مصطلح الختم الالهي في القرآن
الشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي
محمد حسني البيومي
الهاشمي
الحلقة الأولى
أبواب البحث ومقدماته
أولا : التعريف العام لمصطلح الختم الالهي :
ثانيا : تعريف مفهوم الختم في اللغة العربية :
ثالثــا : التعريف القرآني الموجز لمصطلح الختم :
رابعــا : الختم في المصطلح الحديثي المحمدي :
خامسا : الدابة المعجزة وعلامات الظهور المقدس
سادسا : الدابة مشروع الفرز الثوري الروحي :
سابعا : ختم الدابة الالهي المعجز :
ثامنا : الدابة المعجزة وعلامات الظهور المقدس
تاسعا : مرحلة وقوع القول ونزول خليفة الله المهدي عليه السلام
عاشرا : الختم الالهي على القلوب بين الحقيقة والتفسير المقلوب :
الحادي عشر : الختم بالسواد على قلوب الكافرين والمنافقين :
الثاني عشر ـ الختم في المصطلح الحديثي :
الثالث عشر : المهدي الختم الالهي للنبوة :
الرابع عشر ــ سنن البدايات والنهايات في الخلق والدليل
الخامس عشر : الختم الالهي وبياض الوجوه وتسويدها
السادس عشر : تسويد الوجوه عند سقوط إسرائيل في الأرض المقدسة :
السابع عشر : الختم الإلهي للنبوة بالمهدي عليه السلام :
الثامن عشر ــ مصطلح الشكر ومصطلح الختم
التاسع عشر ـ الختم الالهي في المصطلح الكتابي :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في علاه :
{ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } المطففين26
قال تعالى :
{ َأمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } : الشورى24
أولا : التعريف العام لمصطلح الختم الالهي :
من سياق القراءة القرآنية والأنوار النبوية ندرك أن مصطلح الختم هو حالة من عالم الارادة الالهية والتقدير الالهي تنتهي لتحيط بحركة الخلق عامة والأمة المحمدية بشكل خاص الى الشهادة أمام رب العالمين ، والختم القلبي للمؤمنين كما في تعريفاتنا هي نور الهي يثقل الروح كفتها ويفوز بالنور صاحبها فوزا عظيما إنه الختم الالهي المحمدي .. والمسك الالهي العطر الذي يفوح من الختم نور الثقلين من عالمية الرضا والحب الالهي والحب وهم عليهم السلام
... تمام ختم نوره تعالى كقول الحق تعالى :
{ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } المطففين26
والختم النوراني هو الذي يكشف الكتاب المرقوم المختوم بالرضا والحب الالهي فيشهد الكتاب المختوم لصاحبه بثورة التقوى وحمل الأعلام التوحيدية في عالم أرضي قلما لا يسوده الشرك وهيمنة الطاغوت ..
إنها أيها السادة النورانيين نور مصطلح القرآني
( ثورة الروح الالهي ) و ( ثورة ختم المسك الالهي )
التي تسوق النور المكتوب في الروح الشاهدة الشهيدة ، تتجلى ويتجلى مسكها حين تقف بين يدي ربها المتعالي : ( فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده ) (1)
(1) ابن القيم الجوزية ( شمس الدين أبي عبد الله ( كتاب الروح ) ط . دار النيل للطباعة النشر القاهرة ص 141 = البيهقي : ( إثبات عذاب القبر ) ، ص 51 ، الوفاة : 458، تحقيق : الدكتور شرف محمود القضاة - كلية الشريعة - الجامعة الأردنية ، الطبعة : الثالثة ، سنة الطبع : 1413 - 1992 م ، المطبعة : دار الفرقان ، الناشر : دار الفرقان= : السيد الطباطبائي : ( تفسير الميزان) الجزء : 8 ، ص137
( فهل أعد المجاهدون الثوريون لأنفسهم مواقع في الجنة قبل مفارقة الروح ، وهل اتجهوا بأنفسهم وقلوبهم وأرواحهم نحو القبول والخلود الأبدي (2)
(2) الموضوع كاملا : ( الشيخ محمد البيومي : الأزمة الروحية والثورة الروحية ) ، 58 ،طبعة مدينة غزة 1993 م
هذا وان قراءة المعاني القدسية لنورانية الختم الالهي تجعل المؤمن المشتعل بالروح والثورة الالهية يعيش هائما في روح الله تعالى وروح رسوله وعترته وكل الأشهاد من الأنبياء والأسباط عليهم السلام .. لا تسعه آفاق الخافقين وهو يرى كتابه المرقوم مختوما من أعلى عليين .. وانظر أيها القدسي في روعة الكتاب والختم المرقوم لترى روعتك ونورك منبثقا من عظمة إلهك القدوس .. ولتكتشف من نور نبيك نور ختم نبيك المقدس على الكتاب .. وعليه ختم الحب والعشق الالهي .. فهذه هي لغة الثورة الروحية في القرآن لغة الحب نورا للخلاص .. لا يمسه إلا المطهرون ويشهده لمقربون وهم محبوا النبي وعترته فهم الفائزون ..وهم حزب الله الغالبون يختم الله تعالى بهم الدين في القدس ولو كره الحاسدون ..
[... وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين فأقبل علي فقال صلى الله عليه وآله الطاهرين : " والذي نفسي بيده أن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت:
{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية }
فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين إذ اقبل علي قالوا: جاء خير البرية. وهم الصحابة الكرام الموالين لأمير المؤمنين وآل البيت عليهم السلام وهم طليعة الإيمان وقلب ثورة التقوى والمتقين ..
..اخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً : علي خير البرية . وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : " لما نزلت :
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية }
قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين لعلي عليه السلام :
" هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين "
... وشيعتك هم محبوك وأنصارك وجنودك ... ]
(2) الدر المنثور في التفسير المأثور ج8/ص 589 = تاريخ دمشق ج42/ 333 رقم ( 8000، 8898، 8899)، ص 332 رقم ( 8896 ) ، ص 371 رقم (8966، 8967) = تفسير فرات الكوفي ص349 رقم 476-4 = الدر المنثور ج6/ 379 = حلية الأولياء : المجلد 1/ 127 رقم الحديث 265، 266 = تاريخ بغداد ج12/ 353 رقم 6790 = نور الأبصار ص 112= المناقب للخوارزمي 127 رقم 247 = ينابيع المودة ج2/ 61 رقم 45 = راضين مرضيين يوم القيامة : ينابيع المودة ج2/ 95 باب 58 = تفسير فرات الكوفي ص349 رقم 476- 4
[ .. ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة: أخرج جمال الدين الزرندي عن إبن عباس عليه السلام أن هذه الآية لما نزلت قال صلى الله عليه وآله الطاهرين لعلي عليه السلام :
" هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوك غضابا مقمحين . قال: ومن عدوي؟ قال: من تبرأ منك ولعنك، وخبر السابقون إلى ظل العرش يوم القيامة طوبى لهم، قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: شيعتك يا علي ومحبوك" (3) ]
(3) الصواعق المحرقة 161 = ينابيع المودة ج2/ 95، 126 = نور الأبصار 112= ابن الأثير : ( النهاية في غريب الحديث ) ، الجزء : 4 ، ص 107 ، الوفاة : 606
، المجموعة : علوم اللغة العربية ، تحقيق : محمود محمد الطناحي ، الطبعة : الرابعة ، سنة الطبع : 1364 ش ، الناشر : مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع - قم – إيران= المتقي الهندي : ( كنز العمال ) : الجزء : 13 ، ص 156 ، رقم 36483 ، الوفاة : 975 ، تحقيق : ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا ، سنة الطبع : 1409 - 1989 م ، الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
[.. وأخرج الطبري في جامع البيان: وقد حدثنا إبن حميد قال: ثنا عيسى بن فرقد عن أبي الجارود وعن محمد بن علي عليه السلام في قوله تعالى: {أولئك هم خير البرية} فقال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :"أنت يا علي وشيعتك" (4) ..
(4) جامع البيان في تفسير القرآن : المجلد 15/ 334 رقم 37736
ذكر ابن عطية الأندلسي في تفسير الآية: { أولئك هم خير البرية}:
قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين لعلي بن أبي طالب عليه السلام :
" أنت يا علي وشيعتك من خير البرية" (5) ]
(5) المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز ج5/ 508
ملاحظة : جمعت كل هذه الروايات الصحيحة في كتابي ( أهل البيت عليهم السلام " الولاية ، التحدي ، المواجهة ) ، ص 392 ، ص 393 _ تحت عنوان يا علي أنت وشيعتك _ _
وهنا ندرك أن محبوا العترة وعلى وفاطمة وبنيها عليهم السلام من موجبات الامان وأساس الاسلام وهي بشارة الله المتعالي في سورة الشورى وموالاتهم هي الأجر والحق المحمدي على كلية المسلمين وبدونهم ومحبتهم ، وهم الفرز بين الايمان والنفاق الكافر لقول النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين ( يا علي لا يحبك الا مؤمنولا يبغضك إلا منافق .. لا تختم الأعمال بالقبول : فهم عليهم السلام الشاهدون المقربون في لآيات نور قوله تعالى :
{ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ{18} وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ{19} كِتَابٌ مَّرْقُومٌ {20} يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ{21} إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ{22} عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{23} تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ{24} يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ{25} خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} : سورة المطففين
انه ختام المسك المعلق بالحب الالهي للنبوة والعترة عبر بوابة العشق والحب المحمدي .. وينسف كل هذا الجلال النوراني الغلو والتشادد في الدين ولعنة الطائفية وسياسات اللعن الملعونة على منابر الرسول صلى الله عليه وآله الطاهرين و الأمة .. سهاما نفاقية تقتل العترة بسب الآل والأزواج عليهم النور والرضوان فهذا في القرآن يؤذي النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين ويورث اللعنة الأبدية والوبال على صاحبه مهما بررت الشعارات التبريرية بغلاف المحبة الزائفة للعترة .. فالموالاة والتشيع الصافي النقي هو التخلق بأمير العترة علي عليه السلام ..
فلا نكن ملكيين أكثر من الملوك القدسيين الذين ملكوا كلية الحب الالهي لنور الله ورسوله الأسمى
وهو قوله تعالى المفصل في القضية :
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57
.. والمحبة التخلق بالنور المحمدي ونور العترة ففيها الغفران والسمو في مقام الكتاب المرقوم الذي يشهده المقربون وهم أهل البيت عليهم السلام وأهل محبتهم وولايتهم .. وبه يختم على الصراط بجواز الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
.. انه بالوضوح القرآني تعليق الحب الالهي بالنور الالهي في محمد نور العوالم فإذا أحبك عشقي وقارئي نبيك محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين نظر في وجهك فغمرك النور المحمدي فانكشف ثغرك الباسم على البسمة المحمدية حينها يكون الختم المرقوم نوره في مشهدك في الحضرة القدسية العلوية ..
قد سجل لك في سجلات المختمين النورانيين .. فتبسم قارئي المجاهد في نوعية ثورتي العشقية وقل معي الهي أريد حبك وكفاني .. ودعك يا عاشقي الوردي من لغة والتشادد والخصومة !!
فرسولك الكريم يقول لك ( ما شاد أحدا في الدين إلا غلبه .. )..
( فهل أعد المجاهدون الثوريون لأنفسهم مواقع في الجنة قبل مفارقة الروح
، وهل اتجهوا بأنفسهم وقلوبهم وأرواحهم نحو القبول والخلود الأبدي ..
... إن سياقنا الروحي النضالي أيها الأخوة المجاهدون يتطلب منا مزيدا من عمليات التطهير الذاتي والنفسي حتى نكون بمستوى التطهير العلوي لأرواحنا وجهادنا .. وإننا لا يمكن أن نسموا إلا بوعينا الروحي ولا يمكن أن نزكي أنفسنا إلا بوعينا الروحي ، ولا يمكن أن نزكي دنس هذا العالم إلا بالدم الزكي الطاهر المخلص .. فلتصعد بعدها أرواحنا لترى مواقعها في الجنة .. ) (3)
(3) ( الشيخ محمد البيومي : الأزمة الروحية والثورة الروحية ) ، 58 ،طبعة مدينة غزة ، كتبت سنة 1993 م
ننبذ خلفنا قطار السوء وفقهاء السلاطين أعوان الدجال وكذا كلية أمة العصيان الأرضي ..
