهرين عليهم السلام وظهور بقية الله المهدي عليه السلام والمناداة لبيعته عليه السلام

للتوسع في كتابنا : المهدي عليه السلام : باب المعجزات [ الصيحة ]

وفي قوله تعالى :

{إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }الشعراء4

ذكر القرطبي رحمه الله :

" قال : ابن عباس عليه السلام :

: نزلت فينا وفي بني أمية ستكون لنا عليهم الدولة فتذل لنا أعناقهم بعد معاوية ذكره الثعلبي و الغزنوي "

تفسير القرطبي ج13/87 قوله تعالى في الآية ... = الزمخشري : الكشاف ج1/873 تفسير قوله تعالى : { فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}

وهي الصيحة للمهدي عليه السلام من السماء والنداء الأممي بالبيعة له عليه السلام .

ــ مفهوم الإرادة الإلهية القيادي "

: الإرادة الإلهية تقتضي تأكيد الوعد الإلهي الحق المحتوم وهي حسب النور القرآني تختصر في قوله تعالى :

{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32 ..

وهو بروز التحدي الإلهي من خلال إبراز حالة الإرادة الربانية في صورة الخليفة البطل المنفذ لهذه الإرادة .. وهو السلطان الإلهي القادر على تحويل القيم والصبغة الإلهية إلى مشروع عدالة أرضي فيه الديمومة والقيومية المتواصلة بالعدل الإلهي حتى قيام الساعة .. وشاء العلي القدير في إرادته أن يخلق الطائفة المرجوة لآل محمد وخليفتهم الخاتم وهي الطائفة التي لا يضيرها عداوة المجرمين ولا كفر الكافرين.. ولا طغيان الطاغين .

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[ ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ]

تفسير الطبري ج5/217 قوله تعالى :

{ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون (65)

[ لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ] ( قلت ) : هذا الحديث مخرج في الصحيح عن عبد الله بن عمرو

{ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120

فيه تهديد ووعيد شديد للأمة عن إتباع طرائق اليهود والنصارى بعد ما علموا من القرآن والسنة عياذا بالله من ذلك فإن الخطاب مع الرسول والأمر لأمته وقد استدل كثير من الفقهاء بقوله :

{ حتى تتبع ملتهم } حيث أفرد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة كقوله تعالى :

{ لكم دينكم ولي دين } .. ]

تفسير ابن كثير ج1/255 قوله تعالى : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير (120) الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون (121

وفي تفسير الدر المنثور :

[وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة عن زهير بن محمد قال :

[ لم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعدا ولولا ذلك لأهلكت الأرض ومن عليها ]

وأخرج ابن عساكر عن أبي الزاهرية قال :

[ الأبدال ثلاثون رجلا بالشام بهم تجارون وبهم ترزقون إذا مات منهم رجل أبدل الله مكانه ]

وأخرج الخلال في كرامات الأولياء عن إبراهيم النخعي قال :

ما من قرية ولا بلدة لا يكون فيها من يدفع الله به عنهم

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن أبي الزناد قال : لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقال لهم الأبدال لا يموت الرجل منهم حتى ينشىء الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الأرض قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة القلوب والنصيحة لجميع المسلمين

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

[ لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ]

" أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجة

وأخرج مسلم والترمذي وابن ماجة عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

[ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ] "

وأخرج البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

[ لا يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون

وأخرج ابن ماجة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

[ لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله عز وجل لا يضرها من خالفها ]

وأخرج الحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ]

وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يزال هذا الدين قائما يقاتل عليه المسلمون حتى تقوم الساعة ]

الدر المنثور ج1/767 قوله تعالى : "

وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة عن زهير بن محمد قال :

" لم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعدا ولولا ذلك لأهلكت الأرض ومن عليها

وأخرج ابن عساكر عن أبي الزاهرية قال : [ الأبدال ثلاثون رجلا بالشام بهم تجارون وبهم ترزقون إذا مات منهم رجل أبدل الله مكانه ]

وأخرج الخلال في كرامات الأولياء عن إبراهيم النخعي قال :

[ ما من قرية ولا بلدة لا يكون فيها من يدفع الله به عنهم ]

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن أبي الزناد قال :

[ لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقال لهم الأبدال لا يموت الرجل منهم حتى ينشىء الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الأرض قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة القلوب والنصيحة لجميع المسلمين ]

وأخرج البخاري ومسلم وابن ماجة عن معاوية بن أبي سفيان :

[ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

[ لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ] "

وأخرج مسلم والترمذي وابن ماجة عن ثوبان :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

[ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ]

وأخرج البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

[ لا يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ]

وأخرج ابن ماجة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

[ لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله عز وجل لا يضرها من خالفها ]

وأخرج الحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ]

وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن جابر بن سمرة قال :

[ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لا يزال هذا الدين قائما يقاتل عليه المسلمون حتى تقوم الساعة ]

وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة عن زهير بن محمد قال :

[ لم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعدا ولولا ذلك لأهلكت الأرض ومن عليها ]

وأخرج ابن عساكر عن أبي الزاهرية قال :

[ الأبدال ثلاثون رجلا بالشام بهم تجارون وبهم ترزقون إذا مات منهم رجل أبدل الله مكانه ] ..

تفسير الدر المنثور ج 1/767 قوله تعالى :

[ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ( 253)

ومجموع الأحاديث والدلائل النبوية فيها الحجة البالغة على وجود القاعدة الإلهية التي يرتكز عليها خليفة الله تعالي كقائد تنفيذي لحركة الإرادة الإلهية وهو خليفته المعظم عليه السلام ..وهم الذين خلقهم الله تعالى من طينتهم ولسداد أمرهم )

وكما جاء في : ينابيع المودة للقندوزي الحنفي :

[ شيعتنا خلقوا من طينتنا ]

المصدر : القندوزي الحنفي : ينابيع المودة مطبعة الأ علمي بيروت = حلية الأولياء وطبقات الأصفياء المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني ج1/86 : ترجمة علي بن أبي طالب عليه السلام .. الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الرابعة ، 1405

وهم كما وصفهم صاحب حلية الأولياء رحمه الله :

[ الحضرمي الكهيلي ثنا أبي علي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال شيعة على الحلماء العلماء الذبل الشفاه الأخيار الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة

حدثنا محمد بن عمرو بن سلم 1 ثنا علي بن العباس البجلي ثنا بكار بن أحمد عن حسن بن الحسين عن محمد بن عيسى بن زيد عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين قال شيعتنا الذبل الشفاه والإمام منا من دعا إلى طاعة الله

حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا بشر بن مهران ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب من بعدي ]

رواه شريك أيضا عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ورواه السدى عن زيد بن أرقم ورواه ابن عباس وهو غريب

وبسنده ....عن ابن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي للقاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي ]

قال أبو نعيم فالمحققون بموالاة العترة الطيبة هم الذبل الشفاه المفترشون ..]

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء : نفس المصدر السابق ..

انتهت الحلقة الأولى ونتواصل في الحلقة الثانية

ـــــــــــــــــــــــــــــ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين المنتجبين

______________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________