وسياق طبيعي في العلم الالهي لقانون الجزاء الالهي في المخالفين للأوامر الالهية من العصاة والظالمين والمتجبرين وأعوان الطغاة الناهبين جزائهم في الدنيا ان يسود الله تعالى وجوههم ويكتب عليهم المذلة والخزي في ثقافة العالمين وأنموذج المؤرخين الانسانيين الذين سيكشفون بقوة في إعلامهم الانساني والحقوقي العبرة في الجزاء الالهي للمجرمين والآخرة أشد تنكيلا ..
فيما تسطع الأنوار الالهية والبركة بمنحة الختم النوراني والاشراقات الالهية والنبوية المحمديين لكلية حالة المناضلين الثوريين والاستشهاديين الأشهاد الأبطال
وهم الذين ذادوا عن الأمة المحمدية في كل المحافل نضالا يوميا وقدموا سني عمرهم وتاريخهم المقاوم ليرسموا البسمة وروح الأمة ، لكي لا يعيش الناس والخلق على هامش القانطين والضحايا لفكر المؤامرة الابليسية الخبيثة والناجمة عن عار الفكر الأعرابي الشيطاني .. ولهذا كان المصطلح الختم يتوائم مع مصطلح الصبغة في القرآن الكريم وكلاهما من عالمية الارادة الالهية وارادة القرار النافذة ..
ثانيا : تعريف مفهوم الختم في اللغة العربية :
[ من المجاز : ختم على قلبه إذا جعله لا يفهم شيئا ، ولا يخرج منه شيء ، كأنه طبع . ومنه قوله تعالى : ( ختم الله على قلوبهم ) ، وهو كقوله : ( طبع الله على قلوبهم ) فلا تعقل ولا تعي شيئا . وقال الزجاج : معنى ختم وطبع واحد في اللغة ، وهو التغطية على الشيء والاستيثاق من أن لا يدخله شيء ، كما قال جل وعلا : ( أم على قلوب أقفالها ) . وختم الشيء ختما : بلغ آخره ، كما في المحكم . وقال الراغب : " الختم والطبع يقال على وجهين : الأول تأثير الشيء بنقش الخاتم والطابع ، والثاني الأثر الحاصل عن النقش ، ويتجوز به تارة في الاستيثاق من الشيء والمنع منه اعتبارا لما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب ، وتارة في تحصيل أثر شيء عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل ، وتارة يعتبر فيه بلوغ الآخر ، ومنه : ختمت القرآن أي : انتهيت إلى آخره ، فقاله تعالى : ( ختم الله على قلوبهم ) إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أن الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل ، وارتكاب محظور فلا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق ، يورثه ذلك هيئة تمرنه على استحسان المعاصي ، فكأنما يختم بذلك على قلبه ، وعلى هذا النحو استعارة الإغفال والكن والقساوة . ]
الزبيدي : ( تاج العروس ) ، الجزء : 16 ، ص 189 ، الوفاة : 1205 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، تحقيق : علي شيري ، سنة الطبع : 1414 - 1994م ، المطبعة : دار الفكر – بيروت ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت
[ وفي " القاموس " : ختم على قلبه إذا جعله لا يفهم شيئا ، ولا يخرج منه شئ. انتهى . كأنه طبع ، وهو كقوله تعالى : * ( طبع الله على قلوبهم ) * ، فلا تعقل ولا تعي شيئا . وقال الزجاج : معنى الختم والطبع واحد ، وهو التغطية على الشئ والاستيثاق من أن لا يدخله شئ ، كما قال جل وعلا : * ( أم على قلوب أقفالها ) * ، وختم الكتاب وعلى الكتاب : بلغ آخره - هكذا في المحكم - وقرأه وأتمه وانتهى إلى آخره . وفي الراغب - بعد ما أتى بما لا يرجع إلى محصل في اللغة - قال : فقوله تعالى : * ( ختم الله على قلوبهم ) * إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أن الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل وارتكاب محظور ، ولا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق ، يورثه ذلك هيئة تمرنه على استحسان المعاصي ، وكأنه يختم بذلك على قلبه ، وعلى هذا يحمل استعارة الإغفال والكن والقساوة ]
الخميني ، السيد مصطفى : ( تفسير القرآن الكريم ) ، الجزء : 3، ص 152 ، الوفاة : 1398 ، المجموعة : مصادر التفسير عند الشيعة ، تحقيق : مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : جمادي الثاني 1418 - 1376 ش ، المطبعة : مطبعة مؤسسة العروج ، الناشر : مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني
[ منه ختم الباب والكتاب ومعناه : أنه ختم على قلوبهم أنها لا تؤمن لما علم من إصرارها على الكفر . وعن علي عليه السلام " سبق في علمه أنهم لا يؤمنون فختم على قلوبهم وسمعهم ، ليوافق قضاؤه عليهم علمه فيهم ، ألا تسمع إلى قوله ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ) [ 8 / 23 ] " . والخاتم بفتح التاء ، وكسرها أشهر كما نص عليه البعض : واحد الخواتيم ، وهو حلقة ذات فص من غيرها ، فان لم يكن لها فص فهي فتخة - بالفاء والتاء والخاء المعجمة - كقصبة . ومحمد خاتم النبيين يجوز فيه فتح التاء وكسرها ، فالفتح بمعن الزينة مأخوذ من الخاتم الذي هو زينة للابسه . والكسر اسم فاعل بمعنى الآخر . وتختم إذا لبس الخاتم . والخاتم : الطين الذي يختم به على رؤوس الآنية والشمع الذي يختم به الكتاب وختمت الكتاب ختما من باب ضرب . وخاتمة العمل : آخره .
ومنه الدعاء " اللهم إني أستودعك خاتمة عملي ]
الشيخ الطريحي : ( مجمع البحرين ) الجزء : 1 ، ص 623 ، الوفاة : 1085 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، تحقيق : السيد أحمد الحسيني ، الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1408 - 1367 ش ، الناشر : مكتب النشر الثقافة الإسلامي
[ختم : الختم والطبع يقال على وجهين مصدر ختمت وطبعت وهو تأثير الشئ كنقش الخاتم والطابع . والثاني الأثر الحاصل عن النقش ويتجوز بذلك تارة في الاستيثاق من الشئ والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب نحو : ( ختم الله على قلوبهم - وختم على سمعه وقلبه ) وتارة في تحصيل أثر عن شئ اعتبارا بالنقش الحاصل ، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر ومنه قيل ختمت القرآن أي انتهيت إلى آخره فقوله : ( ختم الله على قلوبهم ) وقوله تعالى : ( قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم ) إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أن الانسان إذا تناهى في اعتقاد باطل أو ارتكاب محظور ولا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق يورثه ذلك هيئة تمرنه على استحسان المعاصي وكأنما يختم بذلك على قلبه وعلى ذلك : ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم )
الراغب الأصفهاني : (مفردات غريب القرآن) 9 ، ص 20 ، الوفاة : 502 ، الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1404 ، الناشر : دفتر نشر الكتاب
وفي تاج العروس للزبيدي :
([ ختم ] : ختمه يختمه ختما وختاما بالكسر ، وهذه عن اللحياني ، أي : طبعه ، فهو مختوم ومختم ، شدد للمبالغة ، قاله الجوهري . وقيل الختم : إخفاء خبر الشيء يجمع أطرافه عليه على وجه يتحفظ به . من المجاز : ختم على قلبه إذا جعله لا يفهم شيئا ، ولا يخرج منه شيء ، كأنه طبع . ومنه قوله تعالى : ( ختم الله على قلوبهم ) .. ، وهو كقوله : ( طبع الله على قلوبهم ) .. فلا تعقل ولا تعي شيئا . وقال الزجاج : معنى ختم وطبع واحد في اللغة ، وهو التغطية على الشيء والاستيثاق من أن لا يدخله شيء ، كما قال جل وعلا : ( أم على قلوب أقفالها ) . وختم الشيء ختما : بلغ آخره ، كما في المحكم . وقال الراغب : " الختم والطبع يقال على وجهين : الأول تأثير الشيء بنقش الخاتم والطابع ، والثاني الأثر الحاصل عن النقش ، ويتجوز به تارة في الاستيثاق من الشيء والمنع منه اعتبارا لما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب ، وتارة في تحصيل أثر شيء عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل ، وتارة يعتبر فيه بلوغ الآخر ، ومنه : ختمت القرآن أي : انتهيت إلى آخره ، فقاله تعالى : ( ختم الله على قلوبهم ) .. شارة إلى ما أجرى الله به العادة أن الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل ، وارتكاب محظور فلا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق ، يورثه ذلك هيئة تمرنه على استحسان المعاصي ، فكأنما يختم بذلك على قلبه ، وعلى هذا النحو استعارة الإغفال والكن والقساوة . وقال الجبائي : جعل الله ختما على قلوب الكفار ليكون دلالة للملائكة على كفرهم ، فلا يدعون لهم . ]
الزبيدي : ( تاج العروس ) : الجزء : 16 ، ص 189 ، الوفاة : 1205 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، تحقيق : علي شيري ، سنة الطبع : 1414 - 1994م ، المطبعة : دار الفكر – بيروت ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت
[ ختمه ختما وختاما طبعه وعلى قلبه : جعله لا يفهم شيئا ولا يخرج منه شئ والشئ ختما : بلغ آخره والزرع وعليه : سقاه أول سقية . وككتاب : الطين يختم به على الشئ والخاتم : ما يوضع على الطينة وحلي للإصبع كالخاتم والخاتام والخيتام ( والخيتام ) والختم محركة والخاتيام ج : خواتم وخواتيم وقد تختم به ومن كل شئ : عاقبته وآخرته كخاتمته وآخر القوم كالخاتم ومن القفا : نقرته وأقل وضح القوائم وهو مختم كمعظم ومن الفرس الأنثى : الخلفة الدنيا من طبييها . وتختم عنه : تغافل وسكت وبأمره : كتمه وتعمم والاسم : التختمة . وكمنبر : الجوزة تدلك لتملاس وينقد بها فارسيته تير والختم : العسل وأفواه خلايا النحل وأن تجمع النحل شيئا من الشمع رقيقا أرق من شمع القرص فتطليه به . والمختوم : الصاع . والختم بضمتين : فصوص مفاصل الخيل الواحد : ككتاب وعالم . ]
الفيروز آبادي : ( القاموس المحيط ): الجزء : 4 ، ص 102 ، الوفاة : 817 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، ص 1098 ، طبعة مؤسسة الرسالة ، ط6 ، 1419 هـ / ، 1998 م
[ختم : ختمه يختمه ختما وختاما ، الأخيرة عن اللحياني : طبعه ، فهو مختوم ومختم ، شدد للمبالغة ، والخاتم الفاعل ، والختم على القلب : أن لا يفهم شيئا ولا يخرج منه شئ كأنه طبع . وفي التنزيل العزيز : ختم الله على قلوبهم ، هو كقوله : طبع الله على قلوبهم ، فلا تعقل ولا تعي شيئا ، قال أبو إسحق : معنى ختم وطبع في اللغة واحد ، وهو التغطية على الشئ والاستيثاق من أن لا يدخله شئ كما قال جل وعلا : أم على قلوب أقفالها ، وفيه : كلا بل ران على قلوبهم ، معناه غلب وغطى على قلوبهم ما كانوا يكسبون ، وقوله عز وجل : فإن يشأ الله يختم على قلبك ، قال قتادة : المعنى إن يشأ الله ينسك ما آتاك ، وقال الزجاج : معناه إن يشأ الله يربط على قلبك بالصبر على أذاهم وعلى قولهم أفترى على الله كذبا . والخاتم : ما يوضع على الطيين ] ..
لسان العرب ، الجزء : 12 ، ص 163 ، الوفاة : 711 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، سنة الطبع : محرم 1405 ، الناشر : نشر أدب الحوزة - قم – إيران
ثالثــا : التعريف القرآني الموجز لمصطلح الختم :
وهو الماثل النوراني في قوله تعالى
{خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }البقرة7
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ }الأنعام46
{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }يس65
والتعريف الموجز كما مر في المدخل هو ان الختم كمصطلح الهي يفرز أنواره على الخلق ليصبغهم فطريا على فطرة النور الالهي ونور التوحيد ورفض الروح أي إشكال يمس النور الالهي والدين .. ولهذا جاء مصطلح الختم كمصطلح تكويني لتصبغ الحركة الخلقية بشاكلة الروح الالهية والتماس معها والتلقي من نورها وعدم القنوط من حالة الالحاح لروح الله ومن روح الله تعالى .. وهو القائل في علاه :
{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
وقال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :
( ان الله لا يمل حتى تملوا ) وقال ( ان الله لا ينظر الى صلاة ليس فيها دعاء )
من هنا كان مصطلح الختم هو نوع الجزاء لحالة القبول الخلقي للأوامر الالهية والنعمة الالهية
وفي السياق كان مصطلح الختم في القرآن يحمل جانبي القبول واللاقبول في قبول القدرة الخلقية عن الأمر الالهي في الطاعة والسجود .. وهو السر المكنون في الحركة الخلقية ومناط العبودية كمصطلح إرادي الهي تكويني .. قال تعالى في علاه :
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }الإسراء61
لهذا كانت الدابة المعجزة تصرع كليات الأنموذج الابليسي وتخلع الرقاب ومضمونها الكفري المتناكف مع طبيعة التكوين والصبغة الالهية في الخلق .. ناهيك عن دور الوثنية الاسرائيلية في المنهجية الابليسية و محاولاتها المفلسة في تغيير الأنموذج الخلقي وتأكيد الحركة الاضلالية عبر خطوات الشيطانية الهادفة الى قبول حالة الشعوذة القانطة في فكر الخبيث المركزي
( إبليس اللعنة الأبدية ) قال تعالى :
{وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً }النساء119
فكانت الدابة المعجزة هي سر المواجهة مع المشروع الشيطاني كما في القرآن تقود نيابة عن روح الله المهدي الموعود في إقامة الحساب الالهي العاجل لملايين البشر في ثانية واحدة ..
[ قال تعالى : * ( وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم * أي باختيارها بعد ما يقدرها الله تعالى على الكلام ليكون أدل على صدور الذنب منهم الثانية : منها هي أن الله تعالى قال : * ( تكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم ) * جعل الشهادة للأرجل والكلام للأيدي لأن الأفعال تسند إلى الأيدي قال تعالى : * ( وما علمته أيديهم ) * ( يس : 35 ) أي ما عملوه وقال : * ( ولا تلقوا بأيديكم ) * ( البقرة : 195 ) أي ولا تلقوا بأنفسكم فإذا الأيدي كالعاملة ، والشاهد على العامل ينبغي أن يكون غيره فجعل الأرجل والجلود من جملة الشهود لبعد إضافة الأفعال إليها ]
الرازي : (تفسير الرازي ) الجزء : 26 ، ص 102 ، الوفاة : 606 ، الطبعة : الثالثة
وهذا ما بيناه في قرائتنا الموسوعية في ( مصطلح خطوات الشيطان )
[ عن أبي شريحة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خروجا بأقصى اليمن فيفشو ذكرها بالبادية ولا يدخل ذكرها القرية يعني مكة ثم يمر زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها بالبادية ويدخل ذكرها القرية يعني مكة فبينا الناس يوما في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها على الله سبحانه يعني المسجد الحرام لم ترعهم إلا وهي في ناحية المسجد تدنو تدنو كذا ما بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك فيرفض الناس عنهم وتثبت لها عصابة عرفوا أنهم لم يعجزوا الله فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب ، حتى أن الرجل ليقوم فيتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول : يا فلان الآن تصلي ، فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ، ويتجاور الناس في ديارهم ويصلحون في أسفارهم ويشتركون في الأموال يعرف الكافر من المؤمن فيقال : للمؤمن يا مؤمن وللكافر يا كافر ) ]
الثعلبي : ( تفسير الثعلبي ) الجزء : 7 ، ص 223 ، الوفاة : 427 ، تحقيق : الإمام أبي محمد بن عاشور ، مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1422 - 2002م ، المطبعة : بيروت - لبنان - دار إحياء التراث العربي ، الناشر : دار إحياء التراث العربي
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الشورى24
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26
- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ختم على الأفواه فلا تكلم ، وقد تكلمت الأيدي ، وشهدت الأرجل ، ونطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا ( 2 ) .
نفس المصدر السابق : الشهري ، محمد ، ميزان الحكمة ، الجزء : 3 ، ص 2183
رابعــا : الختم في المصطلح الحديثي المحمدي :
وفي سياقه الختم الالهي على القلوب :
{ فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الشورى24
أي تحقق الاراردة الالهية بحتمية التطهير على قلبك يا عبدي محمد عليك صلواتي وعلى أهل بيتك المطهرين من الرجس ..
فهي إرادته تعالى العلية في القرآن من نور قوله تعالى :
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
أي أن المشيئة بالختم على قلب النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين في الآية فيها صورة الاستمرار على نمط { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ } وهي التأكيد الاستمراري بالتطهير بمحو الباطل الذي ادعوه على قلبك ويحق حقك في النبوة وهذا هو الختم الذي جاء في المصطلح القرآني والحديثي الموحد وهو على الوجهتين من فعل الله تعالى وتقديره لا سواه ... فالختم هنا في سورة الشورى هو ذاته التطهير في سورة الأحزاب .. وهو في جوهره كما شرحناه في السياق يختم علي قلبك : أن الله تعالى هو الذي يختم على القلوب وهذا الختم الالهي له وجهتين :
أولاهما ختم النور الالهي التطهيري : يشعل الرحمن القلوب بنوره تعالى فيشعل فيها من البصيرة الالهية والعلم والكشف النوراني .. انه النور الالهي القادر على الاحياء الشمولي .. وأول خصائصه هي في النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين الأئمة المطهرين والسادة الأنبياء عليهم السلام المصطفين الأخيار : أي الاحياء الالهي الاصطفائي بإعجازية خارقة في ثورة الروح العلية تبهر الأمم في مواجهة سياسات التكذيب لتبهتهم في مواجهة افترائهم على الله الكذب ..
وهنا وكما ذكرنا في كتابنا ( المهدي عليه السلام النزول ـ الخروج ـ الثورة ) وتحت عنوان الدابة المشروع الثوري المهدوي : أن الختم الالهي للنور المحمدي سيكون بكل تجلياته من مهابة وعد الجلال الالهي في خليفة الله المهدي وهو الحق من ربكم الذي يمنحه المتعالي وكما في مصادرنا ومصادر أهل الكتاب جلال المعجزات المهيبة نازلة له من عمق الغيب وكفي بالدابة معجزة على كل المعجزات تتحدي بالنور والعلم الالهي كل الدجاجلة الأرضيين وسفلة الأعراب المنافقين حين تخرج في مكة من الحرم المكي المشرف حيث يخرج عملاق الأمم خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام تجلل وجوه الصالحين وتجلوهم بياض النور الالهي وتسود وجه كل الأعراب الذين خانوا الرسالة وهم الأشد كفرا ونفاقا تختم على المسودة وجوههم حتى تسود بلا رجعة الى الهاوية وتبيض وجه الصابرين فلا يعودوا لذرات النفاق أبدا وكذلك يجزي الله بخليفته وبركات رسوله المفدى العظيم الأمة والأمة بفخر الانتصار العالمية وإظهار الدين بالمصطفين وكل القديسين في ظلال ثورة عدل قدسية .. وها نحن من كسانا الباري بقوة من سربال نبينا محمد نور الله نمتد نختم بشهادتنا ونورنا على وجه كل أفاك أثيم يسمع آيات الله ثم يعرض عنا .. وأما شقيقتنا النورانية الدابة والتي تدب بروح من قدس الله هذا العالم فهي الختم الالهي المهدوي نورا يضيء العالمين في إظهار الرسالة المحمدية في زمن العالمية الالهية الخاتمة ..
تحمل الدفئ ونور حنانا من لدنا .. الى كل المظلومين في الأرض وهي تمسح الفقر والحرمان بذبح المجرمين حين تكلمهم ــ بضم اللام والهاء ــ ترفع بروح الهية عن صدورهم أثقال التاريخ وسموم المجرمين .. وتمسح الهم التاريخي عن كاهلهم وهي تقف لكل المموهين ووعاظ السلاطين الكهنة في قلب الحرم المكي لتقول لهذا المتأله على الله بلباس الوثنية الماسونية ( أو تصلي الآن يا كافر !! )
ما أعظمها من عبارة يا حبيتي الدابة المعجزة الثورية .. كفي عنا .. كفي عنا بعناية الهية .. هؤلاء القساة قلوبهم.. القساة القلوب ، وهم المستحوذين لمناهج الأبلسة !! ممن قلوبهم قاسية كالحجارة أو اشد كفرا شدي حبلي المتين واخنقي به كل من يهدد بقصم ثورتنا بروح آثمة ..
والمجد يا عار الأمم آت ولتسقط مرحلة من ذاكرة التاريخ لتصعد ثورتنا المخزونة في غيب إلهنا القدوس عمر ثورة وختم عشق .. هنا يا سادة هذا العالم نرى نور الفلسفة المشائية الجديدةالخاتمة حية تسعى في وجه الفراعنة المتجددين عبر كل زمن تخطو دابة الأرض بالختم ونظرية الفرز الثورية الروحية من عمق الغيب لنجد حقا فلسفة وجودنا ونتعلم من قلب القرآن وحضن جدنا الأقدس محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين نرسم ثورتنا المحمدية المجيدة لا نبالي ...
نفهم التحدي بوعد إلهنا وندرك النور في قلب المطهرين و نسقط بها زيف في الدعوة المشوهة لقسطهم النوراني .. وسوء القسمة الضيزى .. وفي أزمان انقسام الرحمة الالهية بألسنة الشياطين ولعاب الثعابين الماسونية ...
نقول ان نظرية الختم القرآنية التي نرسيها مجددا على محطتنا نحو العالمية :
( موقع المصطلح القرآني )
وزينتي كحلا في عيون القلب وآذان صمى لا تسمع .. إننا نحن الوحدة ومشروع الوحدة وهذا هو ختم الله المتعالي القدوس علينا أهل البيت المكرمين عليهم السلام ..
لا نقبل القسمة بين العترة ونبينا القديس الأول والملكوتي الأول !! فيكفرون . لا نقبل القسمة بيننا وبين أمهاتنا أزواج النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين بلا حدود وفواصل ...
فهذه القسمة و الخلة الفاسدة اللئيمة والتي تدفع نحو انقسام العروة الوثقى
بغطاء نفاقي وما يشعرون بمرضهم .. وآخرون منافقون ينافحون عن نساء النبي رضي الله عنهم الله عنهن ليضربوا عمق الغيب : ويسقطوا عبثا عمري في آبائي أنوار الهدى .. فيضربوا بحقد الأبلسة المغروسة روح النبوة وخلاصة نفس النبوة بأسماء الأزواج والأصحاب ..
( إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون .. )
ينسخون القرآن والنبوة فيقولون لنا أن النبي وعلي عليهما عظائم الصلاة والتسليم ليسوا آباء هذه الأمة .. فقلت كذبتم والله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون !! فأين تذهبون بالقرآن والله تعالى في القرآن يقول بقوة :
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً } : الأحزاب6
لهذا ندرك نحن أبناء العترة المخبوئين ولا نريد شهادة ختم تطهيرية من غير إلهنا القدوس وإرادته العلية .. أننا مشروع المواجهة الربانية المقبلة جاء بنا إلهنا من عالم نوره لنسقط مشروع التجزئة في النفس المحمدية الواحدة ، وهو بمقام الأمة في قلب النواة التكوينية .. نطق الحق المتعالي :
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }المؤمنون52
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92
واذا كان القرآن يؤكد حالة الأمة في قلب نور النفس المخلوقة بدليل قول الحق تبارك وتعالى : وهو قول الحق في علاه :
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120
وقد فصلت موضوعي الهام جدا في دراستي ( مصطلح الأمة في القرآن الكريم )
نشر قبل ذلك على موقع أمة الزهراء عليها السلام
ومنشور على موقع الساجدون في فلسطين
وقلت إذا كان النبي إبراهيم عليه السلام أمة وهو حقا كذلك .. فأليس يكون النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وهو سيد الأنبياء والمرسلين والخاتمين هو
( أمة الأمم )
أنظر دراستنا الهامة ( قراءة في مصطلح ألأمة في القرآن )
نشرت على العديد من المواقع ومراكز الدراسات بعنوان :
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/09
قراءة في مصطلح الأمة في القرآن الكريم – الحلقة الأولى
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/09
قراءة في مصطلح الأمة في القرآن الكريم – الحلقة الثانية
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/09
فلسطين المقدسة لماذا أمة الزهراء ؟؟؟
http://www.yahawra.net/vb/showthread.php?t=3407
وعلى هذا لا يجوز بحال تجزئة حالة أمة الأمم وفي داخل مركب النفس المحمدية الى أمم شتي والله المتعالي يصف الأمة المحمدية أمة واحدة لا أمتين فكيف بالنفس المحمدية الكاملة والتي تستوعب الأزواج والذرية المطهرين ومن قسم القسمة في ( الأمة المعدودة ) فقد قسم النور الخلقي الرباني في النبوة .. أحذركم قولكم ويحذركم الله نفسه .. وهو القائل عنهم في قلب القرآن المكنون( أمة معدودة ) ولم يقل تعالى ( أمم معدودة ) وهي أمة المطهرين عليهم الصلاة والسلام ..
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
ونفس النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين هم أهل بيته وأزواجه ..
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم : 21
وقد ذكرت في ورقتي الروحية بعنوان :
( لماذا رسائلنا النثرية .. )
إننا أهل البيت نور من عالم الطهر الملكوتي الآتي فقد اختزن الباري لنا معجزات الأمم في الخلق ونحن خلاصة هذا النور الالهي ولو كره الكافرون وآل محمد المطهرين يطهر الله المتعالي بهم الخلق لنور الخلق وبنور الخالق المتعالي نور السموات والأرض .. فنحن الختم ومعنا الميسم المهدي وهو عظيم آية لمحمد صلى الله عليه وآله الطاهرين لثورة المتوسمين .. خلقه الله الخاتم عليه الصلوات والنور خليفة إلهنا .. ولن تستطيع قوة في هذا العالم أن تنتزع من سر إلهنا القدوس في ثورة المطهرين ..
لهذا اليوم في زمن النهضة الخاتمة ندرك سر القرآن والختم الالهي لنا لازمة قوية في فرزنا عن غيرنا بتمام طهرنا وثورتنا الأخلاقية من إرادة إلهنا لا إرادة غيره من الآلهة والارادات البشرية ... نور إلهنا القدوس .. الذي لا يبارحنا من عمق نبينا وأجدادنا المقدسين بشهادة الله العلية في قول جدنا محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين ولو كره الكافرون:
( علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض )
من عمق هذا التلازم المصيري بين القرآن والعترة يكون الختم الالهي لفرز ماهيات الحق الالهي في الناس .. انه مصطلحي الثقلين والعترة ثورة روح الله في الأمم والدابة ستختم على كل مخالف للثقلين الأعظمين الذي تركهما الناس جهرا !!
وسيقذفهم الله في جهنم ولا يبالي !! وبعد السطور يخلو البعض الى شياطينهم فيقولوا إذا لقونا واجتمعوا معنا إنا معكم .. وفي ذاكرة التاريخ السوداوي حمل جدنا وأبان الحسين بن على هم رسالة جده محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين ومعه أهل بيته أجمعين عليهم السلام ذاهبا نحو النهاية الموعودة .. نحو الفرز الالهي للختم المقدسين الموعودين من ذريته عليه الصلاة والسلام حتى يوم الدين وحين قال الفرزدق له عليه السلام
( .. قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية لم يبالي متجها نحو الختم الالهي والمضي بالثورة الاصلاحية الكبرى في دين جده وهو يعلم عليه السلام انه مقتول لا محالة قبيل عقود في البشارة . ) انه ختم الشهادة العلية لأبناء النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين رمز الأمم لا يكون إلا بضريبة الدم ..
وهو الذي يرسم تاريخ الصراع على القرآن .. وكما ذكرت في دراستي المهمة حول علاقة الثورة الحسينية بالتفسير القرآني أؤكد مرة أخرى شهادتي :
أن ثورة الحسين هي ثورة الصراع المقبل والآني على ماهيات المصطلح القرآني العظيم والذين حرفوه جليا وقتلوا القرآن وأهل القرآن بروح باردة وأثمروا جيلا ساديا يتلذذ بالقتل للمطهرين بدعوى زائفة لمصطلحات القرآن !! وإلا لماذا فرض مصطلح الكسروية والوراثية بديلا عن مصطلح الشورى والمطهرين وياسين قلب القرآن !! . .. وسيدنا الحسين يصرخ بقوة الله العلية نداء الشهادة :
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }مريم12
وقد ذكرنا في السياق أن الخطاب ليحيى عليه السلام هو لابن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين الحسين حامل السمات الاستشهادية ذاتها .. وقلنا في السياق أن حروف الحسين عددها بعدد يحيى النبي عليه الصلاة والسلام ويحيى بالعبرانية الشهيد الذي يموت ليحيا .. ولم تمطر السماء دما إلا لهما عليهم السلام
كما في الروايات
والقرآن يسطع أنوار ثورته القدسية كالشمس الساطعة في بيان
من هم الذين آمنوا في مصطلح القرآن ..
في قوله تعالى :
{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }البقرة14
وفي زمان ختم ثورتنا البهية نكتحل بنور الله المتعالي الذي يبارحنا لنفهم بتأديب الله لنا نورا من التقوى في الفهم وإدراك المعاني من قلب القرآن وأعماق المصطلح النبوي لباس التفصيل لقرآننا ولا نزيد على ذلك أبدا .. ولهذا مرة أخرى نتجه الليلة لكشف السر من علم الله الأزلي المكنوز في قلوبنا لمصطلح الختم في القرآن بأنه هو ثورة روح العلى الأبية من عالم الديمومة تنفخ في وعينا فهما وإدراكا .. من وهج القبس القدسي ..
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79 ..
فمنا آل محمد المطهرين سليمان وداوود ويوسف ونحن في القرآن الوارثين لحركة الأنبياء القدسية .. ونحن كلمات الله المتعالي التي دعا بها أبونا آدم فغفر الله له .. ونحن الحق .. ورسولنا جدنا الجليل صلى الله عليه وآله الطاهرين يقول :
(الحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان )
وعلي عليه السلام جدنا فمن له مثلنا جد كجدنا علي فليشرع نسبه .. والويل للحاسدين منا نار جهنم تؤزهم أزا ..
أنظر قارئي رسالتنا الهامة المنشورة بعنوان :
سلسلة نثرياتي في العشق والحب الالهي خطوة نحو النهضة
http://hobelahy.wordpress.com/2010/10/06
http://alhakaek.com/news.php?action=view&id=14044
http://manaberaliraq.net/vb/showthread.php?t=17815
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32
ومن قلب سورة الأنبياء عليهم السلام نردد بختم إلهنا القدوس ونبينا القديس محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين :
{ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ{39} بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ{40} وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون{41} : الأنبياء
ثورة قدسية في مواجهة ثورة البهتان في أعماق مصطلح القرآن الجديدة .. إننا بغير جدنا محمد صلى الله عليه و بغير آله الطاهرين لا نهتدي .. وقد فضلنا الله على العالمين .. وخليفتنا حامل الفصل والميسم والختم الالهي الموعود هو قائد الدابة المعجزة والثورة .. فأين ستذهبون منا ونحن في القبور نلاحققكم ودم أجدادنا على الظالمين لعنة دائمة وخليفة الله المفدى مهدي الأمم هو الممثل لنور الله في المحشر يفتح باسم الله المتعالي وبختم إلهنا ملف الحساب العسير لمخالفي الله القدوس ولكل من تجرأ علينا وثورتنا الرحمانية وقسم عترتنا وقال الأبناء غير الأزواج المحمديات وهن من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين .. !! فكيف تنزعون الأزواج من نفس رسولنا وجدنا ..
{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل72 .. فأزواج نبينا صلى الله عليه وآله الطاهرين أمهاتنا نقولها عقيدة روح وثورة ولا نبتغي الجاهلين .. ونحن البنين ومنا الطيبات لرسولنا صلى الله عليه وآله الطاهرين ..
ونحن في حجر النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين سواء ولدنا من فاطمة الزهراء الملكوتية عليها السلام أومن الأزواج رضي الله عنهم الله عنهن بالكلية .. ومن معه شهادة في الكون انه من نسل الأزواج فليتفضل بدورة لنبوة جديدة لم ولن نسمع بها
{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }البقرة130
وإذا كان حكم الله في الختم ومصطلح الختم الالهي أن يكون أصلاب النبي من مكلكوتيتنا فاطمة الزهراء عليها السلام فتصفى الحسبة الالهية أن أزواج آل البيت عليهم السلام هن أمهاتنا كما هم آبائنا عليهم سلام الله تعالى وصلواته ..
فأين أنت يا بائع الهوى في سوق العبيد .. أتحتال علينا بفقه جاهل !! أم توزع علينا دينا غير دين محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
أو من قال الأزواج غير الأبناء عليهم السلام وفرق بين ببيت النور المحمدي فقد قسم الرحمة وقسم القرآن .. فهو صاحب القسمة السوداوية في مصطلح القرآن بإتباع إبليس الهوى !! نحن وآبائنا وأمهاتنا وخصوصيتنا القدسية في فاطمة الزهراء وخديجة عليهما السلام .. نعشق الكلية المحمدية ..
ولهذا وعلى هذا القانون في الأنموذج الالهي الصارم في الحق : يكون الختم في زمان مصطلح الختم .. ووعد الآخرة .. و ومن قال بغير الحق الالهي دخل في دائرة البهتان ... انه هو البهتان على نبينا صلى الله عليه وآله الطاهرين ...
والبهتان هو الافتراء على الله تعالى في رسالاته وأنبياءه بالتكذيب والقتل والتشويه ، والرد الالهي على المكذبين يكون في آخر الزمان بالقتل الجماعي والمعاقبة الاعجازية والدابة المعجزة ذخرنا القادم الوشيك من قلب الحرم
تسقط شرعية خادم الحرم المزيف لينشئ المتعالي من نفس محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين خادم الحرم الحقيقي خليفة الله المتعالي مهدي العوالم عليه سلام المتعالي في علاه .. فمع من غدا تصطفون غدا .. ؟؟
هل مع نور الله الهادي كجده محمد وعلي عليهم صلوات العلا ..
أم مع أزلام الوثنية وحملة مناهج فكر الأعراب الفريسيين ..
وغدا تكشف الحقيقة بين القرآن وعترة النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين ، وبوجود خليفة الله المهدي عليه السلام يعود مصطلح الثقلين والعترة متوحدا ..
وويل للمكذبين لصوتنا الهادر في زمان العالمية الربانية الخاتمة ..
انظر بقوة : لموسوعتنا في المصطلح القرآني ( مصطلح العالمية الربانية ) :
منشور على موقعنا الخاص : مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام
http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/24
( رؤيا يوحنا اللاهوتي : الاصحاح :9 : 1ـ 3 )
ونبذتم كتاب الله وراء ظهوركم حين سرقتم الحقيقة الالهية المحمدية من قلب القرآن الى قعر بيوتكم بالزيف .. نحن نريد ثورة المصطلح القرآني ترسم من جديد .. ملامح ثورتنا المهدوية بثقافة متأهبة تسقط الوعي الجمودي التاريخي الذي رسمته أيادي عمائم الشيطانين
أنظر رسالتنا المنشورة بعنوان ( ثورة المصطلح القرآني )
على موقعنا المميز : ( موقع المصطلح القرآني )
http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/09/blog-post.html
ثورة المصطلح القرآني هي ثورة الامام الحسين خلاصة النبوة
http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/09/blog-post_19.html
على موقع الحقائق العراقي :
http://alhakaek.com/news.php?action=view&id=12868
وعلى موقعنا :
alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11/page/2/
إنها الثورة المحمدية القادمة الهادرة .. وهي التي تقوم بحركة المواجهة مع أركان وأعمدة الكفر الغربي وأدواته الأعرابية من أعراب أميركا والماسونية الوثنية المعاصرة ..
أنظر موسوعتنا ( قراءة في مصطلح الأعراب في القرآن الكريم ) سينشر قريبا
وهو ما عبرت عنه الآية الكريمة بالنار، أي نار الحرب وليس نار الجحيم لأن الآية تتحدث عن معركة التكذيب المحتوم في آخر الزمان حيث تهاوي الأمم عن التوحيد والاسلام الى قاع الوثنية ، وهو قوله تعالى :
{ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ } الأنبياء {39}
وهنا تلازمت في الآيات أشكال ثلاثة من المصطلحات القرآنية الدالة على توصيف المرحلة وهي ( البهتان ( فتبهتهم ) ، والذين كفروا ، العذاب ، الاستهزاء) وهذه التوصيفات لا تكون سوى في وجود في سياق حالة إيمانية صارخة في الطرح الاستعلائي ، حيث يقدم التكذيب على الدلالات الاعجازية في زمن ( الختم الأخروي ) وهو في المصطلح القرآني زمن المهدي والمسيح عليهم السلام في زمن العالمية الربانية الخاتمة .. وهنا تكون معجزات الخليفة الالهي المهدي عليه السلام خوارق تهز أركان العالم وتقدم حالة غيب خالصة في وعي نوراني يحمل أنموذج الرسالة المحمدية الخاتمة ..
أنظر موسوعتنا المصطلحية ( قراءة في مصطلح العالمية الربانية )
منشور على موقعنا الخاص : مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام
http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/24
http://manaberaliraq.net/vb/showthread.php?t=17183
http://alhakaek.com/news.php?action=view&id=13636
فتهبت المستكبرين وأدواتهم الاعلامية بل تسحقها تماما الى قاع الهاوية .. أي أن المعجزات تشكل فتحا جديدا في أنموذج ثورة ثقافية سماوية جذرية في العطاء الالهي اللامحدود .. فتبهتهم وتسقط شرعية الزيف بثورة الروح الالهية الصارخة من عالم الجلال الالهية ... وهنا يكون الفرز الى فسطاطين الفسطاط الالهي بقيادة الخليفة الالهي المحمدي والثقافة المناوئة
والمنحازة الى المستكبرين الاضلاليين .. .
خامسا : الدابة المعجزة وعلامات الظهور المقدس
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82
[502 [ ( لا تخرج الدابة حتى لا يبقى في الأرض مؤمن ، فاقرؤا إن شئتم ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض . ) الآية ) * ] 502 المصادر : * : ابن حماد : ص 187 حدثنا نعيم ، ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال : قال عمر : ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله . * : جامع البيان : ج 20 ص 10 حدثنا أبو كريب قال : ثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن عمرو بن قيس ، عن عطية العوفي ، عن ابن عمر في قوله " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض " قال : " هو حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر " . وفيها : حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا محمد بن الحسن أبو الحسن قال : ثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن عطية ، عن ابن عمر ، في قوله " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض " قال : " الشيخ علي الكوراني العاملي : ( معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ) ، الجزء : 2 ، 166 ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : إشراف : الشيخ علي الكوراني العاملي
الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1411 ، المطبعة : بهمن ، الناشر : مؤسسة المعارف الإسلامية - قم
ذاك إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " . ]
[- الإمام علي ( عليه السلام ) : فالله الله عباد الله ! فإن الدنيا ماضية بكم على سنن ، وأنتم والساعة في قرن ، وكأنها قد جاءت بأشراطها ، وأزفت بأفراطها ( 5 )
( 5 ) نهج البلاغة : الخطبة 190 = محمد الريشهري : ( ميزان الحكمة ) الجزء : 3 ، الوفاة : معاصر ، تحقيق : دار الحديث ، الطبعة : الأولى ، المطبعة : دار الحديث
، الناشر : دار الحديث
سادسا : الدابة مشروع الفرز الثوري الروحي :
قال تعالى :
{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ{82} وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ{83} حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{84} وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ{85} : سورة النمل
[ 7 - وقوله جل وعز * ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم . . . ) * [ آية 82 ] . وقرأ ابن عباس : * ( تكلمهم ) * . وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير * ( تكلمهم ) * وقرأ أبي " تنبئهم " . قال إبراهيم : تخرج الدابة من مكة . وروى أبو الطفيل عن حذيفة بن اليمان قال : " تخرج الدابة ثلاث خرجات : خرجة بالبوادي ثم تنكمي ، وخرجة بالقرى يتقاتل فيها الأمراء . حتى تكثر الدماء ، وخرجة من أفضل المساجد وأشرفها وأعظمها - حتى ظننا أنه يسمى المسجد الحرام ولم يسمه - فيتهارب الناس ، وتبقى جميعة من المسلمين ، فتخرج فتجلو وجوههم ، ثم لا ينجو منها هارب ، ولا يلحقها طالب ، وإنها لتأتي الرجل وهو يصلي فتقول له : أتمتنع بالصلاة ؟ فتخطه ، وتخطم وجه الكافر ، وتجلو وجه المؤمن . ]
النحاس : ( معاني القرآن ) الجزء : 5 ، ص 148 ، الوفاة : 338 ، تحقيق : الشيخ محمد علي الصابوني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1409، الناشر : جامعة أم القرى - المملكة العربية السعودية
[عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال تخرج الدابة ومعها عصى موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصى وتخطم انف الكافر بالخاتم حتى أن أهل الخوان يجتمعون فيقولون لهذا يا مؤمن ويقولون لهذا يا كافر . ]
الحاكم النيسابوري : ( المستدرك ) الجزء : 4 ، ص 486، الوفاة : 405، تحقيق : إشراف : يوسف عبد الرحمن المرعشلي
[وأما الدابة المذكورة في هذا الحديث فهي المذكورة في قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض قال المفسرون هي دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا وعن ابن عمرو بن العاص أنها الجساسة المذكورة في حديث الدجال . قوله صلى الله عليه وسلم ( وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) ]
النووي : ( شرح مسلم ) ، الجزء : 18 ، ص 28 ، الوفاة : 676 ، سنة الطبع : 1407 - 1987 م ، الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان
[عن حذيفة بن أسيد قال كنا نتحدث في ظل غرفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا الساعة فارتفعت أصواتنا فأشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفته فقال عم يتساءلون أو عم يتحدثون قلنا ذكر الساعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الساعة لن تكون أو لن تقوم حتى يكون قبلها عشر آيات طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى بن مريم والدخان وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن فتسوق الناس إلى المحشر قوله تعالى يوم ينفخ في الصور ]
النسائي : ( السنن الكبرى ) : الجزء : 6 ، ص 424 ، الوفاة : 303 ، تحقيق : عبد الغفار سليمان البنداري ، سيد كسروي حسن ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1411 - 1991 م ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
[( وإذا وقع القول عليهم ) * يعني إذا وجب عليهم العذاب والسخط وذلك حين لا يقبل الله من كافر إيمانه ولم يبق إلا من يموت كافرا في علم الله تعالى * ( أخرجنا لهم دابة من الأرض ) * وخروجها من أول أشراط الساعة * ( تكلمهم ) * أي تحدثهم يعني الدابة التي تكلم الناس بما يسوؤهم * ( ان الناس ) * قرأ عاصم وحمزة والكسائي * ( أن ) * بالنصب وقرأ الباقون بالكسر فمن قرأ بالنصب يكون حكاية قول الدابة ومعناه تكلمهم بأن الناس * ( كانوا بآياتنا لا يوقنون ) * أي لا يؤمنون بآيات ربهم وهي خروج الدابة ومن قرأ بالكسر يكون بمعنى الابتداء ويتم الكلام عند قوله * ( تكلمهم ) * ثم يقول الله تعالى * ( أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) * يعني لا يؤمنون ]
أبو الليث السمرقندي : ( تفسير السمرقندي ) الجزء : 2 ، ص 592 ، الوفاة : 383 ، تحقيق : د.محمود مطرجي ، المطبعة : بيروت - دار الفكر ، الناشر : دار الفكر
سابعا : ختم الدابة الالهي المعجز :
ويأتي الختم الالهي بالدابة كأحد المعجزات الخطيرة في مشروع ثورة المهدي الالهية ، حيث تقوم الدابة بالحوار وإقامة البراهين والحجج وتحاجج المشركين وتدمغهم بخاتم السواد على وجوههم بكفرهم ، وهو قوله تعالى :
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82 ..
أي أن ظهور الدابة سمي في القرآن خروجا ، وفي قرائتنا لمصطلح الخروج في القرآن رأينا أنه مصطلح يناقش في بداياته ونهاياته مسألة خروج خليفة الله المهدي القائم بالحق ، والذي يختم به الله الدنيا .. ويلاحظ في الآية الكريمة إبراز مصطلح [ اليقين ] { كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } أي لا يعتقدون ، وكانوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من عترته المطهرين جاحدون.. تكلمهم وتلطمهم بعد كتمانهم الحق في زمن الحجة والظهور ..
وفي القرآن أطلق عليهم عدة مسميات من الظلم والسوء والجحود
{ َكانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ } الأعراف9 .. { وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } الأعراف51
{ َكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } فصلت15 ، 28 ..
ولم تلازم صفة اليقين سوى أهل اليقين والعرفان العارفين بمهماتهم وأشراطهم ، وهم الأئمة الربانيون من العترة النبوية ومحبيهم معهم ، فهم وحدة إلهية حتى تقوم الساعة
{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } السجدة24
فجماعة اليقين في مصطلح القرآن هو مركب الثنائية المنتجاة كما ذكرنا في المبحث
{ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }
، ولهذا تعلق الختم النهائي كما في القرآن والمصطلح الحديثي وخطاب الإنجيل والتوراة الحالية يؤكد على مسألة الختم الالهي النوراني للمتقين ، والختم السوداوي للمفسدين الكافرين .. ويجئ موضوع الدابة ليؤكد النهاية الخاتمة للمسيخ الدجال ، والتي ستكون الدابة هي المدخرة مع خليفة الله المهدي عليه السلام ، وفي الرواية الصحية أن الناس في زمن المهدي الموعود من آل محمد الطاهرين عليهم السلام ينقسمون الى فسطاطين :
[ فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فأنظروا الدجال من يومه أو من غده ]
جلال الدين السيوطي ، عبد الرحمن بن الكمال : ( الدر المنثور) ، ج 7/ 481 ، الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993 = ابن حنبل ، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني : ( مسند الإمام أحمد ) ، ج 2/ 133 ، رقم الحديث 6168 ، الناشر : مؤسسة قرطبة - القاهرة = الحاكم النيسابوري ، محمد بن عبد الله أبو عبد الله : ( المستدرك على الصحيحين) ، ج 3/ 513 ، رقم الحديث 8441 ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 ،تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
وفي مقالتي الهامة المنشورة بعنوان ( يوم الغدير وثقافة الخليفة الالهي القادم )
ذكرت تفصيلا موجزا لماهية مصطلح الختم :
[الختام هو حسن الختم والختم في مصطلح القرآن هو الوسم على وجه الحالة الكلية بخطاب القرآن الجمعي .. وليس خطاب الحالة الفردية .. ختم النور الخاتم وهو في وجهتنا وتفسيرنا القرآني الدائم هو ختم النور بخليفة الله المهدي الخاتم وبختم المعجزة بالدابة الظاهرة في زماننا الوشيك .. حيث ظهور الدابة الوشيك في الحرم المكي ... وهي مشروع الاله الثورة .. والخاتمة المعجزة لإمامنا الالهي والمهدي الخاتم عليه السلام .. تبيض وجوه الناس فتصبح كالكوكب الدري .. وهو ختم الايمان ..[ مؤمن] وتختم على جباههم بختم السواد الناقع [ كفر ] فتسود وجوههم النفاقية !! وهذا الختم موجود سنده في القرآن والانجيل والتوراة .. ومهما تأولت التأويلات في الآية الكريمة بأنها أمير المؤمنين علي عليه السلام أو الدابة المعجزة الالهية فكلاهما له الدور الفارز .. وفي وجهتي القرآنية من عمق آل البيت عليهم السلام أرى الختم لأمير المؤمنين علي ولخليفة الله المهدي عليهما الصلاة والسلام أولا و معجزة الثورة الالهية الفريدة هو من الدابة المعجزة تختم وتلحق بكل المجرمين في هذا العالم تسود وجوههم أرضيا توطئة للفرز السماوي على الصراط الذي بثبوت الحديث النبوي المقدس هو ختم جواز السفر السماوي نحو وعد الآخرة المحتوم ، وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله : [ إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب ] وفي كلا الوجهتين الختم الالهي المحمدي هو ختم رأس المطهرين علي عليه السلام وسليله الخاتم مهدي العوالم الوشيك القادم ... وقد ورد هذا الحديث في كتب المناقب .. وهنا نؤكد على عمق المصطلح القرآني [ الختم ] لنراه هو العلامة الفارزة لمناط قبول الأعمال بكليتها ...والدابة الخارجة حتما فهي معجزته الأولى في قلب الحرم المكي تختم وشيكا على نواصي كل المجرمين ..
{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ }الرحمن41...
تصديقا لعمق الحقيقة الالهية في زمن خليفة الله المهدي الالهي .. ولا تستطيع قوة علمية أن تنكر خروج الدابة في آخر الزمان ]
موقعنا : مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام
http://malhashemey.blogspot.com/2010/03/blog-post_25.html
http://www.alhawza.net/forum/showthread.php?t=67523
والدابة كما ذكرنا في كتابنا المهدي عليه السلام هي مشروعا ثوريا ربانيا ينوب عن الأمة المحمدية ، والدابة هي المكنوز الحيوي الاعجازي المدخر لخليفة المهدي سليل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. والختم الذي تضعه الدابة وتسمه على أنوف وجباه الدجالين كل الدجالين في العالم وقبيل ظهور الدجال هي محاصرة وتطويق لمساعي الخبيث الملعون " شيخ الضلالة " [ الدجال ] .. وهنا نرى أن ختم الدابة المنحازة لثورة المهدي العالمية هو جزء من ختم المسك الموعود من الله تعالى لنبيه الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26
وهنا في قرائتنا لمصطلح الختم الالهي في القرآن نرى أن جملة من المصطلحات قد برزت لتشكل حالة القدر الالهي في الختم الالهي النبوي للدنيا بالمهدي عليه السلام ، وفي السياق لتأكيد المصطلح وعلاقته بالثورة الالهية الخاتمة جاء قوله تعالى :
{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } السجدة24
.. فمن آل النبي العظم صلى الله عليه وآله وسلم منهم أخيار الأئمة المنتجبين ، والآية تتكلم عن التبيعيض الاصطفائي :
{ مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }
فهم العالمون وبوابات العلم اليقيني النبوي اللادني ، وهم الملهمون لأحوال القيامة ودورهم التاريخي المناط بهم في آخر الزمان ؟؟ كيف لا والقرآن العظيم يعد النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم بأن الآخرة [ أي آخر الزمان وحتى القيامة] هي للنبي وآله وخليفتهم الالهي المهدي السماوي الموعود .. فهم القرآن الناطق ، ومنهم ولهم خلقت الدابة الناطقة المعجزة تكلم كل الأمم بلغاتهم بالحق وللحق ، أي تهيئ الأمور لخليفة الله المهدي وتختم على وجوه المفسدين ، وأول ماتبدأ بالمشايخ الضالين في قلب الحرم المكي
[ لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ليتعوذ منها في بالصلاة، فتأتيه من خلفه فتقول: أي فلان الآن تصلي !! ]
المستدرك ج4/530 رقم 8490 : ومثله رقم 4891 – قال : هذا الحديث صحيح على شرط
الشيخين ولم يخرجا ه
وورد أنها [ وتقول ألا لعنة الله على الظالمين أو تكلمهم ببطلان الأديان كلها سوى دين الإسلام أو بأن هذا مؤمن وأن هذا كافر ]
النسفي : ( تفسير النسفي) ، ج 3/ 223 ، قوله تعالى : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } النمل82 = تهذيب التفسير الكبير ج5/ 391 = البغوي ج4/ 420 = كنز العمال ج14/ 494 رقم 39709
إن موضوع الدابة وهي المتسلحة بعصا موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم وختم سليمان الالهي عليه السلام [ عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[ تخرج الدابة فتسم على خراطيمهم ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة فيقال له ممن اشتريتها ؟ فيقول : من الرجل المخطم ]
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس إن للدابة ثلاثة خرجات وذكر نحو ما قدمنا وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد رفعه قال [ تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة ] وأخرج سعيد بن منصور ونعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : تخرج من بعض أودية تهامة وأخرج الطيالسي وأحمد ونعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : تخرج من بعض أودية تهامة وأخرج الطيالسي وأحمد ونعيم بن حماد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالخاتم وتخطم أنف الكافر بالعصا حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر ]
الشوكاني ، محمد بن علي : ( فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) ، ج 4/ 216، تفسير قوله تعالى : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } النمل82
[وعن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه سئل : من أين تخرج الدابة ؟ فقال : من أعظم المساجد حرمة على الله يعني المسجد الحرام ]
الزمخشري : ( الكشاف ) ، ج1/ 916 ، تفسير الآيات
[عن حذيفة بن اليمان قال إن للدابة ثلاث خرجات خرجة تخرج في بعض البوادي ثم تنكمي وخرجة تخرج في بعض القرى حتى تذكر وحتى تهريق الأمراء فيها الدماء ثم تنكمي فبينما الناس عند أشرف المساجد وأفضلها وأعظمها حتى ظننا أنه يسمي المسجد الحرام وما سماه إذ ارتفعت بهم الأرض فانطلق الناس هرابا فلا يفوتها هارب وتبقى عصابة من المسلمين ]
الصنعاني ، عبد الرزاق بن همام : ( تفسير القرآن) ، ج 3/ 84 ، الناشر : مكتبة الرشد – الرياض ،الطبعة الأولى ، 1410، تحقيق : د. مصطفى مسلم محمد ، تفسير قوله تعالى : ( {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ .. ) = الكوراني العاملي ، الشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام : ( معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ) ، الجزء : 2، ص 169 ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : إشراف : الشيخ علي الكوراني العاملي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1411 ، المطبعة : بهمن ، الناشر : مؤسسة المعارف الإسلامية – قم = ابن طاووس ، السيد : ( الملاحم والفتن) ، ص 208 ، الوفاة : 664، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 15 شعبان 1416 ، المطبعة : نشاط – اصفهان ، الناشر : مؤسسة صاحب الأمر عجل الله فرجه = نفس المصدر السابق : ( المجلسي ، العلامة : ( بحار الأنوار) ، الجزء : 6 ، 300 ، الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان = فصلنا الموضوع بتوسع في كتابنا : المهدي عليه السلام : ( النزول ، الخروج ، تحرير القدس ) ، باب " مشروع الدابة الثوري ، " تحت الطبع "
والخطم يحدث الختم على الأنف والوجه بذلة ، و الضرب على الأنف كما ورد هو أكرم موضع في الجسد ؟؟ [ الخَطْمُ : الخَطْبُ الجَلِيلُ وع ومِنْقارُ الطائِرِ و من الدابَّةِ : مُقَدَّمُ أنْفِها وفَمِها و مِنْكَ : أنْفُكَ كالمَخْطِمِ كمَجْلِسٍ ومِنْبَرٍ . وخَطَمَه يَخْطِمَهُ : ضَرَبَ أنْفَهُ . و بالخِطامِ : جَعَلَهُ على أنْفِه كخَطَّمَه به أو جَرَّ أنْفَه لِيَضَعَ عليه الخِطامَ ]
الفيروزآبادي ، محمد بن يعقوب : ( القاموس المحيط ) ، ج 1/ 1426 ، فصل " الخاء "
و [ خطم ـ خ ط م ـ : الخِطَامُ الزمام و الخِطْمِيُّ بالكسر الذي يُغسل به الرأس ] .
الرازي : ( مختار الصحاح ) ، ج 1/ 196 ، ط مكتبة لبنان : ناشرون ، 1415 – 1995 ،
ثامنا : الدابة المعجزة وعلامات الظهور المقدس
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82
[502 [ ( لا تخرج الدابة حتى لا يبقى في الأرض مؤمن ، فاقرؤا إن شئتم ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض . ) الآية ) * ] 502 المصادر : * : ابن حماد : ص 187 حدثنا نعيم ، ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال : قال عمر : ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله . * : جامع البيان : ج 20 ص 10 حدثنا أبو كريب قال : ثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن عمرو بن قيس ، عن عطية العوفي ، عن ابن عمر في قوله " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض " قال : " هو حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر " . وفيها : حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا محمد بن الحسن أبو الحسن قال : ثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن عطية ، عن ابن عمر ، في قوله " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض " قال : " الشيخ علي الكوراني العاملي : ( معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ) ، الجزء : 2 ، 166 ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : إشراف : الشيخ علي الكوراني العاملي
الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1411 ، المطبعة : بهمن ، الناشر : مؤسسة المعارف الإسلامية - قم
ذاك إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " . ]
[- الإمام علي ( عليه السلام ) : فالله الله عباد الله ! فإن الدنيا ماضية بكم على سنن ، وأنتم والساعة في قرن ، وكأنها قد جاءت بأشراطها ، وأزفت بأفراطها ( 5 )
( 5 ) نهج البلاغة : الخطبة 190 = محمد الريشهري : ( ميزان الحكمة ) الجزء : 3 ، الوفاة : معاصر ، تحقيق : دار الحديث ، الطبعة : الأولى ، المطبعة : دار الحديث
، الناشر : دار الحديث
تاسعا : مرحلة وقوع القول ونزول خليفة الله المهدي عليه السلام
قال تعالى :
{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ{82} وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ{83} حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{84} وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ{85} : سورة النمل
[ 7 - وقوله جل وعز * ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم . . . ) * [ آية 82 ] . وقرأ ابن عباس : * ( تكلمهم ) * . وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير * ( تكلمهم ) * وقرأ أبي " تنبئهم " . قال إبراهيم : تخرج الدابة من مكة . وروى أبو الطفيل عن حذيفة بن اليمان قال : " تخرج الدابة ثلاث خرجات : خرجة بالبوادي ثم تنكمي ، وخرجة بالقرى يتقاتل فيها الأمراء . حتى تكثر الدماء ، وخرجة من أفضل المساجد وأشرفها وأعظمها - حتى ظننا أنه يسمى المسجد الحرام ولم يسمه - فيتهارب الناس ، وتبقى جميعة من المسلمين ، فتخرج فتجلو وجوههم ، ثم لا ينجو منها هارب ، ولا يلحقها طالب ، وإنها لتأتي الرجل وهو يصلي فتقول له : أتمتنع بالصلاة ؟ فتخطه ، وتخطم وجه الكافر ، وتجلو وجه المؤمن . ]
النحاس : ( معاني القرآن ) الجزء : 5 ، ص 148 ، الوفاة : 338 ، تحقيق : الشيخ محمد علي الصابوني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1409، الناشر : جامعة أم القرى - المملكة العربية السعودية
[عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال تخرج الدابة ومعها عصى موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصى وتخطم انف الكافر بالخاتم حتى أن أهل الخوان يجتمعون فيقولون لهذا يا مؤمن ويقولون لهذا يا كافر . ]
الحاكم النيسابوري : ( المستدرك ) الجزء : 4 ، ص 486، الوفاة : 405، تحقيق : إشراف : يوسف عبد الرحمن المرعشلي
[وأما الدابة المذكورة في هذا الحديث فهي المذكورة في قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض قال المفسرون هي دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا وعن ابن عمرو بن العاص أنها الجساسة المذكورة في حديث الدجال . قوله صلى الله عليه وسلم ( وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) ]
النووي : ( شرح مسلم ) ، الجزء : 18 ، ص 28 ، الوفاة : 676 ، سنة الطبع : 1407 - 1987 م ، الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان
[عن حذيفة بن أسيد قال كنا نتحدث في ظل غرفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا الساعة فارتفعت أصواتنا فأشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفته فقال عم يتساءلون أو عم يتحدثون قلنا ذكر الساعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الساعة لن تكون أو لن تقوم حتى يكون قبلها عشر آيات طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى بن مريم والدخان وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن فتسوق الناس إلى المحشر قوله تعالى يوم ينفخ في الصور ]
النسائي : ( السنن الكبرى ) : الجزء : 6 ، ص 424 ، الوفاة : 303 ، تحقيق : عبد الغفار سليمان البنداري ، سيد كسروي حسن ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1411 - 1991 م ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان
[( وإذا وقع القول عليهم ) * يعني إذا وجب عليهم العذاب والسخط وذلك حين لا يقبل الله من كافر إيمانه ولم يبق إلا من يموت كافرا في علم الله تعالى * ( أخرجنا لهم دابة من الأرض ) * وخروجها من أول أشراط الساعة * ( تكلمهم ) * أي تحدثهم يعني الدابة التي تكلم الناس بما يسوؤهم * ( ان الناس ) * قرأ عاصم وحمزة والكسائي * ( أن ) * بالنصب وقرأ الباقون بالكسر فمن قرأ بالنصب يكون حكاية قول الدابة ومعناه تكلمهم بأن الناس * ( كانوا بآياتنا لا يوقنون ) * أي لا يؤمنون بآيات ربهم وهي خروج الدابة ومن قرأ بالكسر يكون بمعنى الابتداء ويتم الكلام عند قوله * ( تكلمهم ) * ثم يقول الله تعالى * ( أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) * يعني لا يؤمنون ]
أبو الليث السمرقندي : ( تفسير السمرقندي ) الجزء : 2 ، ص 592 ، الوفاة : 383 ، تحقيق : د.محمود مطرجي ، المطبعة : بيروت - دار الفكر ، الناشر : دار الفكر
ويأتي الختم الالهي بالدابة كأحد المعجزات الخطيرة في مشروع ثورة المهدي الالهية ، حيث تقوم الدابة بالحوار وإقامة البراهين والحجج وتحاجج المشركين وتدمغهم بخاتم السواد على وجوههم بكفرهم ، وهو قوله تعالى :
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82 ..
أي أن ظهور الدابة سمي في القرآن خروجا ، وفي قرائتنا لمصطلح الخروج في القرآن رأينا أنه مصطلح يناقش في بداياته ونهاياته مسألة خروج خليفة الله المهدي القائم بالحق ، والذي يختم به الله الدنيا .. ويلاحظ في الآية الكريمة إبراز مصطلح [ اليقين ] { كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } أي لا يعتقدون ، وكانوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من عترته المطهرين جاحدون.. تكلمهم وتلطمهم بعد كتمانهم الحق في زمن الحجة والظهور ..
وفي القرآن أطلق عليهم عدة مسميات من الظلم والسوء والجحود
{ َكانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ } الأعراف9 .. { وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } الأعراف51
{ َكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } فصلت15 ، 28 ..
ولم تلازم صفة اليقين سوى أهل اليقين والعرفان العارفين بمهماتهم وأشراطهم ، وهم الأئمة الربانيون من العترة النبوية ومحبيهم معهم ، فهم وحدة إلهية حتى تقوم الساعة
{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } السجدة24
فجماعة اليقين في مصطلح القرآن هو مركب الثنائية المنتجاة كما ذكرنا في المبحث
{ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }
، ولهذا تعلق الختم النهائي كما في القرآن والمصطلح الحديثي وخطاب الإنجيل والتوراة الحالية يؤكد على مسألة الختم الالهي النوراني للمتقين ، والختم السوداوي للمفسدين الكافرين .. ويجئ موضوع الدابة ليؤكد النهاية الخاتمة للمسيخ الدجال ، والتي ستكون الدابة هي المدخرة مع خليفة الله المهدي عليه السلام ، وفي الرواية الصحية أن الناس في زمن المهدي الموعود من آل محمد الطاهرين عليهم السلام ينقسمون الى فسطاطين :
[ فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فأنظروا الدجال من يومه أو من غده ]
جلال الدين السيوطي ، عبد الرحمن بن الكمال : ( الدر المنثور) ، ج 7/ 481 ، الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993 = ابن حنبل ، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني : ( مسند الإمام أحمد ) ، ج 2/ 133 ، رقم الحديث 6168 ، الناشر : مؤسسة قرطبة - القاهرة = الحاكم النيسابوري ، محمد بن عبد الله أبو عبد الله : ( المستدرك على الصحيحين) ، ج 3/ 513 ، رقم الحديث 8441 ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 ،تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
والدابة كما ذكرنا في كتابنا المهدي عليه السلام هي مشروعا ثوريا ربانيا ينوب عن الأمة المحمدية ، والدابة هي المكنوز الحيوي الاعجازي المدخر لخليفة المهدي سليل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. والختم الذي تضعه الدابة وتسمه على أنوف وجباه الدجالين كل الدجالين في العالم وقبيل ظهور الدجال هي محاصرة وتطويق لمساعي الخبيث الملعون " شيخ الضلالة " [ الدجال ] .. وهنا نرى أن ختم الدابة المنحازة لثورة المهدي العالمية هو جزء من ختم المسك الموعود من الله تعالى لنبيه الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26
وهنا في قرائتنا لمصطلح الختم الالهي في القرآن نرى أن جملة من المصطلحات قد برزت لتشكل حالة القدر الالهي في الختم الالهي النبوي للدنيا بالمهدي عليه السلام ، وفي السياق لتأكيد المصطلح وعلاقته بالثورة الالهية الخاتمة جاء قوله تعالى :
{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } السجدة24
.. فمن آل النبي العظم صلى الله عليه وآله وسلم منهم أخيار الأئمة المنتجبين ، والآية تتكلم عن التبيعيض الاصطفائي :
{ مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }
فهم العالمون وبوابات العلم اليقيني النبوي اللادني ، وهم الملهمون لأحوال القيامة ودورهم التاريخي المناط بهم في آخر الزمان ؟؟ كيف لا والقرآن العظيم يعد النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم بأن الآخرة [ أي آخر الزمان وحتى القيامة] هي للنبي وآله وخليفتهم الالهي المهدي السماوي الموعود .. فهم القرآن الناطق ، ومنهم ولهم خلقت الدابة الناطقة المعجزة تكلم كل الأمم بلغاتهم بالحق وللحق ، أي تهيئ الأمور لخليفة الله المهدي وتختم على وجوه المفسدين ، وأول ماتبدأ بالمشايخ الضالين في قلب الحرم المكي
[ لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ليتعوذ منها في بالصلاة، فتأتيه من خلفه فتقول: أي فلان الآن تصلي !! ]
المستدرك ج4/530 رقم 8490 : ومثله رقم 4891 – قال : هذا الحديث صحيح على شرط
الشيخين ولم يخرجا ه
وورد أنها [ وتقول ألا لعنة الله على الظالمين أو تكلمهم ببطلان الأديان كلها سوى دين الإسلام أو بأن هذا مؤمن وأن هذا كافر ]
النسفي : ( تفسير النسفي) ، ج 3/ 223 ، قوله تعالى : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } النمل82 = تهذيب التفسير الكبير ج5/ 391 = البغوي ج4/ 420 = كنز العمال ج14/ 494 رقم 39709
إن موضوع الدابة وهي المتسلحة بعصا موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم وختم سليمان الالهي عليه السلام [ عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[ تخرج الدابة فتسم على خراطيمهم ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة فيقال له ممن اشتريتها ؟ فيقول : من الرجل المخطم ]
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس إن للدابة ثلاثة خرجات وذكر نحو ما قدمنا وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد رفعه قال [ تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة ] وأخرج سعيد بن منصور ونعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : تخرج من بعض أودية تهامة وأخرج الطيالسي وأحمد ونعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : تخرج من بعض أودية تهامة وأخرج الطيالسي وأحمد ونعيم بن حماد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالخاتم وتخطم أنف الكافر بالعصا حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر ]
الشوكاني ، محمد بن علي : ( فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) ، ج 4/ 216، تفسير قوله تعالى : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } النمل82
[وعن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه سئل : من أين تخرج الدابة ؟ فقال : من أعظم المساجد حرمة على الله يعني المسجد الحرام ]
الزمخشري : ( الكشاف ) ، ج1/ 916 ، تفسير الآيات
[عن حذيفة بن اليمان قال إن للدابة ثلاث خرجات خرجة تخرج في بعض البوادي ثم تنكمي وخرجة تخرج في بعض القرى حتى تذكر وحتى تهريق الأمراء فيها الدماء ثم تنكمي فبينما الناس عند أشرف المساجد وأفضلها وأعظمها حتى ظننا أنه يسمي المسجد الحرام وما سماه إذ ارتفعت بهم الأرض فانطلق الناس هرابا فلا يفوتها هارب وتبقى عصابة من المسلمين ]
الصنعاني ، عبد الرزاق بن همام : ( تفسير القرآن) ، ج 3/ 84 ، الناشر : مكتبة الرشد – الرياض ،الطبعة الأولى ، 1410، تحقيق : د. مصطفى مسلم محمد ، تفسير قوله تعالى : ( {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ .. ) = الكوراني العاملي ، الشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام : ( معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ) ، الجزء : 2، ص 169 ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : إشراف : الشيخ علي الكوراني العاملي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1411 ، المطبعة : بهمن ، الناشر : مؤسسة المعارف الإسلامية – قم = ابن طاووس ، السيد : ( الملاحم والفتن) ، ص 208 ، الوفاة : 664، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 15 شعبان 1416 ، المطبعة : نشاط – أصفهان ، الناشر : مؤسسة صاحب الأمر عجل الله فرجه = نفس المصدر السابق : ( المجلسي ، العلامة : ( بحار الأنوار) ، الجزء : 6 ، 300 ، الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان = فصلنا الموضوع بتوسع في كتابنا : المهدي عليه السلام : ( النزول ، الخروج ، تحرير القدس ) ، باب " مشروع الدابة الثوري ، " تحت الطبع "
والخطم يحدث الختم على الأنف والوجه بذلة ، و الضرب على الأنف كما ورد هو أكرم موضع في الجسد ؟؟ [ الخَطْمُ : الخَطْبُ الجَلِيلُ وع ومِنْقارُ الطائِرِ و من الدابَّةِ : مُقَدَّمُ أنْفِها وفَمِها و مِنْكَ : أنْفُكَ كالمَخْطِمِ كمَجْلِسٍ ومِنْبَرٍ . وخَطَمَه يَخْطِمَهُ : ضَرَبَ أنْفَهُ . و بالخِطامِ : جَعَلَهُ على أنْفِه كخَطَّمَه به أو جَرَّ أنْفَه لِيَضَعَ عليه الخِطامَ ]
الفيروزآبادي ، محمد بن يعقوب : ( القاموس المحيط ) ، ج 1/ 1426 ، فصل " الخاء "
و [ خطم ـ خ ط م ـ : الخِطَامُ الزمام و الخِطْمِيُّ بالكسر الذي يُغسل به الرأس ] .
الرازي : ( مختار الصحاح ) ، ج 1/ 196 ، ط مكتبة لبنان : ناشرون ، 1415 – 1995 ،
دل عليه قوله تعالى :
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } : النمل82
وكذا قوله تعالى :
{ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{28} قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ{29} فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ{30}
فإن الظاهر أن المراد بالفتح هو الفتح للنبي صلى الله عليه وآله الطاهرين قوله تعالى :
{ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ{88} قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ{89} وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ{90} فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } : سورة الأعراف
وفي الآية رقم (89 ) من السورة فيها روح الدليل على حالة الفتح الالهي سواء كان في زمن النبوة الأول أو في زمن النبوة الخاتم ...
وحكاه عن رسله في قوله : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ) ( إبراهيم : 15 ) . أو تلازم بأسا من الله تعالى لا مرد له ولا محيص عنه فيضطرهم الله الايمان ليتقوا به أليم العذاب لكن لا ينفعهم ذلك فلا ينفع من الايمان إلا ما كان عن اختيار كما يدل عليه قوله تعالى : ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ، فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباد ه وخسر هنالك الكافرون ) ( المؤمن : 85 ) . عليه وآله وسلم بالقضاء بينه وبين أمته بالقسط كما حكاه الله تعالى عن شعيب عليه السلام ] وفي قوله : ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ) ( الأعراف : 89 ) وحكاه عن رسله في قوله : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ) ( إبراهيم : 15 ) . أو تلازم بأسا من الله تعالى لا مرد له ولا محيص عنه فيضطرهم الله الايمان ليتقوا به أليم العذاب لكن لا ينفعهم ذلك فلا ينفع من الايمان إلا ما كان عن اختيار كما يدل عليه قوله تعالى : ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ، فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباد ه وخسر هنالك الكافرون ) ( المؤمن : 85 ) ]
الطباطبائي : ( تفسير الميزان ) : الجزء : 7 ، ص الوفاة : 1412
[( بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون ) * . يقول تعالى ذكره : لا تأتي هذه النار التي تلفح وجوه هؤلاء الكفار الذين وصف أمرهم في هذه السورة حين تأتيهم عن علم منهم بوقتها ، ولكنها تأتيهم مفاجأة لا يشعرون بمجيئها فتبهتهم يقول : فتغشاهم فجأة ، وتلفح وجوههم معاينة كالرجل يبهت الرجل في وجهه بالشئ ، حتى يبقى المبهوت كالحيران منه . فلا يستطيعون ردها يقول : فلا يطيقون حين تبغتهم فتبهتهم دفعها عن أنفسهم . ]
إبن جرير الطبري : ( جامع البيان ) : ، الجزء : 17 ، ص 39، الوفاة : 310 ، تحقيق : تقديم : الشيخ خليل الميس / ضبط وتوثيق وتخريج : صدقي جميل العطار، سنة الطبع : 1415 - 1995 م، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
(57 - وقوله جل وعز * ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم . . . ) * [ آية 82 ] . وقرأ ابن عباس : * ( تكلمهم ) * . وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير * ( تكلمهم ) * وقرأ أبي " تنبئهم " ... النحاس ( معاني القرآن ) ، الجزء : 5 ، الوفاة : 338 ، تحقيق : الشيخ محمد علي الصابوني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1409 ، الناشر : جامعة أم القرى
[ قال إبراهيم : تخرج الدابة من مكة . وروى أبو الطفيل عن حذيفة بن اليمان قال : " تخرج الدابة ثلاث خرجات : خرجة بالبوادي ثم تنكمي ، وخرجة بالقرى يتقاتل فيها الأمراء . حتى تكثر الدماء ، وخرجة من أفضل المساجد وأشرفها وأعظمها - حتى ظننا أنه يسمى المسجد الحرام ولم يسمه - فيتهارب الناس ، وتبقى جميعة من المسلمين ، فتخرج فتجلو ]
( أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور ) * ( 5 ) . - الإمام علي ( عليه السلام ) : الباطل أضعف نصير ( 6 ) . - عنه ( عليه السلام ) : الباطل غرور خادع ( 7 ) . - عنه ( عليه السلام ) : إن الباطل خيل شمس ركبها أهلها وأرسلوا أزمتها ، فسارت [ بهم ] حتى انتهت بهم إلى نار وقودها الناس والحجارة ( 8 ) . - عنه ( عليه السلام ) : كيف ينفصل عن الباطل من لم يتصل بالحق ؟ ! ( 9 ) . - عنه
( عليه السلام ) : مستعمل الباطل معذب ملوم ( 10 ) . - عنه ( عليه السلام ) : فلأنقبن الباطل حتى يخرج الحق من جنبه ]
محمد الريشهري : ( ميزان الحكمة ) ، الجزء : 1 ، ص 268 ، الوفاة : معاصر ، تحقيق : دار الحديث
، الطبعة : الأولى ، المطبعة : دار الحديث ، الناشر : دار الحديث
[ فقال الله ( فان يشاء الله يختم على قلبك ) قال لو افتريت ( ويمحو الله الباطل ) يعني يبطله ) ويحق الحق بكلماته ) يعنى بالنبي وبالأئمة والقائم من آل محمد ( انه عليم بذات الصدور ]
علي بن إبراهيم القمي : ( تفسير القمي ) : الجزء : 2 ، ص 275 ، الوفاة : ن329 ، تحقيق : تصحيح وتعليق وتقديم : السيد طيب الموسوي الجزائري ، سنة الطبع : 1387 ، المطبعة : مطبعة النجف
[ قال : الختم على القلب والسمع ، والغشاوة على البصر ، قال الله تعالى ذكره : فإن يشأ الله يختم على قلبك وقال : وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة والغشاوة في كلام العرب : الغطاء ، ومنه قول الحارث بن خالد بن العاص : تبعتك إذ عيني عليها غشاوة * فلما انجلت قطعت نفسي ألومها ومنه يقال : تغشاه الهم : إذا تجلله وركبه . ومنه قول نابغة بني ذبيان : هلا سألت بني ذبيان ما حسبي * إذا الدخان تغشى الأشمط البرما يعني بذلك : إذا تجلله وخالطه ] (1) [عن قتادة : أم يقولون افترى على الله كذبا ، فإن يشأ الله يختم على قلبك فينسيك القرآن . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : فإن يشاء الله يختم على قلبك قال : إن يشاء الله أنساك ما قد أتاك . 23711 - حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قول الله عز وجل : فإن يشاء الله يختم على قلبك قال : يطبع . وقوله : ويمح الله الباطل يقول :
ويذهب الله بالباطل فيمحقه ويحق الحق بكلماته التي أنزلها إليك يا محمد فيثبته ] (2)
إبن جرير الطبري : ( جامع البيان ) : الجزء : 1 ، ص 167 ، الوفاة : 310 ، المجموعة : مصادر التفسير عند السنة ، تحقيق : تقديم : الشيخ خليل الميس / ضبط وتوثيق وتخريج : صدقي جميل العطار ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
(2) نفس المصدر السابق ( جامع البيان ) : الجزء : 25 ، ص 36 ،
[وقوله جل وعز : ( أم يقولون افترى على الله كذبا ، فإن يشأ الله يختم على قلبك . . ) ( آية 24 ) . قال قتادة : أي إن شاء أنساك ما علمك . وقيل : المعنى : إن يشأ يزل تمييزك ، فاشكره إذ لم يفعل . وقيل : معنى ( فإن يشأ الله يختم على قلبك ) : إن يشأ الله يربط على قلبك ، بالصبر على أذاهم . وقولهم : ( افترى على الله كذبا ) تم الكلام . ]
النحاس : ( معاني القرآن ) : الجزء : 6 ، ص 311 ، الوفاة : 338 ، تحقيق : الشيخ محمد علي الصابوني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1409 ، الناشر : جامعة أم القرى
[ قول الله تعالى * ( فإن يشأ الله يختم على قلبك ) * يعني يحفظ قلبك حتى لا تدخل في قلبك المشقة من قولهم " ويمحو الله الباطل " يعني يهلك الله تعالى الشرك * ( ويحق الحق ) * يعني يظهر دينه الإسلام * ( بكلماته ) * يعني بتحقيقه وبنصرته وبالقرآن * ( إنه عليم بذات الصدور ) * يعني يعلم ما في قلب محمد صلى الله عليه وسلم من الحزن ويعلم ما في قلوب الكافرين من التكذيب ]
أبو الليث السمرقندي : ( تفسير السمرقندي ) الجزء : 3 ، ص 231 ، الوفاة : 383 ، تحقيق : د.محمود مطرجي ، المطبعة : بيروت - دار الفكر ، الناشر : دار الفكر
[ 4799 : ومنها الإشارة إلى عدم دخول الجملة في حكم الأولى نحو * ( فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ) * فإن ( ويمح الله ) استئناف لا داخل في حكم الشرط
السيوطي : ( الإتقان في علوم القرآن ) : الجزء : 2 ، ص 196 ، الوفاة : 911 ، تحقيق : سعيد المندوب
الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1416 - 1996م ، المطبعة : لبنان - دار الفكر ، الناشر : دار الفكر
( الإمام علي ( عليه السلام ) : ختم على الأفواه فلا تكلم ، وقد تكلمت الأيدي ، وشهدت الأرجل ، ونطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا )
: محمد الريشهري : ( ميزان الحكمة ) الجزء : 3 ، ص 2183 ، رقم 24 ، الوفاة : معاصر ، تحقيق : دار الحديث ، الطبعة : الأولى ، المطبعة : دار الحديث ، الناشر : دار الحديث
[ ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) يريد أن الله ختم على ألسنتهم فتكلمت الجوارح وشهدت على أهلها وذلك إنهم قالوا تعالوا نحلف بالله ما كنا مشركين فختم الله على ألسنتهم فتكلمت الجوارح بما عملوا ثم شهدت ألسنتهم بعد ذلك يريد يجازيهم بأعمالهم بالحق كما يجازى أولياءه بالثواب كذلك يجزى أهله بالعقاب كقوله في الحمد ( مالك يوم الذين ) يريد يوم الجزاء ( ويعلمون ) يريد يوم القيامة ( أن الله هو الحق المبين ) وذلك أن عبد الله بن أبي كان يمسك في الدنيا وكان رأس المنافقين وذلك قول الله ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) ويعلم ابن سلول ( أن الله هو الحق المبين ) يريد انقطع الش ك واستيقن حيث لا ينفعه اليقين ( الخبيثات للخبيثين للخبيثات ) يريد أمثال عبد الله بن أبي سلول ]
: الهيثمي : ( مجمع الزوائد ) ، الجزء : 7 ، ص 76 ، الوفاة : 807 ، سنة الطبع : 1408 - 1988 م
، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين المنتجبين
______________
بقلمـــي
المفكر الاسلامي التجديدي
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي
" محمد نور الدين "
أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة
______________
تمت بحمد الله تعالى الحلقة الأولى من مصطلح الختم الالهي في القرآن .. وتتمة المبحث بمشيئة الله تعالى تنشر على الصفحات التالية من موقعنا
( موقع المصطلح القرآني )
وشكرا لكل القراء الموقرين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق